لا تنكزني لا تنكز.. كسّرت الخيزرانة..!
في الصفحات الزرقاء.. تُخاض حروب، تنهض أمم ، وتُلغى حضارات..!
إذن هذا هو حالنا.. ولكنه -أي الحال- أشبه برجل يفكر بالواقع، وكلمة الواقع جاءت مقلوبة، فحاول الرجل تدارك الموضوع بأنْ يجعل رأسه للأسفل ورجليه للأعلى ليرى الخلل الفني..أهو من الغسالة أم من المسحوق..؟! لم تدم عملية الشقلبة بضع ثوان حتى وجد أنّ الكلمة مازالت مقلوبة..!
أسئلة تدفعنا رباعياً للغوص في تحليل سكّر الحالة وقياس الضغط الميتافيزيقي..!
ومن الدفع والقياس والبحث عن مكان لربط الحمار بحسب تعليمات صاحبه، نكون قد وضعنا اللبنة الأولى لربط الحبل من أقصى اليمين المستاء إلى أقصى اليسار الزهايمري..!
وهنا، نشكّ ونؤكد ثم نتهم الديك المعدني الذي لم تمنعه الريح من النحت في الاتجاهات الملتوية.
إذن، الواقع والحال، كلمتان تتماهيان مع حوار فلسفي عميق.. إذ قالت له: يدي تؤلمني..! فقبّلها وأصبحت في حال أفضل.. طبعاً هي تعرف أنه سيقبلها، وهو يعرف بأن يدها لا تؤلمها..! والواقع الذي ينطلي على الجميع، لا يبتعد في مفهومه عن شخص ألغى موعدَه المهم مع طبيبه بحجة أنه مريض..!
في عودة متسلحة بالنكزات، نقرأ الموضة بأشكالها كافة.. تنافسٌ حذرٌ يعجّ بالصور المعشّقة. وزمامير مهووسة باللايكات.. فاستجداء التعليق بات هاجساً يقضّ مضاجع “المفسبكين” ودوائرهم الضيقة..ّ!
والسؤال المطروح أرضاً، هل مانراه يشكل تلوثا ًبصرياً وسمعياً رغم أنف المكياج والأصبغة المستعارة..؟
الجرح في تلك الصفحات يصبح مسلسلاً مكيسكياً.. فنلاقي ترطيب الخاطر بالمئات وتحديداً عندما تكون المجروحة أنثى وبحسب البرج أيضاً.. فالتعاطف مرهون بحركة الكوكب ودخول المشتري في حسابات القنوط ومشتقاته..!
النقطة الذكية التي جرّت واستقطبت مئات التعليقات..تركتنا صاحبتها في حيرة من أمرنا.. كتبت عدة نقاط دون علامات ترقيم ودون “موتيف” أو صورة مرافقة لنستدل ونتبيّن ونعي مايجري.. لتقول لنا حكايتها في النهاية.. كم نحن أغبياء..!
أخيراً، خمسة آلاف صديق هو العدد المسموح به، لن تجدوا منهم سوى أشخاص يعدّون على الأصابع في رحلة الشخص الأخيرة عندما يلبي نداء ربه..!
نعم، إنه العالم الافتراضي.. عالم اللاهثين وراء التوازن النفسي على أقل تقدير..!
رائد خليل