أخبارصحيفة البعث

المؤتمر السابع والثلاثين لطلائع البعث: التمسك بالثوابت الوطنية

دمشق-ريناس إبراهيم:

عقدت منظمة طلائع البعث مؤتمرها السنوي السابع والثلاثين، وذلك بحضور الرفيق ياسر الشوفي عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب التربية والطلائع المركزي، والدكتور دارم الطباع وزير التربية.

وأكد الدكتور محمد عزت عربي كاتبي رئيس المنظمة “أن تعزيز القيم الإنسانية والوطنية وغرس حب الوطن والدفاع عنه بكل غال ونفيس كانت هدف المنظمة منذ إنشائها ولا نزال نحمل هذه المهمة في بلدنا الحبيب سورية الذي يقاوم مخططات الموت والحرب”، مؤكداً أن المنظمة لم ولن تتوقف عن أداء مهامها الوطنية وستبقى وفية لمبادئ حزبنا العظيم وتلتف حول قيادة الأمين العام الرفيق بشار الأسد، كما أشار إلى دور المنظمة في تربية الأجيال على القيم الاصلية كي يسهموا بتقدم الوطن وانتصاره فالمعركة القادمة معركة بناء وتنمية.

وفي ختام كلمته، وجه رئيس المنظمة تحية إجلال لأرواح الشهداء والجرحى وأبطال الجيش العربي السوري وقائد المشوار إلى النصر الرفيق بشار الأسد، مشدداً على أن سورية ستبقى شامخة صامدة تثبت للعالم أجمع أن أسوارها لا يمكن أن تنهار وسيبقى أبناؤها متمسكين بالثوابت الوطنية حتى نصرة الحق وهزيمة الباطل.

ومن ثم، تمت تلاوة المقترحات التي صيغت عبر اجتماعات المكاتب، والتي دعت إلى إصدار طابع باسم المنظمة يلصق في إضبارة تسجيل تلاميذ الصف الأول وكل المعاملات الخاصة بوزارة التربية (مرحلة التعليم الأساسي) ويعود ريعه للمنظمة، بالإضافة إلى ضرورة تخصيص صالة لبيع المستلزمات المدرسية بأسعار مخفضة خاصة بمنظمة الطلائع ويكون لها فروع بالمحافظات أسوة ببقية النقابات، ليتم المداخلة عليها من قبل الرفاق المشاركين في المؤتمر.

وجاء في المداخلات العديد من التساؤلات حول إمكانية تثبيت المفرغين لدى المنظمات الحزبية إلى إحدى الوزارات التي يرغبون بها. كما تطرق البعض إلى مسألة تعديل الدستور وما هو مصير المنظمات الحزبية في حال تم تعديل الدستور، وهل ستبقى تابعة للحزب أم ستتبع لوزارات الدولة؟ ليرد الرفيق الشوفي: بأن المنظمة ستبقى تقوم بدورها ذاته سواء كانت تابعة للحزب أو للوزارات وهذا هو الأهم.

كما طالب المشاركون بإصلاح المدارس التي تضررت بفعل التخريب والإرهاب، وعن محافظة الحسكة نوهت إحدى الرفيقات بالجهود التي يبذلها الرفاق هناك في الإصرار على استمرار العملية التعليمية رغم الانتهاكات التي يرتكبها مسلحو “قسد” ورغم الاكتظاظ في المدارس، حيث يصل عدد الطلاب إلى مئة طالب في الصف.

وتركزت بعض المطالبات حول قضايا التأمين على المعلمين والأطفال، حيث طالب المشاركون بالتعاقد مع شركات تأمين أخرى تقدم عروضاً وميزات أفضل للمعلمين، فيما طالب آخرون بضرورة التأمين على حياة الأطفال من الحوادث التي قد تقع داخل المدارس، بالإضافة إلى العديد من المطالبات حول مسابقات التعيين وتثبيت الوكلاء، ونقل المعلمين الذين عينوا في مناطق بعيدة عن أماكن إقامتهم، وزيادة تعويض اللقاء الطليعي وصرف تعويض للموجهين التربويين.

الرفيقة رئيسة تحرير مجلة الطليعي، التي توقفت طباعتها في ظل انتشار فايروس كورونا، طالبت بإنشاء منصة إلكترونية رقمية تقوم بنشر ما كان يتم نشره في المجلة، ليأتي رد وزير التربية بالجهوزية التامة لذلك، كما لفت المشاركون إلى أهمية عودة نشاطات المعسكرات لما لها من دور في بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته ومواهبه.

الرفيق ياسر الشوفي قال: “تعودنا سنوياً أن تكون هذه المحطة تراكم خبرة عام كامل ليكون محط رحالها في قلب عاصمة التاريخ دمشق العروبة، نقطة الارتكاز الجامعة لأبناء العروبة جمعاء وليس فقط لأبناء الوطن، مشيراً إلى أنها محطة للكوادر البعثية والقادة الميدانيين الذين يبنون أمل المستقبل، أبطال الوطن، وبالتالي يرسمون درب ما توجه به قيادة الحزب وعلى رأسها القائد الأمين العام بشار الأسد الذي أحمل إليكم محبته وتمنياته لهذا الكادر التربوي العقائدي أن ينهض وينتقل بأبناء الوطن من مرحلة إلى مرحلة أسمى وأعلى كما أنقل لكم محبة الأمين العام المساعد والرفاق في القيادة المركزية، لأنكم الأمل الذي يرسم مستقبل سورية الغد”.

وأشاد الشوفي بالانضباط الحزبي والعقائدية المطلقة لدى الرفاق في منظمة الطلائع والتي اختزلت مشهد البناء ومبادئ الإيمان بالوطن، مؤكداً أن الفريق التربوي لن يكون إلا كما عهدتموه الجامع والخادم والمترجم لتوجهات قائد الوطن، الذي يصر دائماً على أن بناء الإنسان أهم من بناء الحجر، وأضاف: “من الواجب علينا أن ننطلق من خلال منهجية مستقبلية لبناء تربية وطنية عقائدية تتواءم مع ما نحن قادمون إليه، ونؤكد أنه كما قال القائد بشار الأسد ويقول دائماً إنه لا سورية بدون البعث ولا بعث بدون سورية، وتابع: “الوطن ليس فقط مشروع انتخابات وليس حالة نضع فيها ورقة نقول فيها نعم أو لا، وإنما هو مشروع وطني تجسد خلال سني الحرب بصمود الشعب السوري والتفافه حول قيادته الحكيمة”، مؤكداً أن أعداء سورية خسؤوا حينما ظنوا أنهم قادرون على تخريب بلادنا، وذلك بفضل تضحيات السوريين الذين يتحدّون ما يخطط له رغم الصعاب ورغم محاولات العصابات المجرمة المأمورة أمريكياً وتركياً وإسرائيلياً.

وحول السياسات الأمريكية، أكد الشوفي أنه هناك منهجية واحدة في أمريكا هي العداء لكل من يرفع رأسه ويقول لا، لذا فإن ترامب وبايدن هما وجهان لعملة واحدة.

كما شدد على المبدئية الواقعية وأهميتها في العمل، فليس خطأً أن نعترف بعيوبنا ونستعرض مزايا خصومنا وإنما هي واقعية تقتضي زيادة الجهوزية والاستعداد لما هو قادم، ليس فقط بالسلاح وإنما بالكلمة أيضاً.

وحول الحالة التنظيمية، لفت الشوفي إلى أن الحزب يتأقلم مع المحيط، وطلب  إلى جميع المشاركين العمل بروح الفريق فلن يكون هناك نجاح لعمل فردي، مشدداً على دور الأسرة المكمل لدور المدرسة والمنظمة ولا سيما الأمهات بحكم أنهن الأقرب لأبنائهن في المنازل.

بدوره، أشار وزير التربية إلى التكامل بين عمل المنظمة والوزارة، منوهاً بدور المناهج المحدثة في إعادة ترتيب القيم وتشكيل شخصيات التلاميذ، ودور منظمة طلائع البعث وعدم توقفها عن عملها إلى دورها في بناء شخصية الطفل وضرورة تشجيع وتعزيز هذا الدور.

وفيما يخص مسابقات التعيين أوضح الوزير أن المسابقة الأخيرة نجح فيها ٤٠ ألف متقدم، وكان مطلوباً للتعيين في الدفعة الأولى ١٤ ألف، لكن الوزارة عينت ٢٥ ألفاً، ووعد بأن يتم تعيين البقية مع نهاية الشهر التاسع، نافياً أن يكون هناك مسابقة للوكلاء في ظل وجود كفاءات جامعية.

وعن صيانة المدارس، قال الوزير: “كان مخصصاً لإعادة البناء ٥٠ مليار إضافة إلى ما تضعه المنظمات الدولية”، كما وعد بميزانية عالية لصيانة المدارس، وعن التأمين على حياة الطلاب أشار إلى أن هناك شركات قدمت عروضاً للوزارة بأن يدفع الطالب ٥٠٠ ليرة مقابل أن يتم التأمين عليه ضمن المدرسة ولا زالت الوزارة تدرس الأمر.

وبخصوص التأمين على المعلمين، أكد أنه من غير المنطقي أن تكون هناك شركة واحدة تقدم الخدمات التأمينية، وإنما يجب أن يكون هناك تنافس والمعلم يختار الشركة الأفضل ويتعاقد معها، وستتم دراسة الأمر.

كما تطرق إلى مسألة طباعة الكتب، مؤكداً أن الجميع سيستلم كتباً جديدة العام القادم، مشيراً إلى محاولة تنظيم الأمور المالية بما يخص المدارس والإنفاق عليها، حيث إن ذلك من اختصاص وزارة الإدارة المحلية وليس التربية.

حضر المؤتمر كل من الرفاق محمد حسام السمان أمين فرع دمشق للحزب ورضوان مصطفى أمين فرع ريف دمشق، ووحيد الزعل نقيب المعلمين وعدد من أعضاء قيادة منظمة طلائع البعث ورؤساء مكاتب التربية وقيادات فروع الطلائع بالمحافظات ولجان المناطق الطليعية.