مشكلات تعليم اللغة العربية في مناهجنا
حمص – سمر محفوض
أقامت رابطة الخريجين الجامعيين في مقرها بحمص ندوة حول مشكلات تدريس اللغة العربية في مناهجنا، تضمنت عدة محاور تخصّ اللغة العربية باعتبارها لغة حضارية ضاربة بالتاريخ، وهي من الروابط القومية المهمة، ليناقش المشاركون بعض المشكلات التي تعترض تدريس لغتنا الجميلة.
الموجّه الاختصاصي نزار بدور أكد أن السوريين كان لهم السبق في أن تكون اللغة حاضرة بمناهجنا الدراسية، والقائد المؤسّس حافظ الأسد أكد في مطلع الثمانينات على حضور اللغة في المدارس والجامعات السورية، وأن الرئيس بشار الأسد أصدر عام 2000 مرسوماً لتشكيل لجان لتمكين اللغة العربية، لأنها تحمل القيم والرسالة والذاكرة والتراث والمستقبل، مؤكداً أن مسألة اللغة تكمن في المتلقي والإنسان، وجمالياتها تكمن في حرفها الذي نجده في أشياء كثيرة تمسّ الإنسان، كما شدّد على أن المشكلة في الإنسان وعلينا العمل على اللغة والتهيئة المحفزة في المدارس حتى يرتبط الطالب بها من خلال الأشياء المحبّبة إليه ومعرفة الدلالات وإعطاء معارف إضافية. وفي مضمار شرح المشكلات واقتراح الحلول، قال بدور: في الوقت الذي نجد أساتذة نتعلّم منهم الكثير بمتعة وبساطة، هناك مشكلة عند مجموعة من المدرّسين لا يمكنهم التواصل مع الطلاب وإيصال المعلومة بكل سهولة، مؤكداً أننا بحاجة للأستاذ الباحث والدارس والمهتم الذي يحب اللغة ويستطيع إيصال هذا الحب للغة وعبرها إلى طلابه، مضيفاً أن اللغة مسؤولية جماعية وليست مسؤولية مؤسسة خاصة بها.
وأوضحت الموجّهة الاختصاصية رجاء العلي بعض الصعوبات التي تخصّ المنهاج والكتاب وطرائق الإيصال، منها عدم وجود مخابر لغوية في المدارس، وشدّدت على ضرورة خلق بيئة حاضنة كي نعمق اللغة في نفوس أبنائنا، لافتة إلى أهمية الارتباط بالحاضر كلغة وأنه علينا استيعاب الحاضر، ودعت لصنع معجم لغوي حديث. كما أكدت على تنشئة الطفل على النطق الصحيح لمفردات اللغة العربية، مشيرة إلى التدرج بإعطاء المعلومة ومراعاة التكامل بين مهارات اللغة، وقدمت عرضاً مبسطاً عن المشكلات التي تعترض تدريس مادة اللغة العربية، مثل كثرة المترادفات وعدم دلالتها على المعنى الصحيح، مما ينشئ نوعاً من التشتت والابتعاد بين اللغة وقارئها ومستمعها، إضافة إلى وجود حروف تُنطق ولا تُكتب، وصعوبة تمييز اللام الشمسية من اللام القمرية.
وبيّن د. وليد العرفي مجموعة من الصعوبات التي صادفته خلال تدريسه مادة اللغة العربية، مقسماً إياها إلى جزأين من الأسباب: ذاتية وموضوعية، إذ يرى العرفي في الجانب الذاتي أن واقع اللغة العربية ينطلق من واقع الأمة العربية، مضيفاً أن تمكين اللغة لا يتمّ فقط من خلال المراسيم والتشريعات التي تحضّ على تمكينها بل من خلال المتابعة الجادة والمسؤولة من الجميع.