العاصي يختنق بالتلوث وجهاز القياس ما زال معطلاً!
حماة – محمد فرحة
تشكّل الملوثات العضوية والمعدنية خطراً كبيراً على البيئة في ظل تزايدها، وخاصة الناتجة عن المعامل (زيوت، أجبان، محالج، أصواف)، إضافة لمخلفات المسالخ، والتي كلها تصب في مجاري الصرف الصحي التي غالباً ما يكون مستقرها نهر العاصي، وخطورة الأمر تكمن في غياب الخريطة الرقمية لنسب ملوثات النهر، ويبدو أنه لا أحد يدرك اليوم حجم هذه الملوثات، ولا ندري لماذا؟!.
مدير بيئة حماة سامر الماغوط اعترف بخطورة الملوثات على التربة، وخاصة الناتجة عن منصرفات الصناعات الثقيلة، وأخطرها الزنك والنحاس والكادميوم، تضاف لها منصرفات المسالخ ومعامل الزيوت، ولدى الاستفسار منه عن سبب عدم أخذ أية عينة لمعرفة نسب التلوث، أوضح الماغوط أن جهاز القياس معطل منذ عام 2013 ولم يتم إصلاحه، مشيراً إلى أنه عند ظهور أية مشكلة بيئية يتم التقصي عن ذلك فوراً.
من جهته الخبير الجيولوجي الدكتور سليمان دياب أوضح أن الملوثات غالباً ما تصل إلى طبقة تحملها وتحول دون وصولها إلى المياه الجوفية، ولكن قد تكون هناك فوالق تساعد على وصول الملوثات كمياه معاصر الزيتون، مشيراً إلى أن واقع التلوث بات مرعباً في بعض المواقع.
يذكر أن طالباً في جامعة البعث كان قد قدم رسالة ماجستير في كلية الزراعة قبل الأزمة بيّنت نتائجها أن نهر العاصي ملوث على طول 60 كيلومتراً من منطقة غور العاصي جنوباً إلى بلدة خطاب غرب حماة، ما يشكّل خطراً يؤدي إلى تلوث التربة بالزنك والنحاس والكادميوم بعمق 60 سنتمتراً، ويبقى السؤال: متى يتم إصلاح جهاز قياس التلوث الموجود في بيئة حماة؟.