مجلة البعث الأسبوعية

التحكيم الكروي يشكو قلة الحماية وندرة الدعم

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

فتح الأداء التحكيمي السيئ في الدوري الممتاز لكرة القدم باب الانتقاد للحكام مع التراجع الكبير لأدائهم على أرض الملعب، وتسببهم في التأثير على كثير من النتائج، إلا أن الأمر لا يتعلق فقط بتراجع الأداء فقط، لكنه يدلل على وجود صراع داخل اتحاد كرة القدم نفسه؛ وحتى الآن وبعد إحدى عشرة مرحلة من عمر الدوري، لا يزال التحكيم يترك علامة استفهام كبيرة على الأخطاء المتكررة، وهي بالغالب تصيب جميع الفرق دون استثناء، فلا يوجد فريق لم يستفد من أخطاء التحكيم أو يتضرر منها، وكلنا على يقين بأن الحكام فوق شبهات الانحياز أو الفساد التحكيمية التي تؤثر بشكل سلبي على روح التنافس والقيم.

وهنا لا يمكن لنا أن نساهم بوأد الأخطاء التحكيمية، والتي غالباً ما تكون تقديرية وغير مقصودة، فالحكم بشر قد يخطئ وقد يصيب، إلا إذا استعنا بالخبراء الذين تملكهم سورية في شتى المجالات، ففي مجال التحكيم تملك كرتنا من الخبرات التحكيمية الكبيرة التي يتحصن بها حكامنا ومنهم الخبراء والمحاضرين الدوليين والآسيويين في مضمار التحكيم.

 

الحلقة الأضعف

التحكيم، ومنذ أن انتخب الاتحاد الكروي الجديد، يعاني من الكثير من المشاكل، فالحكم بات الحلقة الأضعف في منظومة كرتنا، والحكام معرضون للابتزاز والتهديد والشتائم من الجمهور والهجوم من الإعلام، في وقت لا تتجاوز أجورهم عن قيادة أي مباراة40 ألف ليرة سورية، مع غياب أي تأمين صحي أو اجتماعي ضد الحوادث، وغياب الحماية من قبل اتحاد الكرة.

فالعام الماضي شهد التحكيم المحلي مسألة غاية في الأهمية تمثلت بقيام 84 حكماً من حكام الدوري بالتهديد بالاعتذار عن قيادة مباريات الدوري في حال تم تكليفهم بها، وذلك عبر بيان تقدموا به إلى رئيس الاتحاد الرياضي العام ورئيس ونائب اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام، وذلك بسبب الأحداث التي مسّت حرمة التحكيم دون أي حماية أو دليل، وهذه الحادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ كرة القدم السورية، وحينها أشارت الدلائل إلى أن هذا العصيان قد يكون مفتعلاً من قبل بعض أعضاء اتحاد الكرة، ولولا تدخل رئيس الاتحاد الرياضي لتحولت القضية إلى فضيحة كبرى.

 

التخطيط المطلوب

وفي هذا السياق، يقول المحاضر الدولي باسل حجار إن إدارة التحكيم المطلوبة في الكرة السورية بحاجة إلى الفكر الإداري الجيد والتخطيط المستقبلي من خلال التأكيد على دعوة أعضاء اللجان الفرعية والحكام الدوليين المتقاعدين إلى مؤتمر سنوي لتقييم ودراسة عمل لجنة الحكام ودائرة تطوير الحكام وتقديم السبل لحل مشكلات التي تواجههم، وهذا الحل يجب أن يولى الأهمية من اتحاد الكرة كي يدخل الحكام إلى منافسات الدوري، وهم على إطلاع على ما يطرأ من تعديلات على القانون الدولي للعبة؛ والأمر الآخر يجب الاستفادة من الحكام المتقاعدين فهم يملكون من الخبرة ما يؤهلهم لمساعدة أي حكم جديد، إذ يوجد في سورية 282 حكماً دولياً متقاعداً، وما زالت كرتنا تعتمد على حكام درجة أولى، والمتقاعدون قادرون على قيادة التحكيم السوري بشكل مطابق للعالم، فمثلاً لجنة الحكام الدولية يرأسها الحكم الدولي المتقاعد الإيطالي كولينا، وهو ليس عضواً في الاتحاد الدولي.

 

اقتراحات للحماية

رئيس لجنة الحكام باتحاد كرة القدم، العقيد زكريا قناة، أشار إلى أن لجنة الحكام تعمل ضمن منظومة عمل متكاملة ضمن التعليمات الخاصة باتحاد اللعبة، مضيفاً: عمل الحكام ككل بحاجة للتطوير وقد عملنا خلال الفترات الماضية على تأهيل الحكام عبر دورات على مدار العام، إضافة لذلك نقوم اللجنة كل أسبوع بدعوة الحكام لتحليل أدائهم خلال مباريات الدوري وتصحيح مسار بعض القرارات التي اتخذها الحكام، وإعطاء كل ما هو يطرأ على أخر التعديلات على القانون الدولي بالنسبة للعبة.

وكشف رئيس اللجنة بأنه تقدم لاتحاد كرة القدم بعدد من البنود من أجل حماية الحكام من أحداث الشغب، ومنها أن يتم حذف النقاط للأندية التي تفتعل الشغب والاعتداء على الحكام، وأيضاً أن يتم هبوط النادي إلى الدرجة الأدنى في حال تكررت عمليات الشغب، وحتى الآن لم يتم البت بهذه المقترحات، وهي تحمي حكامنا من التعرض لأي اعتداء، سيما وأن حكامنا مظلومون من ناحية التعويضات عن قيادة المباريات، وعدم توفر الرعاية الصحية لهم، ويجب حمايتهم بأي شكل من الأشكال.

وختم قناة حديثه بالتأكيد على وجود طموحات كبيرة لتحسين واقع حكامنا محلياً وخارجياً، إلا أن هناك الكثير من المعوقات التي تقف حجر عثرة أمامنا، على أمل أن يكون العام الحالي بعد عودة البطولات الرسمية دولياً فأل خير لحكامنا لاستعادة الثقة بهم دولياً.