مخاطر استخدام المصطلحات: ISIS أم ISIL ؟؟
“البعث الأسبوعية” د. مهدي دخل الله
يركز الأوروبيون على استخدام المصطلحات السياسية في المناسبات كافة، لأن صياغتها وطريقة استخدامها تخدم سياساتهم..
لا أريد الحديث هنا عن الفرق – مثلاً – بين مصطلحي الشرق الأوسط والشرق الأدنى، ومن يستخدمهما، ولماذا؛ سأقتصر حديثي على مصطلح راهن، وهو (ISIS) الذي ساد استخدامه في الغرب.. أوروبا على وجه الخصوص.. إنها الأحرف الأولى من الترجمة الإنكليزية لمجموعة (داعش) الإرهابية. وهي ترجمة غير دقيقة، وعدم الدقة هنا مقصود سياسياً.
(ISIS) تعني حرفياً (الدولة الاسلامية في العراق وسورية)، بالإنكليزيةIslamic State in Iraq and Syria))؛ والمقصود هنا حصر مشكلة الإرهاب في حدود الجمهورية العربية السورية، بما يعني أن ليس هناك خطر على لبنان والأردن والفلسطينيين، لذا على هذه الدول أن تنأى بنفسها عن المشكلة. هذا يعني أن المطلوب استفراد سورية وتركيز الارهاب عليها وإيهام جيرانها في بلاد الشام بأن يكونوا بعيدين عن المشكلة.
لكن حرف الشين في (داعش) يعني الشام وليس سورية، أي بلاد الشام، وتسمى بالانكليزية (Levant). لذلك فالمصطلح الصحيح هو (ISIL). فالإرهابيون لا يخفون أن هدفهم بلاد الشام كاملة، وليس سورية وحدها. وقد أكدت الأحداث الإرهابية في طرابلس والبقاع والقلمون (عرسال) أن مهمة داعش الأولى كانت إنشاء دولتها في منطقة تمتد من حمص – القصير – القلمون باتجاه طرابلس. أي أن لبنان مستهدف كما سورية. فهذه الخطة الارهابية كان هدفها إبعاد الشمال السوري والساحل عن الجنوب السوري بدولة إرهابية عازلة، ما يجعل تقسيم سورية أمراً واقعاً. ومن الملاحظ أنه في الوقت نفسه كان سيتم تقسيم لبنان وفصل شماله عن جنوبه وحصول الإرهابيين على مرفأ بحري لدولتهم في طرابلس..
أما في الأردن، فقد بدأت عمليات داعش مكثفة خاصة في الجنوب قرب الحدود السعودية، بل إن داعش تسلطت على بعض المناطق وحكمتها هناك، على الرغم من أن الدعم الأساسي لداعش كان يأتي من غرفة (موك) في عمان.
دخول المقاومة الوطنية على خط مكافحة الإرهاب كان هدفه انقاذ لبنان من التقسيم، لذلك ركز جيشنا مع المقاومة في أول معاركه وأكبرها على تحرير حمص والقصير والقلمون والقضاء على الإرهاب في الشمال اللبناني. بعد ذلك انتقل مركز الدولة الداعشية إلى الرقة وانتهى – خصوصاً مع تحرير تدمر – حلمها بتقسيم سورية.
بعد سقوط الخطة الأولى في انشاء دولة عازلة تفصل شمال سورية عن جنوبها، وتمتد إلى طرابلس والجزء الشمالي من لبنان، انتقل ثقل الإرهابييين إلى شمال سورية لاقتطاع أجزاء منها بشكل أو بآخر، ولو أنهم نجحوا في تقسيم الشام (سورية ولبنان)، ثم التمدد نحو الأردن وبناء علاقات وديه مع إسرائيل تحت المظلة الأمريكية، لما كان هناك أي حاجة للتدخل الأمريكي والتركي. فهذا التدخل جاء بعد فشل مشروع “الدولة الإرهابية العازلة” الممتدة من حمص إلى طرابلس.