سينما الشباب.. تجربة طموحة بلا نتائج
بعد ما يقارب السبعة أعوام من انطلاق تجربة “سينما الشباب” التي أطلقتها المؤسّسة العامة للسينما بهدف رفد السينما المحلية بدماء جديدة تقوم على تطويرها، أين هي اليوم؟ هل من مخرج/ة، لمع اسمه في فيلم من الأفلام التي يُفترض من يفوز بمسابقة التجربة –بما عليها من مآخذ، منها تحديد مفهوم الشباب فيها بعد أن رأينا من قارب الـ 50 من عمره يشارك فيها عدا عن كونه من موظفيها؟-.
المخرجون الذين يتصدّون للأفلام “الأدسم” هم هم لم يتغيّروا، الكُتّاب كذا الأمر، فأين المأمول من التجربة؟ وأين التطوير للمفهوم العملي للسينما كفن من أهم الفنون في العالم، والذي يُعتبر من أسلحة الحرب الناعمة الفائقة الأهمية في الملمات والصعاب مثل الحروب، تلك التي نخوضها منذ عشر سنوات؟ ومع احترامنا للعمل الذي تمّ في ظروف صعبة لوجستياً، إلا أن ما صدر من أفلام في العقد المنصرم عن المؤسّسة العامة للسينما، الجهة الرسمية المنتجة لهذا الفن، لم يحقق انتشاراً محلياً حتى، دعونا من الجوائز، والتي تُتهم معظم نتاجات المؤسسة بكونها “معمولة” بقصد نيلها، -هناك جوائز نالتها بعض الأفلام من مهرجانات سينمائية من بلدان ليس فيها سينما أساساً كالسودان!- بالتأكيد هناك العديد من الأفلام التي تمّ إنتاجها ترفع لها القبعة، لكن الحديث هنا عن الأفلام التي كان من الطبيعي حسب مسابقة سينما الشباب، أن يكون على الأقل اسمها واسم مخرجها أو كاتبها معروفاً عند الجمهور المحلي بأقل تقدير، وفي استبيان عشوائي في المنطقة الممتدة من ساحة الأمويين مروراً بجسر فكتوريا وصولاً لشارع البرلمان ومنه إلى ساحة النجمة، كان الجواب على سؤالنا: ما هو الفيلم الذي لفت انتباهك في تجربة سينما الشباب؟ أن 90% من الذين تمّ سؤالهم لم يسمعوا بالتجربة من أساسها، والـ10% الباقية كان الجواب فيها “ليالي ابن آوى!” الذي صدر عام 1988!.
على وسائل التواصل الاجتماعي بعض أولئك الشباب الذين فازوا بالمسابقة يحتفلون بأفلامهم الفائزة وقد شابت الذوائب منهم بين الرفاق والصحب في العالم الافتراضي، لكن الأكيد والمنظور والمعروف، أن فيلماً واحداً لم يخرج من تلك التجربة إلا بما ناله من التجربة نفسها، حفل اختتامي للمسابقة، توزيع “مرحات” وانتهى الموضوع، أما عن مرحلة ما بعد ذلك، فلا كاتب السطور ولا الجمهور سمع أو شاهد فيلماً خارجاً من رحم تلك التجربة وعليه “العين” كما يُقال، أو أن يكون معروفاً خارج دائرة “الفريند”، ومن لديه شك في الكلام، فليتفضل إلى الشارع وليسأل الناس/ الجمهور!.
تمّام علي بركات