“الدولة الفرنسية متواطئة مع الإرهاب”.. ظاهرة تحدي كبيرة لثقافة الإرهاب
الكتاب يختلف كثيراً عن كل ما كتب خلال الحرب فهو يكشف بشكل تطبيقي يعتمد على وثائق وتواريخ ووقائع شبكة التآمر التي حاكتها قوى غربية باستخدام أدواتها المدروسة في المنطقة من أنظمة رجعية ومنظمات متطرفة والتي بدأت بدول متعددة من أفغانستان وليبيا إلى اليمن والعراق ثم وصلت إلى سورية.
الوثائق التي يطرحها الكتاب لا تترك أي مجال للشك فالأسماء كانت رهن المواجهة وتشتغل على تسرب وتسريب في بنية البيئات الاجتماعية والمكونات الثقافية والعمل على تفكيك الأخلاق والعلاقات من خلال المخدرات والوسائل الاجتماعية الأخرى التي صنعت من الإنسان مخلوقاً قلقاً ضائعاً يبحث عن نفسه كمن يتوه في غرفة مليئة بالمرايا فيصاب بالذهول والجنون.
أسماء يمكن أن لا يصدق القارئ عندما يقرأ من هي، ولكنه الواقع ولاسيما أن هذه الأسماء بعد زمن طويل من البناء والتشويه أعلنت عن نفسها آملة أن يزول خوفها من الحق والواقع فلم تتوقف الحالة ولا يمكن أن تتوقف إلا إذا وجد الواقع التثقيفي المواجه فالتقى هناك الإخوان المسلمون بمن كانوا يسمونهم كفرة والتقى هناك من يجردون أنفسهم من التعرف إلى الله بالإخوان المسلمين فكيف استطاع أولئك أن يجردوا هؤلاء من شخصياتهم لوصولهم إلى هذا العمى الذي جعل البلاد تخسر كثيراً مما هو فيها.
ويكشف الكتاب التي ترجمته الدكتورة لبانة مشوح عن الغطاء الذي كانت تستخدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها فتبين أن هذه الدولة عن أجهزة مخابراتها قدمت كثيراً من الأدوات براً وبحراً إلى المجموعات الإجرامية التي رفعت شعارات مشوهة فاستطاعت أن تفتك بليبيا وأن تمد يدها محاولةً أن تخنق انتماء الآخرين.
كما كشفت المترجمة في كتابها أن من كان الفرنسيون وسواهم يطلقون عليهم في سورية أنهم معتدلون هم في الحقيقة متورطون في نشاطات إجرامية فذكرت أسماء شخصيات كانت تلعب دوراً اجتماعياً وتجارياً كبيراً كشفوا في الآونة الأخيرة ثم هربوا عند أول أمل لنجاح خياناتهم وكان الكتاب برغم أن مؤلفه فرنسي قد فضح ما لم يكن متوقعاً وما يصيب بالذهول.
و الجدير بالذكر أن مؤلف الكتاب جان لو إيزامبير هو كاتب وصحفي فرنسي ولكنه كشف لماذا لا تقوم وسائل الإعلام الفرنسية بتغطية الاستفزازات والاعتداءات التي ارتكبها الإخوان المسلمون وجماعاتهم المسلحة منذ الأيام الأولى للأحداث وكيف بدأ حمام الدم يتحمم إلى حرب كاملة عبر سيناريوهات يشعلها الغرب وينمي قوتها المبرمجة والذي دفع الإخوان المسلمين إلى إعادة نظرهم أنهم كانوا غير مرغوب بهم عند الشعب وأن طريق دمشق كان مسدوداً في وجوههم فتآمروا مع تشكيل ما يسمى بالجيش الحر وغير ذلك من تسميات أخرى مضمونها تخريب الوطن الذي كان من المفترض أن يكون عبر مراحل متعددة.
كما رصد الكتاب أسماء بعض السوريين الوطنيين الذين كشفوا النقاب عن الجريمة وأشاروا إلى من يدعمها ويساندها ومن يذكي الفتن والفساد والطائفية التي تخدم الآخر المتآمر.
الكتاب يشكل ظاهرة تحدي كبيرة لثقافة الإرهاب منذ أن كتبت المترجمة الصفحة الأولى وهي الإهداء إلى الصحفيين السوريين الذين طالهم الموت على يد الإرهاب وغيرهم من المناضلين العالميين والعرب الذين واجهوه ليعد هذا الكتاب الأول على يد سيدة سورية قدمت واحدة من فاتحات الشجاعة لما يجب أن يكون في الواقع والقادم حتى لا نسمح بالفتك بمنظومتنا الوطنية.
محمد خالد الخضر