جولة في حديقة الأفكار!
أكرم شريم
تعالوا نتجوّل في حديقة الأفكار هذا اليوم، ونرى ونسمع ونقرأ كلّ ما نشاهده طوال هذه الجولة في هذه الحديقة الحلوة والرؤوم!. أولاً: من المعروف أن المرأة هي: (ست البيت وست الكل.. وست الحبايب.. ومن عندنا هي ست الحياة أيضاً)، فهي تلدنا وتربينا.. ومن المعروف كيف يولد الإنسان قطعة لحم صغيرة، لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يعرف شيئاً، وتبدأ تنظف وترضع وتبوس وبكل حب وحنان حتى نقول أول كلمة في حياتنا.. وهي (ماما)، وتتابع طوال سنّ الطفولة وما بعدها ونبقى في قلبها وعقلها وكل مشاعرها طوال حياتها، وهي تعمل لنا ولمصلحتنا وتخدمنا، سواء كنّا نرى ونعرف أو لا نرى ولا نعرف!.
ومن المعروف أيضاً أن التربية المنزلية هي التربية الأولى في حياة الإنسان، هي تربية أمه له وهو لا يزال في أحضانها طوال سنّ الطفولة، ويتألف من ثلاث مراحل: من السنة الأولى وحتى السادسة وهي المرحلة العمرية الأولى من الطفولة، ومن السادسة حتى التاسعة وهي المرحلة العمرية الثانية من الطفولة، وأخيراً المرحلة العمرية الثالثة من التاسعة حتى الثانية عشرة، وبعدها تختلط الطفولة مع البلوغ وتُسمّى مرحلة المراهقة، والتي تستمر حتى سنّ الرشد، وهو في بلادنا وحسب الطقس في فصول السنة هو نهاية السابعة عشرة من العمر وبداية الثامنة عشرة، لهذا وكما نعلم جميعاً أيضاً فإن القضاء لا يُحاسب ويعاقب الإنسان دون سنّ الرشد، لأنه قد يكون مراهقاً أو طفلاً!، وبالتالي تحت رعاية والديه، كما يعاقب من بلغ سنّ الرشد وتجاوزه!.
ثانياً: تتكاثر الكتابة على شاشة التلفاز ونحن نشاهد الكتابة، مما يتطلّب أن نهرع إلى شاشة التلفزيون ونصير نقرأ. أفلا يمكن أن يقرأ لنا أحد ونسمع عن بعد، واختصار ذلك ما أمكن، أم تريدون أن نسمّي ذلك فشلاً تلفزيونياً، لأن التلفزيون لكي نشاهد وليس لكي نقرأ؟. وما بالك أيضاً بمن يطلّ على الشاشة ويمدح محطته التلفزيونية طوال الوقت وفي كل يوم أكثر من ثلاثين أو أربعين مرة، وكمثال (نحن ننفرد بالوجود)، ومن قال إنكم تنفردون بالوجود في أي شيء؟! إننا نشاهد محطة نحبها ونحترمها، فلماذا تظلّ طوال الوقت تمدح نفسها وتسرق منا هذا الحب والاحترام؟.
ثالثاً: الإنسان واحد في كل مكان في هذا العالم، فهل يجعلنا اختلاف اللغات وتعدّد الحدود وأسماء الدول أن نختلف عن بعضنا ويصبح كلّ واحد يختلف عن الآخرين في كل مكان في هذا العالم؟! وكلنا يعلم أنهم أوجدوا لغة عالمية لكل الشعوب، فمتى تنتشر هذه اللغة وتزول كل هذه الحدود ومعها كلّ هذه الجيوش والأجهزة الأمنية ويصبحون مدنيين رائعين؟.
رابعاً: إياكم وردّ الفعل السلبي لما تريدون أن تفعلوا أو تقولوا أو تتصرفوا ! وأضرب مثالاً: حين كنّا أطفالاً في المرحلة الابتدائية، كانت المدرسة ترسلنا إلى الجامع لكي نصلي. وكانت تضع علينا عريفاً ودائماً (يفسد علينا)! إذا ضحكنا أو لعبنا أو لم نعرف أن نصلي، وكانت المدرسة تعاقبنا على ذلك، ما ترك في أنفسنا عدم الرغبة في دخول الجامع ولفترات طويلة!. وهكذا تكون النصيحة اليوم: إن علينا أن نحسب ردّ الفعل المتوقع حساباً دقيقاً قبل أن نفعل أي شيء.