الكيل بمكيالين يضعف شعاع التفاؤل بريف دمشق
حالة تفاؤل انتابت المواطنين في محافظة ريف دمشق بعد الإجراءات والتحرك السريع من المحافظ المهندس معتز أبو النصر جمران تجاه قمع المخالفات وإزالة التعديات من خلال جولات ميدانية رافقتها جوقات إعلامية تغنت بها صفحات التواصل الاجتماعي، وخاصة أن تلك الإجراءات أثلجت صدر المواطن الريفي الذي نسي برده وحاجته لمازوت التدفئة الغائب عنه في ظل التخبط العشوائي والتغيرات الغريبة العجيبة في وزارة النفط، وفرع المحروقات.
ومع شعاع التفاؤل الذي رسمه المحافظ في لقائه مع المواطنين، وخاصة الإعلاميين، وتأكيداته على بتر يد الفساد، وإحقاق الحق، وإبعاد من لا يريد أن يعمل للمصلحة العامة، بدأ هذا الشعاع يخبو في الأيام القليلة الماضية، لاسيما أن الأقوال لم تقترن بالأفعال.
فعندما نسمع ونقرأ ونشاهد وننقل إعفاء مكاتب فنية في وحدات إدارية، وإحالة رؤساء بلديات إلى الرقابة نتيجة ارتكابهم المخالفات الموثقة بالصور المنشورة في صفحة المحافظة الرسمية، في حين نرى ونشاهد الارتكاب والفساد نفسيهما في بلديات أخرى مع صور موثقة عن عشرات المخالفات المختومة بالشمع الأحمر على أثر جولات لم يترأسها المحافظ، حيث اقتصرت على مدير المتابعة وغيره من المعنيين الذين عاصروا اللحظات الأولى لإشادة تلك المخالفات، نكتشف أن المحافظة اكتفت بنشر صور المخالفات والشمع الأحمر فقط، ولكن لم يتم إعفاء أو إحالة المعنيين في البلديات المخالفة إلى الرقابة!
ويتهم مراقبون ومتابعون للشأن الخدمي المحافظة بالكيل بمكيالين، متسائلين: لماذا يتم إعفاء مكاتب فنية، وإحالة رؤساء بلديات مخالفة إلى الرقابة، في وقت يبقى رؤساء بلديات في مكانهم من دون محاسبة ولديهم المخالفات ذاتها؟!.
المحافظ الذي أكد في تصريح له للإعلام أنه مع صوت الحق، وهدد ووعد بمحاسبة المقصرين والمتقاعسين، يفاجئنا اليوم بتجاهل ما ينشره الإعلام، والأكثر غرابة أن رؤساء البلديات المخالفة والبعيدة عن المحاسبة تزيد من ترهلها وتقصيرها، وكأن الأمر لا يعنيها، وخاصة أن البعض منهم يتفاخر بأدائه كونه محمياً بجدار تنفيذي.
وحول ما يجري على ساحة الريف من جولات وقرارات، كشف أحد أعضاء المكتب التنفيذي في المحافظة عن استغرابه من تلك الإجراءات المتسرعة، ونشر هكذا قرارات كإعفاء أو إحالة إلى الرقابة قبل الانتهاء من التحقيق وما يصدر بشكل رسمي، لافتاً إلى أحقية تساؤل المحالين إلى الرقابة والمتابعين حول التعامل “خيار وفقوس” بين البلديات، لاسيما تلك التي تعج بالمخالفات، ومثبتة بصور “صفحة المحافظة”، ومؤكدة بأقلام المعنيين والطلاء الأحمر!.
علي حسون