بعد أسبوع من التوتر.. يوم حاسم لبريطانيا!
تواجه لندن وبروكسل قرارا حاسما اليوم الأحد بشأن الاتفاق التجاري، بعد توتر ومأزق على مدى أسبوع، جعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بلا اتفاق” في 31 الشهر الحالي يبدو أمراً أكثر ترجيحاً. وأمام المفاوضين فرصة للخروج من المأزق بشأن الترتيبات، التي من شأنها أن تضمن دخول بريطانيا إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي دون تعريفة جمركية، على الرغم من أن المحادثات، قد تستمر إذا لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق بحلول الموعد النهائي.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب الأحد: إن المفاوضات حول ما بعد “بريكست” بحاجة إلى مرونة وحيوية أكثر من جانب الاتحاد الأوروبي. مؤكداً أن “الطريق ما زال طويلا أمام المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”، وأضاف: “نريد أن نعامل مثل أي ديمقراطية مستقلة أخرى تحترم نفسها، وإذا كان بإمكان الاتحاد الأوروبي قبول ذلك على المستوى السياسي، فهناك كل الأسباب التي تجعله واثقا بذلك”، مشيرا إلى أنه “لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه”، حسب ما يتوقع. وأشار راب إلى وجود قضيتين على المحك، وهما “مصائد الأسماك، وتكافؤ الفرص”.
في السياق قالت وزارة الدفاع البريطانية إنها ستضع 14 ألف عسكري إضافي على أهبة الاستعداد وسط تهديدات بمنع صيادي الاتحاد الأوروبي من دخول مياه الصيد البريطانية في حال عدم الاتفاق مع الاتحاد.
ومع اقتراب الموعد النهائي لفك ارتباط بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، وصلت التوترات بين لندن والاتحاد إلى نقطة الغليان، مع عدم تمكن الطرفين من التوصل إلى اتفاق حول مناطق الصيد لغاية الآن.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها مستعدة لنشر 14000 عسكري إضافي ليكونوا على أهبة الاستعداد في الأول من يناير، الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد “بريكسيت”.
وفي هذا الصدد قال بول ماكنمارا، مراسل القناة الرابعة البريطانية، نقلا عن مصادر مطلعة: “الجيش جاهز ليوم الأول من كانون الثاني.. أخبرتني وزارة الدفاع أن 14000 عسكري إضافي في وضع الاستعداد، و4 سفن حربية بحرية تقوم بدوريات في مياه المملكة المتحدة”.
وإحدى القضايا الرئيسية في المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي بخصوص بريكسيت هو حقوق الصيد والحصص، حيث حاول الاتحاد الأوروبي الضغط للحفاظ على حقوقه في مياه الصيد البريطانية.
وبموجب سياسة مصايد الأسماك المشاعة (CFP) المثيرة للجدل، يتم منح جميع الدول الأعضاء حق الوصول إلى مياه الاتحاد الأوروبي عبر الحصص.
إلا أنه ونظراً لأن المملكة المتحدة لديها منطقة ساحلية كبيرة، فقد انتقد كثيرون هذا الأمر واعتبروه غير عادل.
وخلال المفاوضات مع بريطانيا، كانت فرنسا هي الأكثر صراحة في مخاوفها بشأن التنازلات النهائية، كما أثارت دول مثل بلجيكا وهولندا والدنمارك مخاوفها. وعارضت فرنسا بشدة خطط بريطانيا لاستعادة السيطرة على مياه الصيد.
والتقى المفاوضون في بروكسل أمس السبت، وقال مصدر بالحكومة البريطانية إنهم سيواصلون العمل طوال الليل. لكن المفاوضات كانت صعبة للغاية، و”في ظل الوضع الحالي يظل العرض المطروح على الطاولة من الاتحاد الأوروبي غير مقبول”.
وتخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني، لكنها ستظل عضواً غير رسمي حتى 31 كانون الأول، وهي نهاية فترة انتقالية تظل خلالها في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي.
وكانت ألمانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أكدت أن التكتل سيواصل المفاوضات مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد ما دامت ثمة فرصة للتوصل إلى اتفاق، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الجمعة، قبيل محادثات مع نظيره الإيرلندي سايمون كوفني، في برلين: “نعتقد أن إيجاد حل في المحادثات صعب لكنه ممكن”.
وصرح ماس بأن الجانبين قد يواصلان التفاوض لإبرام اتفاق بعد هذا الموعد النهائي، وأشار إلى أنه “في نهاية المطاف لن تفشل المحادثات لأن هناك حاجة لبضعة أيام أخرى”.
يذكر أن الوزيرة البريطانية، بيني موردنت، قالت الخميس: إن بلادها “تعمل بلا كلل” لتأمين الوصول إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، لكن الجانبين ما زالا متباعدين بشأن عدة قضايا، وأكدت أنه “من الواضح أننا ما زلنا بعيدين عن بعضنا البعض، فيما يسمى بتكافؤ الفرص، ومصايد الأسماك والحوكمة”.