تفعيل “مخبر السموم” وترميم مراكز الطب الشرعي في المحافظات
دمشق- حياة عيسى
اتخذت الهيئة العامة للطب الشرعي خطوة جدية في موضوع تفعيل “مخبر السموم”، في ظل وجود العديد من حالات الوفاة الواردة على أساس وفاة طبيعية، إلا أن واقع الأمر مختلف لتكتشف فيما بعد أنها ناتجة عن حالة تسمم أو جريمة، ما دفع بالهيئة إلى إجراء مناقصة لتحديث المخبر، إضافة إلى إجراء خط بديل مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية لتأمين مخبر وعمل توءمة مع إدارة الأمن الجنائي لتبادل الخبرات.
ولفت مدير الهيئة الدكتور زاهر حجو في حديثه لـ”البعث” إلى جود تعاون مع مخبر سموم إدارة الأمن الجنائي عبر إرسال العينات له للتأكد من حالة الوفاة. وتابع حجو أنه وعلى الرغم من قلّة عدد الأطباء الشرعيين المختصين الذين لا يتجاوز عددهم الـ 54 طبيباً، إضافة للمكلفين وأطباء أسنان شرعيين، إلا أنه تمّ إرسال أطباء شرعيين ببعثات خارجية للتدريب في قبرص، باكستان، إيطاليا، مصر، ليكونوا جاهزين للمرحلة القادمة وللتقدم بخطوات جدية ومتطورة نحو الأمام، ولاسيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تحتاج إلى معدات وتجهيزات وتطوير في أداء الطبيب الشرعي.
أما بالنسبة لمراكز الطب الشرعي، فقد أشار مدير الهيئة إلى تزويدها بكافة احتياجاتها، خاصة وأن الحرب نالت من بعض المراكز وخرج العديد منها عن الخدمة، وحالياً يتمّ العمل على إعادة ترميم مركز الطبابة الشرعية في حلب ليكون أكبر مراكز الطب الشرعي في الشرق الأوسط، إضافة إلى إنشاء طبابة شرعية جديدة في حمص. وضمن الجانب البحثي تمّ التأكيد أنه سيتمّ العمل على إنشاء قسم للأبحاث العلمية ضمن مركز الاستعراف، وإنشاء الطب الشرعي الوقائي ليكون هناك إحصائيات ودراسات للتعرف على الظواهر أو الحوادث المتكررة في منطقة ما، أو ظاهرة تؤثر على أمن المجتمع، ليتمّ التواصل مع الجهات المختصة والبحث عن الأسباب والحلول المتعلقة بتلك الظاهرة، لحماية المجتمع ضمن الطب الشرعي الوقائي.
وتطرق حجو إلى معوقات الطب الشرعي المتمثلة بالمخاطر التي يتعرّض لها الطبيب الشرعي، سواء النفسية أو الجسدية، إضافة إلى انعدام الدخل المادي، لذلك قامت الهيئة بمجموعة إجراءات تحفيزية لتشجيع الأطباء على التسجيل في اختصاص الطب الشرعي، أهمها زيادة دخل الطبيب الشرعي لرفع المستوى المادي، والسوية العلمية للطبيب من خلال تكثيف الدورات والورشات التدريبية، والعمل على إجراء إيفادات للأطباء خارج القطر، بالتزامن مع إجراء بروتوكول تعاون مع وزارة التعليم العالي لتبادل الخبرات بهدف اكتساب خبرات علمية وعملية.