طوابير السرافيس والمواطنين وأزمة متفاقمة سببها قلة المحروقات ومزاجية موظفين
استقبل العام الجديد بتفاقم أزمة النقل في دمشق وريفها نتيجة قلة مادة المحروقات، والانتظار الطويل للميكروباصات “السرافيس” أمام محطات الوقود لتشكّل طوابير على مسافة كيلومترات أدت في بعض الأماكن إلى عرقلة السير.
وفي غمرة الأزمة والازدحام الكبير على محطات الوقود، تشهد الشوارع حشوداً من المواطنين ينتظرون الفرج، ووسيلة نقل تقلهم إلى مراكز عملهم أو جامعاتهم، وفي حال ظهر من بعيد سرفيس قادم تحصل عملية تدافع فيما بينهم من أجل حجز مكان في وسيلة النقل، وتطور الأمر في الكثير من الأحيان إلى الشجار والضرب!.
تقصير وغياب
اتهم مواطنون المعنيين في المحافظة بالتقصير وغياب المتابعة لعمل السرافيس، وترك الحبل على الغارب، ما زاد من معاناتهم اليومية، وأخضعهم لاستغلال وتحكم أصحاب “التكاسي” العمومي والخاصة، وإلى دفع أجور مرتفعة لقاء إيصالهم إلى عملهم.
ولم تقتصر المعاناة على المواطنين وانتظارهم الطويل على الطرقات، بل هناك شكوى ومعاناة لأصحاب السرافيس الذي عبّروا عن استيائهم لطريقة تعامل أصحاب المحطات معهم، إضافة إلى التأخير في تعبئة المحروقات نتيجة مزاجية موظفي المحافظة، واستهتارهم بالوقت، ومماطلة موظفي التموين، ما يؤدي إلى بقاء السرفيس لساعات طويلة من أجل أن يحظى بليترات قليلة من مادة المازوت، مستغربين من طريقة توزيع الميكروباصات على المحطات في المدينة، فالسرفيس من الريف مضطر للنزول إلى دمشق للحصول على مخصصاته التي لا تكفي عدة سفرات.
استهجان واستغراب
استهجن سائقون توجيه محافظة دمشق بتحديد الساعة 12 في منتصف الليل لتواجد السرافيس على المحطة لأخذ مخصصاتهم، ليأتي سؤالهم: كيف يستطيع السائق نقل المواطنين صباحاً والعمل طيلة النهار بعد سهرة ليلية على المحطة؟.
تعطيل وتأخير
“البعث” تابعت الموضوع مع عضو المكتب التنفيذي المختص في دمشق مازن دباس الذي اعتبر أن الغاية من تحديد الموعد ليلاً لكي يتمكن السائق من العمل صباحاً، وعدم إيقاف السرفيس عن العمل، مؤكداً أنه بعد تواجده مع شرطة المرور في المحطات، ومتابعته لعملية التعبئة، لم يستغرق انتظار السرافيس وقتاً طويلاً، لاسيما أنه تمت تعبئة 750 سرفيساً خلال ساعتين ونصف فقط، ما يدل على وجود تعطيل وتأخير أثناء التعبئة قبل ذلك.
35 % من الكمية
دباس كان شفافاً وواضحاً في جوابه عند الكشف عن تعطيل وتأخير من قبل بعض موظفي المحافظة والتموين أثناء تزويد السرافيس بالوقود، إلا أن المشكلة حلت بتواجد عضو المكتب التنفيذي والمعنيين من شرطة المرور.
ووعد دباس بالاستمرار والتواجد على أغلب المحطات ريثما تنتهي هذه الأزمة، لاسيما أن هناك نقصاً في الكميات المرسلة إلى المحطات، حيث تم تخفيف الكمية المخصصة من أجل تسيير الأمور، وتأمين جميع السرافيس العاملة على الخطوط، علماً أن الكميات الواصلة إلى المحطات والخاصة بالنقل بنسبة 35% من الكميات المقررة.
وأشار دباس إلى استنفار جميع باصات النقل الداخلي العام والخاص بالطاقة القصوى لتخفيف الأزمة، حيث يتم توزيع الباصات على الخطوط التي تعاني نقصاً بالسرافيس.
صورة للتجييش
وحول الصورة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي أمس عن تعلّق بعض الشبان على سلم باص للنقل الداخلي في مشهد غريب، اعتبر دباس أن الصورة مقصودة، فهناك من يقوم بأخذ “سلفي” له وهو على سلم الباص غايته التشويش والتجييش!.
فلتان مروري
أما على صعيد ريف دمشق فالمعاناة كبيرة أمام الفلتان المروري الذي تشهده المحافظة، وتحكم السرافيس بالمواطنين، وعدم الالتزام بالخطوط، إضافة إلى التسعيرة الاعتباطية والكيفية التي يتقاضاها صاحب السرفيس، وخاصة أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بعيدة كل البعد عن هذا الموضوع وكأن الأمر لا يعنيها، إضافة إلى تقصير المكتب التنفيذي المختص وشرطة المرور في متابعة الخطوط، حيث يتحفنا مسؤولو المحافظة بالتقاط الصور على المواقف الرسمية على أساس أنهم يقومون بتنظيم السير ومخالفة السرافيس، ليعود الفلتان المروري إلى ما كان عليه في اليوم التالي.
في حين يعتبر عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل عامر خلف أن هناك حلحلة قريبة وانفراجات لموضوع النقل في الريف، وذلك من خلال اقتراحات وخطوات ستأخذها المحافظة لتخفيف الأزمة.
علي حسون