محمد بري العواني.. روحه حضرت في حفل دوحة الميماس
حمص- سمر محفوض
في رابع أيام مهرجان الموسيقا العربية على مسرح دار الثقافة، قدمت فرقة نادي دوحة الميماس الحمصية حفلاً طربياً وتراثياً تنقّل العازفون خلاله بين المقامات الموسيقية كالبيات والرصد والموشحات الأندلسية، بمرافقة رقصات سماح. كما قدمت الفرقة العريقة بتاريخها الفني الكبير أغنيات طربية لأم كلثوم (الرضا والنور)، وهو حفلها الأول بقيادة المدرب برهان الصباغ بعد أن غيّب الموت رئيس النادي الكاتب والباحث والموسيقي والمخرج محمد بري العواني، فتركت الفرقة كرسيه فارغاً إلا من آلة الكمان الخاصة به، في إشارة للاحتفاء بروحه التي ترافق الفرقة والحفل معاً.
الكاتب والممثل والمخرج المسرحي تمام العواني أشار إلى أن الحفل تحية لروح رئيس نادي دوحة الميماس وقائد الفرقة محمد بري العواني، احتراماً واعترافاً بما قدمه للفرقة على مدار 40 عاماً من جهد ووقت واهتمام، وذكر بأن الاستعدادات والتدريبات للحفل تم الإعداد لها بناء على إيعاز من قبل محمد بري العواني قبل وفاته بيوم واحد، لافتاً إلى أن النادي الذي تأسس عام 1930 من أقدم الأندية الفنية السورية التي حافظت على كيانها الفني، وهو الوحيد الباقي من تلك الفترة، وأضاف بأن محمد بري العواني حتى بعد موته لايزال رئيساً للنادي لحين انتخاب رئيس جدي، وختم تمام العواني حديثه مشيراً لحالة الإرباك التي اجتاحت الجمهور والفرقة بغياب قائدها، فكان الخيار بوضع كمانه على كرسيه الممتلئ بالغياب.
مدرب الفرقة برهان صباغ أشار إلى أن الفرقة قدمت في الحفل مقامات مختلفة، وحاولت استحضار التراث العربي من باب الموشحات الأندلسية، وأكد على الاستمرار برسالة الفرقة في الحفاظ على التراث والطرب الفني الأصيل. بينما نوّهت مدربة فرقة السماح صدقية الشبعان بأن الحفل تضمن خمس فقرات غنائية، منها الفقرة الأولى سماعي حجاز وصلة كاملة، والفقرة الثانية وصلة رصد تخللتها رقصتا سماح، مشيرة لأهمية ومسؤولية الوقوف أمام جمهور حمص الذواق الذي لاذ بالصمت طوال مدة الحفل الموسيقي والغنائي، ليعلو صوته في نهايته مطالباً بأغنية “املأ الكاسات” التي أداها برهان الصباغ.