إيجابية نادرة لأزمة كورونا.. ألعاب جديدة تقتحم رياضتنا
“البعث الأسبوعية” ــ سامر الخيّر
مورست الرياضة بطرق متعددة تطورت مع تقادم الزمن لتصبح صناعة تدر الملايين في شقها الاحترافي، وموضة رائجة تختلف صَرعَاتها من عام لآخر؛ والعام الماضي تحديداً، ومع انتشار جائحة كورونا، اضطرّ ممارسو الرياضة للتعود على أنماط غير رائجة سابقاً من التمارين واستخدام أدوات جديدة كانت سابقاً محصورة بالاستخدامات الطبية، الأمر الذي ساعد في انتشار رياضات حديثة تعتمد على نوعين من التجهيزات: الأّول كهربائي يعتمد على النبضات والذبذبات ويعرف باسم الرياضة السلبية EMS، والثاني يعتمد على الأربطة المطاطية والكرات المنفوخة بالهواء ويعرف باسم رياضة الوزن المكافئ أو رياضة المقاومة.
وبالطبع، لكل من هاتين الرياضتين مزاياها وعيوبها، فالرياضة السلبية هي الأقل انتشاراً نتيجة غلاء تجهيزاتها رغم انتشار أجهزة مصغرة عنها خلال السنوات العشر الأخيرة للاستخدامات المنزلية، وخاصة تلك التي تقوم على تقوية عضلات المعدة والأرداف المناطق الأكثر استهدافاً من قبل الراغبين في إنقاص وزنهم وتحسين مظهرهم العام وليس تقوية عضلاتهم أو احتراف رياضةٍ ما. وكانت بداية استخدام هذه التقنية طبية بحتة لتحفيز عضلات الرياضيين وتأهيلها من جديد قبل العودة إلى الأندية، وكذلك لكل من يعاني من مشاكل في ضمور العضلات نتيجة الحوادث، وكانت الجلسة الواحدة منها تمتد لـ 20 دقيقة أسبوعياً فقط – أما الآن فثلاثة أيام – فالجسم بحاجة إلى أسبوع كامل لاسترداد قواه بعد كل جلسة خلال الـ10 أسابيع الأولى من تدريب بالتحفيز الكهربائي للعضلات، وأهمّ مميزات الـ EMS هي الوصول إلى العضلات الموجودة في العمق، وإلى عدد كبير من العضلات الصغيرة، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه بالتمارين التقليدية. ويمكن تدريب 90 % من مجموع العضلات في نفس الوقت، أو تحديد العضلات التي يراد تدريبها بشكل أقوى، وحتى في حال الاستلقاء يمكن القيام بهذه التمارين، لكن المفعول الأفضل يكمن في الطريقة الحركية؛ ووفقاً لآخر الدراسات البريطانية تحقق هذه التمارين نتائج ممتازة لناحيتي ازدياد قوة الجسم وسرعة الحركة.
ولنتائج فعالة أكثر لمن يريد نحت جسمه وتقويته في آن معاً، يمكن للاستعانة بغذاء سليم وتمارين منتظمة للدورة الدموية، مثل الجري والسباحة، أن تحقق غايتها بزمن قياسي لا يتجاوز الثلاثة أشهر، وهو نصف المدة التي تتطلب الوصول لنفس النتيجة مع رفع الأثقال مثلاُ.
أما سلبياتها فهي شبه معدومة، ويمكن حصرها بزيادة الشحنات الكهربائية في الجسم، ما يسبب مع زيادة الاعتماد عليها – وفق دراسةٍ أجرتها جامعة كولون الألمانية – رفع معدلات أنزيم الكرياتين وبالتالي خطر الإصابة بفشل كلوي، ولكن هذا في حالة اللجوء إلى استخدام هذه المعدات بشكل مفرط ويومي ولمدة تتجاوز العشرين دقيقة في الجلسة الواحدة، وهو أمر لا يقوم به إلّا الرياضيّون المحترفون عند ضيق الوقت واقتراب موعد منافسة يريدون دخولها بأفضل المستويات.
ويعتمد نجاح ممارسة هذه الرياضة بشكل عام على الاستمرارية، ولضمان ذلك يجب تمرين الدماغ كما يمرن الجسم، وهذا بالضبط ما يميّز رياضياً عن آخر في وقت الحجر الصحي، فمن لم يمتلك الذهنية لم يمتلك الإرادة، وبالتالي وقف عاجزاً أمام إيجاد طرق بديلة تساعده على التغلب على رتابة التمرينات وقلّة المعدات.
وحالياً تعتبر هذه الرياضة من أكثر الرياضات انتشاراً حول العالم، لسهولة استخدامها وفعالية نتائجها، فهي توفر المستوى اللازم من التوتر لتدريب العضلات الفردية، ومنح العضلات راحة لتصبح أقوى وأكثر صحة وأكثر نشاطاً.
ولن نجد ما يمكن الحديث عنه لناحية السلبيات فهي محصورة بعدم الالتزام بتعليمات المدرب والتقيد بالحركات والبرامج الموضوعة بشكل تدريجي. ومع الاضطرار إلى الخضوع للحجر الصحي العام الماضي شهدت هذه الرياضة ازدهاراً كبيراً وخاصةً بعد مشاهدة العديد من المشاهير، وليس فقط الرياضيين، وهم يمارسون التمارين الرياضية باستخدامها على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاكاة العديد من المعدات المتوفرة في الأندية الرياضية دون اللجوء إلى رفع الأوزان أو الأجهزة الرياضية المنزلية، ذلك أن فعالية التمارين التي تستخدم وزن الجسم لتقوية العضلات، والتي لجأ إليها اللاعبون لتعويض التجهيزات اللازمة لبناء عضلات الجسم، أمر ضروري جداً لنجاح ممارسي الألعاب القتالية، وقد تمثلت الصعوبة في التعود عليها والقيام بالتمارين الأكثر فائدة، ومع الوقت تمكن اللاعبون من دمجها بشكل كامل مع تمارينهم اليومية والحصول على نتائج مرضية وخصوصاً مع الفئات العمرية الصغيرة.