مجلة البعث الأسبوعية

“سوالف” الاتحاد والحرية مستمرة على صفيح ساخن..

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

تكاد “سوالف” ناديي الاتحاد والحرية – وتحديداً فريقا كرة القدم للرجال – تحجز حيزاً شبه ثابت في أحاديث الشارع الرياضي. وكما أن كرة القدم تأكل بيضة وتقشيرة الرياضة لدينا، فهي تفرض نفسها أيضاً، لأنها تصنع الحدث الذي تذوب خلفه جميع الأحداث الرياضية الأخرى والألعاب.

الجديد هنا – وللمفارقة!! – هو تحقيق فريق رجال الاتحاد لفوزه الأول في دوري الدرجة الممتازة – وجاء على حساب الشرطة في دمشق، بعد ست جولات كبيسة، تضمنت خمس هزائم، مقابل تعادل وحيد – وضع بطل كأس الاتحاد الآسيوي في ذيل جدول الترتيب.

وعلى المقلب الأخضر، ونقصد فريق الحرية الذي انتشى بفوزه على حرجلة خارج أرضه في الجولة الفائتة للدوري الممتاز، فقد عاد للسقوط في حلب، وهذه المرة أمام جبلة، وبسيناريو مرهق نفسياً لجمهوره (فرص كثيرة غير مستثمرة، وهدفان كلفا الخسارة من هفوتين دفاعيتين)، وهو سيناريو مباراة الحرية مع الشرطة في حلب نفسه، وهذا ما فجر غضب الجمهور الذي طال في نقده الجهاز الفني واللاعبين بعد المباراة، وعلى مسامعهم. وتطورت الأمور إلى ملاسنات، وكادت تولد صدامات عنيفة، وخاصة أن أحد المشجعين ألقى على مسامع بعض اللاعبين مقولته: قميص الحرية “بدو رجال”.

وعلى الطرف النقيض، كان جمهور الاتحاد، الزاحف خلف فريقه إلى العاصمة دمشق، يحتفل بعد المباراة، ولأول مرة هذا الموسم، لكن الفرحة الاتحادية كادت تفسد، وتتحول نعمة الفوز الأول إلى نقمة، بعد الجدل الذي أثارته لقطة الهدف الثالث للفريق الذي سجله الموهوب طالب عبد الواحد، لكن اللاعب الذي عبر عن فرحته الكبيرة بخلعه القميص، بينما لم يشاركه فرحة الهدف سوى واحد فقط من زملائه، وهو ما أثار جدلاً كبيراً كاد ينغص الفرحة، وسط أحاديث عن حساسية بينه وبين بعض من زملائه، وتحديداً أحمد الأحمد “عليش”، وشقيقه محمد الأحمد “نوري”، وأكثر من ذلك شللية وتنافر بين اللاعبين نادى الجميع بإيجاد حل له لما فيه مصلحة الفريق العائد إلى سكة الانتصارات.

لكن التدخلات لنزع فتيل السيرة أثمرت ووثقت بلقطة معبرة تجمع اللاعبين في حافلة الفريق، بينما أكد عبد الواحد لـ “البعث الأسبوعية” أن لا شيء بينه وبين “عليش”، ومصلحة الفريق فوق كل اعتبار، وهو المبدأ نفسه الذي تحدث به مدرب الفريق المؤقت احمد هواش، مشيراً إلى أن الذي اختلف بالفريق هو الروح التي طفت من مباراة حطين الفائتة، والتي كان الفريق يستحق فيها نتيجة أفضل نظراً للمردود الإيجابي الذي قدمه على المستويات كافة، وجاءت مباراة اليوم مع الشرطة – يضيف الهواش – كامتداد لما كان عليه الفريق في لقاء حطين، مع بعض التفاصيل التكتيكية التي انشغل عليها، والتغييرات في المراكز والأداء الجماعي والإعداد النفسي الذي أتى بثماره، لتحقق روح القميص الأحمر المحلقة الفوز الأول في الدوري.

وأكد الكابتن هواش، الذي توسّم به مناصرو الاتحاد خيراً، أن الفريق لن يتوقف عند فوز الشرطة، الذي لن يكون سوى بداية لمرحلة جديدة تعيد الهيبة والمكانة الطبيعية للكرة الاتحادية، مع ثقافة الفوز وشخصية الفريق، ولتنتهي مع حديث الهواش، وتدخل العقلاء، لنزع فتيل مشكلة طالب عبد الواحد، والصور الإيجابية التي تؤكد على الوئام والمحبة بين لاعبي الاتحاد، حيث باتت الأمور على خير في الجانب الاتحادي الذي تنفس الصعداء أخيراً.

لكن – وعلى الطرف النقيض – طالب مقوم عباس، المدرب المساعد لكرة الحرية، الجمهور بضرورة التحلي بالهدوء قليلاً مع التأكيد على حقه في التنفيس عن غضبه، ولكن دون أن يتجاوز الحدود، ومع شيء من الموضوعية. لكن مهاجم الفريق سامر السالم، الذي سمع ما لم يرق له، وشاهدنا كيف كاد يشتبك مع أحد المشجعين الهائجين، تساءل: كيف يمكن لفريق أن ينجح في ظل النوايا السلبية، وعدم محبة الجهاز الفني للفريق لبعضه؟! فرد هنا مساعد المدرب مهند الشيخ ديب بأن الكادر يحب بعضه ومتفاهم، ليوضح السالم بأن عضو الإدارة وليد الناصر، مشرف الفريق، يتحدث بالسوء عن الفريق ويؤلب الجمهور، وهنا وافق الشيخ ديب على هذا الكلام، وعقّب عليه، في حديثه معنا، بأن الناصر كان نفسه مع الفريق الضيف، وطالما صاح على دكة الاحتياط مطالباً حكم المباراة بإنذار أحد لاعبي فريقه..!

وقد يكون ذلك الخلاف، أو ربما الاختلاف، موجوداً، وتشي به وجهات النظر المتناقضة في التصريحات، إذ أكد مدرب الفريق مصطفى حمصي بأن اللاعبين أدوا ما عليهم، وكانوا الطرف الأفضل، لكن مجانبة التوفيق للفريق والأخطاء الفردية حرمتهم من نتيجة إيجابية كانوا يستحقونها، مضيفاً: رجال الحرية قادرون على فعل الكثير مع شخصية الفريق التي أخذت بالتبلور، وما يحتاجه الفريق هو الدعم وعدم فقدان الثقة به!!

أما عضو مجلس إدارة النادي الكابتن مشرف الكرة، الكابتن وليد الناصر، فقد بدا غاضباً جداً، ووصف الفريق بالسيئ ويحتاج إلى إعادة دراسة لوضع جميع اللاعبين، رغم أن الإدارة قدمت أقصى ما تستطيع من الإمكانيات من المناحي كافة لدعمه وإنجاح مسيرته، وأشار الناصر إلى ما وصفه بـ “الأخطاء الفردية القاتلة”، و”العقم الهجومي” الذي لم تكن هناك حلول لمعالجته، وكانت النتيجة أن من لا يسجل من كم الفرص السانحة، وعددها خمس فرص محققة، يسجل عليه، إذ استفاد المنافس من هذه الحالة وسجل من مرتدات في ظل الدفاع المكشوف. وختم الناصر حديثه بالتأكيد على أن هناك وقفة مستفيضة ستحاول من خلالها الإدارة إيجاد حل لوضع الفريق الذي لم يكن بحالته الطبيعية أمام جبلة.

أما رئيس نادي الحرية – تكليفاً – المحامي محمود عتيق، فقد ضمن اعتذاره لجمهور النادي بعد المباراة هذه المرثية التي جعل خاتمتها مفتوحة: اعترف لكم محبي وجماهير نادي الحرية الحلبي، وبكل الحزن والألم، بأن كرة القدم لا تزال تعيش حالة الصدمة، وهي حائرة! أعدكم بإجراء تحقيق فني كامل عن كافة المباريات بواسطة متخصصين، ومعرفة أسباب هبوط مستوى الفريق، أو أسباب الهزائم، أو من يقف وراء ذلك، وسوف يتم نشرها بعد مناقشتها على أسس علمية.

ولا ندري إن كان ما قاله رئيس نادي الحرية – المكلف – وعزمه على التحقيق بأمور فريقه الأول لكرة القدم سيشمل التحقيق بأمور أخرى تحدث عنها اللاعب سمير بلال في منشور غمز فيه من قناة السمسرة من عقود اللاعبين، ورمى عبارة “مشفرة” أثارت الفضول والجدل حول شيء له علاقة بـ “البلاي ستيشن” و”الشاشة LCD”..!