رياضةصحيفة البعث

لمصلحة من؟

صحيح أن الأحداث التي رافقت مباراة الجارين الشقيقين جبلة وتشرين ضمن منافسات الجولة الثامنة من دوري الكرة الممتاز لم تكن مرضية لكل غيور على رياضتنا إلا أنها لم تكن المباراة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تشهد مثل هذه التصرفات الخاطئة من قبل بعض المتهورين من جمهوري الفريقين.

وبمقدار ما كان الشغب ومسبباته مرفوضا بالنسبة لنا جميعاً، فإن مقدار الاستغراب كان أكبر من التهويل والتضخيم لمباراة كرة قدم شهدت – حالها كحال الكثير من المباريات حول العالم – شغبا من الجمهورين واعتراضات على قرارات التحكيم، وكأن ما حصل هو خارج عن المألوف أو أنه ظاهرة لا تحصل إلا في ملاعبنا ومن جمهورنا بالتحديد.

ماجرى من المؤكد أنه يتطلب إجراءات وعقوبات بحق المسيئين، وقد أكد حتمية حصولها رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا “للبعث”، إلا أن السؤال الذي برز: لمصلحة من تم تصوير الأمر على أنه كارثة خارقة للطبيعة؟ ولماذا لم تنل مباريات بعض فرق الجيران التي انتهت بكل روح رياضية حصتها من الإضاءة الإعلامية بوصفها مثالا في الأخلاق والمحبة؟

ملاعبنا بحضورها الجماهيري المتميز باتت تشكل حالة فريدة تتحدث عنها كل وسائل الإعلام العالمية، وأصبحت مضربا للمثل من كثير من الدول التي تتمنى وتبذل الجهد وتدفع المال لتكون قاعدة جماهيرية لرياضتها، ولن يعيبها حادث خاطئ هنا أو شغب في مباراة هناك.

طبعآ كل ما سبق لا يلغي مسؤولية اتحاد الكرة الذي لطالما تحدث عن آليات لمكافحة الشغب بالتعاون مع الجهات المعنية، وربما تكون المباراة بين جبلة وتشرين دافعا له لتسريع الخطا في هذا الاتجاه، كما أن تشديد العقوبات على المتسببين سيكون له أثر في ما تبقى من مباريات فالجزاء في هذه الأمور يجب أن يكون مضاعفا عن العمل، فملاعبنا هي للرياضة ولأخلاقها ولا مكان فيها لمشاغب أو مفسد.

مؤيد البش