دراساتصحيفة البعث

من سيخلف أنجيلا ميركل؟

 ترجمة: عائدة أسعد

 عن توب ستوريز

انسحاب المستشارة أنجيلا ميركل من الحلبة السياسية ومن سيكون خليفتها في هذا المنصب، هو ما يشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات الألمان بعد هاجس مواجهة فيروس كورونا واللقاحات وتداعيات الجائحة.

في استطلاع للرأي أجراه معهد Infratest Dimap بعد سؤال الألمان عن شعورهم عن تلك اللحظة التاريخية التي ستعتزل ميركل فيها الحياة السياسية، أكد 72 بالمائة من الألمان أنهم راضون عن أداء مستشارتهم، والأمر ليس بالغريب ولا بالجديد لأن “ماما ميركل” حافظت طوال فترة توليها المنصب كمستشارة على المركز الأول متقدمة على باقي السياسيين وبفارق كبير، بيد أن دوام الحال من المحال فـ ميركل لن تترشح مرة أخرى في الانتخابات التشريعية المقبلة في الخريف المقبل، إنما سيلمع بعدها على الساحة السياسية نجم جديد. وحسب 51 بالمائة من الألمان المستطلعين ينظرون لانسحاب ميركل من الحلبة السياسية بعين ناقدة، في حين يراها 42 بالمائة أنها خطوة إيجابية.

لكن السؤال الأكثر أهمية: من سيكون الخليفة المحتمل لـ ميركل؟. إن الجواب سيكون في يومي 15 و16 من شهر كانون الثاني عندما يعقد الحزب المسيحي الديمقراطي مؤتمراً افتراضياً لانتخاب رئيس له، والمرشحون هم نوربرت روتغن وفريدريتش ميرتس وآرمِن لاشيت.

وحسب نتائج استطلاع الرأي حلّ فريدريتش ميرتس في المقدمة حتى بين أعضاء حزب التحالف المسيحي الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري)، كما حافظ ميرتس على ثقة أعضاء التحالف منذ تشرين الثاني الماضي، ومنحه استطلاع الرأي 29 بالمائة من أصوات أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي وحاز كل من آرمن لاشيت رئيس حكومة ولاية شمال الراين- ويستفاليا ونوربرت روتغن  وزير البيئة الأسبق، الذي أقالته ميركل من حكومة سابقة لها، على 25 بالمئة من أصوات أعضاء الحزب لكل منهما.

إن المزاج العام لمندوبي الحزب المسيحي الديمقراطي الذين سيشاركون بانتخاب الرئيس القادم غير واضح، ولكن يرجح مراقبون أن يكون السباق محتدماً والمنافسة شديدة، ولكن حتى بعد معرفة اسم الرئيس المستقبلي للحزب لن يكون ذلك كافياً لحسم هوية المرشح لمنصب المستشارية الذي سينافس مرشحي الأحزاب الأخرى على منصب المستشار، وطبعاً يعتبر الحزب المسيحي الديمقراطي في الوقت الحاضر أكبر الأحزاب في البلاد ويحظى بشعبية بفارق جيد عن بقية الأحزاب، ويستطيع طرح المنافس المؤكد على المنصب والذي عادة يكون هو رئيس الحزب.

والمرشح الرابع المحتمل لمنصب المستشارية هو رئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر، والذي نجح خلال أزمة كورونا بتكوين صورة إيجابية عنه في أوساط الرأي العام الألماني تنمّ عن قدرته على تحمّل المسؤولية. كما يؤكد استطلاع الرأي الشهري آنف الذكر أنه ومنذ شهور هو المرشح المفضل لمنصب المستشار، وخاصة بين أعضاء التحالف المسيحي، على الرغم أن زودر حتى لحظة إعداد هذا التقرير لم يعلن عن نيته صراحة لخوض السباق على منصب المستشار، لكن عادة يتفق التحالف المسحي (الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي) على مرشح واحد لمنصب المستشار.