موسكو وبكين وطهران: على “حظر الكيميائي” التوقف عن تسيس الملف السوري
أكد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ أن على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تطبيق عملها بطريقة محايدة ومستقلة داعياً إلى التعامل مع ملف الكيميائي في سورية بانفتاح وشمولية مع احترام العلم والحقائق.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن قنغ قوله خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سورية أمس إن “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصدرت في السنوات الأخيرة عدداً من التقارير حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية وأثار العديد من الخبراء المستقلين شكوكا حول هذه التقارير من وجهة نظر فنية واشاروا إلى وجود تناقضات فيها” مؤكداً ضرورة أن ترد المنظمة على هذه الشكوك بطريقة مهنية ومقنعة قائمة على العلم.
وشدد قنغ على موقف الصين الرافض للقفز إلى الاستنتاجات أو التسرع في اتخاذ إجراء في ظل وجود العديد من علامات الاستفهام مبيناً أن بعض أعضاء مجلس الأمن يرفضون ببساطة الاستماع إلى الآراء المتباينة ويتهمون أي شخص يختلف عنهم في الرأي بأنه يقوض سلطة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومثل هذا السلوك مسيس وغير مسؤول على الإطلاق.
ودعا قنغ جميع الأطراف المشاركة في المنظمة إلى تشجيع الأخيرة على الحفاظ على التواصل والتعاون الجيدين مع سورية وإبداء نظرة موضوعية تجاه الجهود التي تبذلها لافتاً إلى أن سورية والأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عقدتا مؤخراً الجولة الـ 23 من المشاورات الفنية جددت سورية خلالها استعدادها لمواصلة التواصل والتعاون مع الأمانة الفنية.
وأوضح قنغ أن بعض الدول استخدمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كسلاح لتقويض وقمع الدول الأخرى واستبدال التصويت بالحوار مما يؤدي إلى انقسامات عميقة مشيراً إلى أن هذه الدول ذاتها دفعت خلال الدورة الـ 94 للمجلس التنفيذي للمنظمة إلى التصويت على مشروع قرار حول قضية استخدام أسلحة كيميائية في سورية في نهج غير بناء على الإطلاق محذراً في الوقت ذاته من أن عمل المنظمة سيكون أكثر تسييساً في حال تم السماح لهذا الأمر بالاستمرار.
ودعا قنغ المدير العام للمنظمة فرناندو أرياس والأمانة الفنية إلى اتخاذ خطوات لتعزيز الحوار والتواصل بين الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وتطبيق عملها بطريقة محايدة ومستقلة والعودة إلى تقليد صنع القرار القائم على التوافق والحفاظ حقا على سلطة الاتفاقية والمصالح طويلة الأجل للمنظمة.
موسكو تنتقد عمل الأمانة الفنية للمنظمة
إلى ذلك انتقد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أساليب عمل الأمانة الفنية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مشدداً على رفض بلاده لـ التكهنات وحملات التشهير السياسي التي تسمم المنظمة بشكل متزايد.
وأوضح نيبينزيا أن الأمانة الفنية تجري مسوحات عن بعد بالاعتماد على “معلومات خارجية ومصادر مفتوحة بدلاً من جمع العينات في الميدان.
وشدد نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن كما نقلت اسوشيتيد برس على أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبعض الدول الغربية مستمرة بنهجها العدائي ضد سورية واستغلالها المزاعم المتعلقة باستخدام أسلحة كيميائية فيها مشيراً إلى أن المنظمة تعتمد سياسة المعايير المزدوجة.
طهران العمل السياسي يقوض عمل المنظمة
بدوره جدد سفير ومندوب إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي التأكيد على ضرورة التنفيذ الكامل والفاعل لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية داعيا دول الغرب إلى إنهاء ممارساتها غير المهنية وذات الدوافع السياسية في هذا المجال.
وقال تخت روانجي إن العمل السياسي في التعامل مع القضايا المتعلقة بالأسلحة الكيميائية يقوض مصداقية اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ويجب على الغرب إنهاء ممارساته غير المهنية وذات الدوافع السياسية في هذا المجال.
وأضاف تخت روانجي: من المؤسف للغاية أن دول الغرب سعت خلال السنوات الأخيرة لتحقيق أهدافها في مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما يتعلق بسورية حسب نواياها السياسية الخاصة مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك برزت خلافات بين أعضاء مجلس الأمن والمنظمة حول استخدام هذه الأسلحة اللاإنسانية ما أضر بمصداقية هذه المنظمات.
وأكد تخت روانجي إدانة بلاده استخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان وزمان وتحت أي ظرف ودعوتها إلى التنفيذ الكامل والفاعل والحيادي لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وتعزيز مصداقية المنظمة.