عناق تحت نبتة عيد الميلاد “الهدال”
يعود تقليد العناق تحت أوراق نبات “الهدال” أو “الدبق” إلى انكلترا، حوالي القرن الثاني قبل الميلاد، فقد انتشر هذا التقليد بين أفراد طبقة السلتيين المثقفة، وكانوا يحتفلون بتجميع نبات الهدال وحرقه قرباناً للآلهة ويعلقون أغصان النبتة الخضراء المائلة للصفرة ذات الكرزيات البيضاء في زوايا منازلهم تفاؤلاً منهم بطالع سعيد وانسجام عائلي خلال العام المقبل، ويكتمل الاحتفال بترك الزوار يقومون بمعانقة أهل المنزل للترحيب بالمسافرين المتعبين، والطريف في الموضوع أنه إذا التقى شخصان متعاديان تحت أغصان هذه الشجرة الدائمة الخضرة والمتشعبة كان عليهما أن يلقيا أسلحتهما جانباً وأن ينسيا خلافاتهما مدة يوم كامل.
أطلق السلتيون على تلك النبتة اسم “شجرة شفاء كل الأمراض”، إذ وصف الأطباء النبتة لمعالجة عقم النساء ومضادة للسموم. وتعني كلمة الهدال في اللغة الاسكندنافية “زرق” لأن بذرة هذه الشجيرة تنمو بسرعة إذا ما أتيحت لها الفرصة بالتغذي على زرق الحمام أي مخلفاته. كما تبوأت هذه النبتة في العالم القديم وضع وسيلة تزيينية أيضاً، فكان رجال الدين يقومون بجمع أغصان هذه الشجيرة على شكل باقات جميلة توضع في المنازل.
تحكي الأسطورة في الميثولوجيا النوردية- الاسكندنافية، أن “فريجا” إلهة الحب والزواج أخذت عهداً على كل نباتات وحيوانات الأرض ألا تؤذي ابنها “بالدور” باستثناء الدبق. لذا عمد “لوكي” إله الأذى والاحتيال إلى استخدام حربة مصنوعة من الدبق لقتل “بالدور”، وفي بعض الروايات تحوّلت دموع “فريجا” إلى حبات من الدبق أدّت لعودة “بالدور” للحياة مرة أخرى، ما أدّى بـ”فريجا” لإعلان الدبق رمزاً للحب، وفي غمرة فرحتها قامت بتقبيل كلّ من مرّ أسفل الشجرة التي ينمو عليها النبات، ما دفعها للإعلان أن من مرّ أسفل الدبق لن يصيبه أي أذى، فقط سينال قبلة كعلامة على الحب، ورد ذكر النبات أيضاً في إحدى روايات تشارلز ديكنز “أوراق بيكويك” (1836)، حيث يُفهم من السياق أن التقبيل أسفل الدبق يجلب الحظ السعيد، بينما الامتناع عن ذلك يجلب سوء الحظ. وفي في بريطانيا إبان الحقبة الفيكتورية، كان رفض فتاة لقبلة أسفل الدبق يعني انعدام فرصتها في الحصول على عرض للزواج خلال العام التالي على الأقل.