ليلى بقدونس: مشاهدنا بأمسّ الحاجة إلى الأعمال الكوميدية
بعد غياب طويل عن المسرح تعود الفنانة ليلى بقدوس إلى خشبة المسرح من خلال مسرحية الأطفال “نجمة الأحلام”، وتبيّن في حوارها مع “البعث” أنها سعيدة جداً بهذه العودة، شاكرة مخرجة المسرحية سهير برهوم التي ما إن دعتها للمشاركة حتى وافقت، خاصة وأن المسرحية موجّهة للأطفال، رغبة منها في أن تساهم في إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوبهم وهم الذين عانوا خلال الحرب وأصبحوا بأمسّ الحاجة إلى أعمال تخفّف من وطأتها على نفوسهم، مشيرة، وهي التي لم تقف على خشبة المسرح منذ العام 2008 إلى أنها عادت إلى المكان الذي تحبه والذي لم يتغيّر عليها، وتؤكد أنها هي التي تغيّرت بفضل عملها الطويل في الإذاعة، حيث عادت وهي أشد صلابة ومتمكنة من أدواتها وأكثر قدرة على قيادة المشهد وضبط إيقاعه، وكان عملها في الإذاعة مرحلة تعلّم وتمكّن، مستفيدة من رصيدها السابق في مسرح الطفل والعرائس وتجربتها المميزة مع الفنانين سلوى الجابري وعدنان سلوم في مسرح الطفل، ويؤسفها أن سنوات طويلة مرت دون أن يُعرَض عليها العمل في المسرح، مكتفية بعملها في الإذاعة والدوبلاج، ولذلك ما إن عرضت عليها المخرجة سهير برهوم العودة إلى المسرح حتى وافقت دون تردّد لاشتياقها للمسرح ورغبتها في العمل فيه، منوهة بأهمية مسرح الطفل وحاجة أطفالنا إليه بعد أن عانوا ما عانوه خلال فترة الحرب، مثنية على الجهود الكبيرة التي بذلتها المخرجة لتقديم مسرحية فيها المتعة والفائدة لطفلنا، مؤمنة أن الممثل في مسرح الطفل يجب أن يكون عفوياً وبسيطاً وصادقاً ليكون قريباً من الطفل الذي يتوجّه إليه، لذلك تعاملتْ مع مشاركتها في المسرحية على أنها لعبة مارستها على خشبة المسرح.
كوميديا الموقف
وعن الكوميديا الموجودة في المسرحية أشارت بقدونس إلى أنها تميل للكوميديا التي تسري في دمها وتشرّبتها من والدها الفنان الراحل سعد الدين بقدونس، ولكنها الكوميديا البعيدة عن التهريج، أي كوميديا الموقف والكوميديا السوداء المكتوبة والمدروسة بشكل صحيح حتى ترسخ في ذهن المشاهد، مؤكدة أنها في مرحلة من المراحل مارست الارتجال في الكوميديا، ولحسن حظها كانت مع مخرج متميّز كهشام شربتجي من خلال عدة أعمال، أهمها “يوميات مدير عام”، وهي تعتز بهذه التجارب، مؤكدة أن شربتجي كان خير من قدّم الكوميديا، ومن المخرجين القلائل الذين يغامرون مع الممثل وارتجالاته، حيث كان يفسح المجال للممثل ليقدّم ما لديه من اقتراحات بعيداً عما هو مكتوب، شرط أن يكون ضمن الخط العام للشخصية التي يؤديها، في الوقت الذي كان يرفض فيه الكثير من المخرجين ذلك، خاصة في الكوميديا. وترى بقدونس أن الأعمال الكوميدية في معظمها تعتمد على تقديم الكاركترات، وهي ليست ضدها، لكن هناك أنواع كثيرة من الكوميديا يمكن تقديمها مثل كوميديا الموقف والكوميديا السوداء التي تعلّم أكثر في ذهن المشاهد وهي التي تحتاج إلى نص جيد، ويؤسفها أن قلّة من الكتّاب ينجحون في كتابتها، مبينة أننا اليوم بأمسّ الحاجة إلى الأعمال الكوميدية أكثر من أي وقت مضى، لأن المشاهد عاش فترة حرب صعبة ومازال يعيش ارتداداتها والكثير من الضغوطات المعيشية، وهو بحاجة لأعمال تخفّف عنه عناء ما يعيشه، معربة عن إعجابها بسيدة الكوميديا سامية جزائري وبأمل عرفة وشكران مرتجى وخفة ظل هدى شعراوي، منوهة بأن هناك ممثلين يفاجئون بالكوميديا التي يقدمونها حينما يقودهم مخرج بشكل صحيح.
وعن والدها الراحل سعد الدين بقدونس تقول: لقد كان شغوفاً بعمله وممثلاً كوميدياً بامتياز وكانت روح الدعابة جزءاً من شخصيته الحقيقية، وأنها عندما أخبرته برغبتها في التمثيل نصحها مباشرة بدخول المعهد العالي للفنون المسرحية لإيمانه بأن التمثيل علم، وشجّعها على تثقيف نفسها من خلال المكتبة الغنية التي كان يمتلكها، وهذا ما فعلته، حيث دخلت المعهد ولكنها لم تستطع الاستمرار فيه لأسباب خاصة بها، ولم تندم على ذلك، خاصة وأنها تجد أن العديد من الخريجين لم يتسنَ لهم العمل في مجال التمثيل، وبعضهم اختار العمل في مجالات بعيدة كل البعد عن دراستهم.
يُذكَر أن ليلى بقدوس عملت مع عدد من المخرجين في المسرح العسكري، كما شاركت في عدة أعمال تلفزيونية مثل “يوميات مدير عام، عيلة خمس نجوم، طيبون جداً”، وفي السينما شاركت في فيلم “الليل” وأفلام سينمائية قصيرة.
أمينة عباس