الكلمة الفصل لحسابات “البيدر”..!
حسن النابلسي
على وقع استقبال السوريين لأمطار الخير، سرعان ما يستحضرنا التفكير بما أعدّته وزارة الزراعة من مستلزمات إنتاج لبلد طرح أن يكون “عام القمح” شعاراً له هذا الموسم..
ففي الوقت الذي بدت فيه نبرة وزارة الزراعة مرتفعة لجهة تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح الاستراتيجي، والحامل الأساسي للأمن الغذائي، نجد أن تكاليف الإنتاج لا تزال مرتفعة بالنسبة للفلاحين، وأن المساعي التي تقوم بها الوزارة لإنعاش الواقع الزراعي -بشقيه النباتي والإنتاجي- لم تنعكس على خفض التكاليف..!.
لا شك أن الوزارة أصابت بتركيزها على توسيع رقعة زراعة القمح، ولا يندرج تحويل المساحات التي كانت مقررة للشعير لزراعتها بمحصول القمح في سهل الغاب، ومنع زراعة الشعير بمنطقتي الاستقرار الأولى والثانية، إلا ضمن خطة وزارة الزراعة للتوسع بزراعة القمح، لكن يبقى التعويل على حسابات “البيدر” أكثر من حسابات “الحقل”، وخاصة لجهة ما أعدّته الوزارة لضمان حُسن تنفيذ خطتها المرسومة ضمن هذا السياق، والموازنة المعتمدة لذلك..!.
نعتقد أن التدخل الإيجابي لوزارة الزراعة في هذه المرحلة بات مطلوباً أكثر من أي وقت مضى، وتفعيل مبدأ “الاعتماد على الذات زراعياً”، ومن خلال تأمين مستلزمات الإنتاج كافة بأقل التكاليف الممكنة، ولعل ما يزيد من حتمية هذا التوجه هو غنى سورية بالمقومات القادرة على تعزيز هذا المبدأ من كوادر، ومساحات زراعية، وتنوّع مناخي.. إلخ.. لتبقى مسألة “المكننة الزراعية” تفرض نفسها كتحدّ ربما يحول دون الوصول إلى إنتاج يوازي الطموح، ما يضع الجهات المعنية على محك تطوير ما هو موجود من آلات زراعية، والتواصل مع الدول الصديقة لتأمين أخرى حديثة تلبي متطلبات الواقع الزراعي ولو بالحد الأدنى.
مع قدوم أمطار الخير، لا يمكننا إخفاء أملنا بأن تحقق وزارة الزراعة ما تصبو إليه من غلال قمح وفيرة هذا الموسم.. ولا يسعنا أخيراً إلا انتظار “غلة البيدر” فهي بالنهاية الفيصل بالحكم على مدى نجاح الوزارة.
hasanla@yahoo.com