بايدن يؤدي اليمين الدستورية ويتعهّد بـ”خطوات حازمة” لمعالجة التحديات
أدى الديمقراطي جو بايدن اليوم اليمين الدستورية، ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة خلال حفل تنصيب، وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط الكونغرس “الكابيتول” في واشنطن.
ووصل بايدن إلى مبنى الكابيتول قبيل التنصيب، حيث قام أحد الحرس العسكري بتحية “القائد الأعلى للقوات المسلحة عند دخوله المبنى الكبير”. وكان برفقته زوجته جيل بايدن، وتبعه نائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس وزوجها دوج إمهوف.
ودعا بايدن خلال حفل تنصيبه إلى “بداية جديدة بعد فترة من المرارة والانقسام الحاد”، متعهّداً بتوحيد البلاد، ومعتبراً أن لدى الولايات المتحدة “الكثير مما يمكنها القيام به أو إصلاحه”، وقال: إن “هذا هو يوم الولايات المتحدة الأميركية يوم الديمقراطية ونحن نحتفي بانتصارها”.
وفي أول كلمة له بعد أدائه القسم الرئاسي، أكّد بايدن أن “هذه الأرض الثمينة سعى العنف لتقويض استقرارنا ولكن نسعى للحفاظ على قيم الولايات المتحدة”، مضيفاً “نحن شعب جيد وعلى مر السنوات اجتزنا اشواطاً طويلة وسنواصل المسار رغم الصعاب”، وأردف: “اليوم نسعى لجمع أطياف الأمة وتوحيدها رغم الغضب والتطرف وفقدان الامل”، موضحاً أنه يمكنه إعادة “بناء الطبقة الوسطى وأن يحقق العدالة وأن يجعل أميركا قوة للخير في العالم”.
وتابع بايدن: “فلنبدأ من جديد من هنا ومن هذه اللحظة فليحترم كل واحد منا الآخر ولا حاجة لأن يمزقنا الخلاف”، وأكّد أنه “سيكون رئيساً لكل الأميركيين وسيناضل من أجل الذين لم يصوتوا له كنضاله من أجل من صوت له”، مشدداً على أنه لا بد وأن “ننهي الحرب التي تؤلب الأميركيين على بعضهم”.
واعتبر بايدن أن “أميركا خرجت أقوى بعد الاختبار وسنصلح تحالفاتنا في العالم”، مشيراً إلى أنه “أمامنا الكثير لفعله.. سيحكم التاريخ علينا من خلال طريقة حلنا للأزمات المتراكمة”.
وفي أول تغريدة نشرها على حسابه الرسمي عقب أدائه اليمين، شدد بايدن على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة التحديات التي يعاني منها الأمريكيون، وكتب في التغريدة: “لا يوجد لدينا وقت لنضيعه في ما يتعلق بالأزمات التي نواجهها، ولذلك أتوجه اليوم إلى المكتب البيضاوي لبدء أداء مهامي فوراً باتخاذ خطوات حازمة وتقديم مساعدات عاجلة إلى العوائل الأمريكية”.
كما وقع بايدن 3 مراسيم رئاسية متعلقة بإعلان يوم التنصيب وترشيحاته للمناصب الوزارية الرئيسية والفرعية.
وسيبقى هذا اليوم مشهوداً في الولايات المتحدة خصوصاً مع تولي امرأة منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم، وكامالا هاريس (56 عاما) هي أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.
وأدى بايدن اليمين خلال مراسم خاصة وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها السلطات على خلفية اقتحام مبنى الكونغرس من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في السادس من الشهر الجاري.
وبسبب عدم حضور الحشود، التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة “ناشونال مول” في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فإن بايدن سيقف أمام أكثر من 190 ألف علم أميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين.
وتلقت المحكمة العليا الواقعة قبالة مبنى الكابيتول، حيث أقسم جو بايدن الأربعاء اليمين الدستورية، إنذاراً بوجود قنبلة على ما أفادت ناطقة باسمها. وأوضحت كاثلين أربرغ “لقد فتشنا المبنى ومحيطه ولم تحصل عملية إخلاء”.
وفاز بايدن، البالغ من العمر 78 عاماً، على منافسة ترامب في الانتخابات التي جرت في الثالث من تشرين الثاني الماضي ليصبح أكبر الرؤساء سناً في التاريخ في بلد يعاني انقسامات سياسية عميقة.
ودخل بايدن، وهو من مواليد عام 1942، معترك السياسة منذ سبعينيات القرن الماضي عضواً في مجلس الشيوخ وبين عامي 2009، و2017 تولى منصب نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما، وسبق له الترشح لمنصب الرئيس مرتين الأولى عام 1988 والثانية عام 2008 إلا أنه فشل فيهما إلى أن حالفه الحظ وفاز في انتخابات 2020.
وقبل ساعات من بدء المراسم غادر ترامب البيت الأبيض متوجّها إلى فلوريدا.
وكشف البيت الأبيض عن أربع أولويات ستركز عليها إدارة بايدن تتصدرها مواجها جائحة كورونا، وأشار، في مقطع فيديو منشور على حسابه في “تويتر”، أن أولويات الإدارة الجديدة هي: السيطرة على جائحة فيروس كورونا، مواجهة تحدي تغيرات المناخ، الكفاح من أجل العدالة العرقية، إعادة بناء الطبقة الوسطى في المجتمع الأمريكي.
وأقر البيت الأبيض في الفيديو بأن الولايات المتحدة تمر بمرحلة صعبة في ظل جائحة فيروس كورونا والتفاوت الطبقي، مشدداً على أن الشعب الأمريكي يستطيع تجاوز هذه الصعوبات وسينجح في ذلك.