“وبعدين”..؟
“وبعدين” تساؤل تتداوله الألسن بكثرة هذه الأيام بحثاً عن حلول لمشكلاتنا المتصاعدة العالقة وأوضاعنا الغارقة بتفاصيل تأمين لقمة العيش الكريم وهمومها…! وحقيقة الأمر أن الناس بلغت حدوداً من الإحباط واليأس وعيونها على وعود لا تتحقّق وآمال تتكسّر ولا تزال بعيدة المنال على ما يبدو…!؟، إزاء ذلك ما العمل؟!.
بعيداً عن السوداوية والتشاؤم، سنظلّ نبحث عن خيوط وحبال الأمل على رأي كاتبنا المسرحي الراحل سعد الله ونوس صاحب مقولة “إننا محكومون بالأمل”، لكننا مع ذلك لا ننتظر من الفريق الحكومي طمأنات فحسب بل مبادرات وإجراءات مبدعة لكنها واقعية، تعمل على محورين تكتيكي واستراتيجي، تكون قادرة على إنعاش الأمل في النفوس المتعبة الباحثة عن أمل يضيء نهاية النفق.
ولعلّ بدء الفريق الحكومي بفكفكة المشكلات الأكثر تعقيداً و”شربكة” وانعكاساً على حياة الناس كالكهرباء على سبيل المثال بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء، أمر ستكون له آثار إيجابية لا حدود لها وسينعش في النفوس آمالاً وسيعيد لعجلة الاقتصاد تعافيها لننتقل بعدها لمعالجة باقي الملفات النفطية وتعجيل إجراءات توريد لقاح الفيروس اللعين الذي يفتك بنا ويخطف منا خيرة أبنائنا، كما طلبت الحكومة من وزارة الصحة في اجتماعها الأخير وهكذا.. كل ذلك وغيره سيعيد للبلد وللناس السكينة والطمأنينة والثقة.
طبعاً، نحن ندرك حجم وكمّ الصعوبات والعقبات والتحديات، لكننا ندرك ونثق أيضاً بكفاءات وخبرات وعقول السوريين الجبارة القادرة على صنع المستحيلات في ظل أصعب الظروف.. وبغير ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة منتظرين الفرج الذي ربما يأتي وربما لن يأتي أبداً، أو ربما سيطول انتظارنا له كثيراً وسنظل نجترّ أوجاعنا ومشكلاتنا دون طائل أو جدوى.
مع كلّ ذلك لن نيأس أو نستسلم، وسنظل متمسكين بالقشة التي تنقذ الغريق ولن نسمح أبداً لذات القشة أن تقسم ظهورنا مهما قست التحديات وتكاثرت وتجبّرت علينا الظروف.
وائل علي