“المحروقات” تتنصل.. والمواطن ضائع بين صقيع الطقس وبرودة التصريحات!
رفعت شركة المحروقات يدها عن توزيع المخصّصات للمواطنين، ولاسيما مازوت التدفئة، لترمي الكرة في ملعب شركة “تكامل”، ليبقى المواطن تائهاً ضائعاً بين صقيع المنخفضات الجوية وبرودة ردود المسؤولين وتهربهم من الواقع الذي لم يعد يخفى على أحد من حيث قلة المادة، إلا أن السؤال المكرّر على لسان الجميع: كيف تتوافر المادة في السوق السوداء بأسعار خيالية وبكميات كبيرة في ظل الحصار والنقص، والكلام الذي يطالعنا به المعنيون في كل مناسبة؟!
ومع هذا السؤال، تزيد عملية التشكيك من قبل المواطنين بصدق نوايا “المحروقات” التي تعترف بضعف التوريدات والتوزيع الضئيل والأرقام الخجولة، في ظل تذاكي البطاقة وتأخر الرسائل المتجمّدة في أجهزة حواسيب شركة “تكامل”، على حدّ قول المتابعين!.
وفي ظل هذه الأجواء الباردة يعلو صوت المواطنين، مطالبين بكميات ولو قليلة، لعلها تقي أطفالهم برودة الطقس لأيام قليلة، لكن لا حياة لمن تنادي، خاصة وأن هناك تسريبات خرجت من أروقة محافظتي دمشق وريف دمشق بأنه من الممكن توزيع 40 ليتراً على كل مواطن من أجل تحقيق العدالة ولو جزئياً وفق الإمكانيات المتاحة، وحتى الآن لم يحصل المواطن لا على حصته الكاملة ولا حتى على الأربعين ليتراً.
وكما يقول المثل “من يرَ مصيبة غيره تهن عليه مصيبته”، فهناك مواطنون لم تصلهم مادة مازوت التدفئة منذ العام الماضي رغم أنهم سجلوا وفق البينات المحدّدة في البطاقة الذكية، علماً أن التأكيدات من المعنيين على أحقيتهم والأولوية لمن لم يحصل على الدفعة الثانية من العام الماضي، ليطفو سؤال آخر على السطح: أين عدالة البطاقة الذكية، ولماذا الخيار والفقوس في عملية التوزيع مع إصرار أصحاب القرار على عدالة البطاقة؟!
وفي آخر تصريح لعضو المكتب التنفيذي المختص في دمشق شادي سكرية بين أن هناك نحو 228 ألفاً لم يستلموا الدفعة الثانية من العام الماضي في دمشق، ومن استلم حصته لا يتجاوز 78 ألف مواطن.
وكشفت مصادر لـ “البعث” عن تنفيذ 700 إلى 800 طلب مواطن يومياً في دمشق، وفي حال طرأت زيادة على مخصّصات دمشق سيزيد التوزيع ويشمل أغلب من لم يحصلوا على المادة.
ورغم اختلاف أجواء الطقس بين دمشق وريفها، وخصوصية بعض مناطق الريف الباردة والثلجية كجبال القلمون والزبداني وقرى جبل الشيخ، لا يختلف الحال في محروقات الريف الذي يُعدّ قصة القصص ولغزاً يستحيل حله في ظل التغيرات التي جرت في إدارة الفرع، لتصل إلى سبعة مديري فرع خلال سنة واحدة، وبعضهم لم يبقى أشهراً ولا حتى أسابيع والأسباب مجهولة!!
وفي أول تصريح له تنصّل مدير محروقات ريف دمشق الجديد شفيع السيوطي خلال ردّه في مجلس المحافظة بأنه لا علاقة لهم كفرع محروقات بتحديد الدور أو بتسبيقه، مبيناً أنه منذ 24 الشهر الماضي تمّ سحب الصلاحيات.
وتقول مصادر في محافظة ريف دمشق إن من استلموا المادة لا يتجاوز عددهم 150 ألفاً من أصل 647 ألفاً سجلوا على مازوت التدفئة، مؤكدة أن تعداد من لم يستلموا المادة من الدفعة الثانية في العام الماضي 250 ألفاً استلم منهم حتى الآن 90 ألفاً فقط، وتؤكد المصادر أنه تمّ تخصيص محافظة الريف بكميات إضافية من المازوت تصل إلى 38 طلباً يومياً وذلك بعد زيادة الكميات قبل يومين.
علي حسون