وجهات نظر عرض مسرحي لفرقة المعري للمكفوفين
حلب ـ غالية خوجة
قدمت مديرية المسارح والموسيقاـ مسرح حلب القومي، بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، عرضاً مسرحياً بعنوان “وجهات نظر”، وفقرات فنية متنوعة، على مسرح نقابة الفنانين بحلب، قدمت العرض فرقة المعري للمكفوفين، وهو من إخراج الفنان مصطفى الآغا، إضافة لفقرات موسيقية فنية متنوعة قُدمت مع العرض.
المتابع للعمل سيكتشف كيف أدى ذوو الاحتياجات الخاصة أدوارهم بفنية ما، لكن، في الوقت ذاته، سيتساءل: أين اللغة العربية الفصحى التي كانت أحد أسئلة المعلم لطلابه عنها؟ أين التقديم الراقي الذي لم يخلُ من سباب ابتذال وتهريج؟ ولماذا تكوّن هذا العرض من كوكتيل يحاكي مدرسة المشاغبين التي ساهمت بشكل أو بآخر في تدمير العلاقة بين الأساتذة والطلاب والمجتمع المدرسي والآباء، ومن محاكاة لمسرحيات غوار الطوشة، فكانت شعبية تهريجية للإضحاك فقط، وفعلاً كان الإضحاك المجاني هو العامل المشوق الوحيد.
هل يعقل أن تستغل الطاقات الجميلة لذوي الاحتياجات الخاصة في مثل هذه الأعمال؟ ولماذا لا نسعى إلى مزيد من الجهد الأدبي والإبداعي من أجل النهوض بمثل هذه الطاقات؟ ولماذا لا تكون لهم عروض مسرحية وغنائية وموسيقية وأدبية شهرية على منصات المؤسسات المعنية بالثقافة والفن؟
نلفت إلى أن الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري مؤلف “رسالة الغفران” كان يدعى أسير المحبسين، واسم الفرقة يعكس أن المعاق هو معاق الأخلاق والروح والسلوك والبصيرة لا البصر والحواس والحركة، وهذا ما يثبته ذوو الاحتياجات الخاصة بتقديمهم لإبداعات متنوعة في الحياة، وأولها الإرادة على الاستمرار والعطاء بإيجابية، وهذا يدخلنا إلى بوابات الفن الحياتي والثقافة الإبداعية اليومية للحياة، فما بالنا إذا أضاءت هذه الإرادة بأعمال أخرى مثل الفنون المسرحية والتشكيلية والموسيقية والكتابية والرياضية.