الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

حقائق عن أمريكائيل

عبد الكريم النّاعم 

* ممّا يؤسف له أنّنا حين نقول “أمريكا” تذهب أفكارنا إلى أمريكا الشمالية، ولا سيّما الولايات المتّحدة، وبذلك نغيِّب عن غير قصد أمريكا الجنوبيّة.

* بعض ما سيُقال يخصّ مفاصل السلطة لا شرائح سكان أمريكا.

* مرّ زمن تعرّضت فيه فكرة وجود مؤامرة لهجومات قاسية، وكأنّه لم توجد مؤامرة، علماً أنّ المؤامرات لم، ولن تنقطع.

* الحقائق كثيرة، والأكاذيب أكثر، لا سيّما الأكاذيب التي تُروَّج لخدمة هدف تآمريّ.

* كثيراً ما طُرح سؤال خلاصته مَن يحكم مَن؟ إسرائيل تحكم أمريكا، أم أنّ أمريكا تحكم إسرائيل، ولكي لا نضيع في هذه المتاهة، لن نتوغّل في ذلك، لأنّ شبكة هذا الموضوع بالغة التعقيد، وقد لا يمكن فكفكتها، ولذا نترك الاستنتاج للقارئ بعد عرض ما سيأتي.

* هنا لا بدّ من الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه “الماسونيّة” العالمية، بفروعها، ونواديها، وأسمائها المتعدّدة، والتي تصبّ مياهها جميعاً في طاحونة الصهيونيّة العالمية، وذلك التنظيم السريّ الذي يتحكّم، ويرسم الكثير من المصائر، وهذه حقائق ثابتة تاريخيّاً، وأعني تاريخيّاً بالتحديد تاريخ صراعنا في هذه المنطقة مع المشروع الصهيو أمريكي الذي أقام قاعدته في أرض فلسطين المحتلّة.

* أشير بشكل خاطف إلى ما ما ورد في مصادر موثوقة، هي بنت زمنها، وقد جاء فيها أنّ ثلاثة وثلاثين مسؤولاً عالي المستوى في الإدارة الأمريكيّة يحملون جنسيّة مزدوجة إسرائيليّة أمريكيّة، وثمّة اثنا عشر سيناتوراً من أصل مئة يحملونها، وتسعة وعشرين عضواً من أعضاء مجلس النواب، من أصل أربعمئة وخمس وثلاثين، فهل ثمّة بلد في العالم، أو في التاريخ الذي نعرفه، يذكر مثل هذا التشابك العضويّ؟!!

في هذا السّياق، نذكر ما قاله الرئيس الأمريكي فرانكلين.. قاله عام 1789، وقد جاء فيه:

“أيّها السادة، في كلّ أرض حلّ فيها اليهود أطاحوا بالمستوى الخُلُقي، وأفسدوا الذمّة التجاريّة، إنّهم طفيليّات، لا يعيش بعضهم على بعض، ولا بدّ لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممّن لا ينتمون لعرْقهم”.

ويقول: “إذا لم يُبعَد هؤلاء من الولايات المتّحدة بنصّ دستورها فإنّ سيْلهم سيتدفّق في غضون مائة عام، إلى حدّ يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا، ويدمّروه، ويغيّروا شكل الحكم الذي بذلْنا في سبيله دماءنا، وضحّينا له بأرواحنا، وممتلكاتنا، وحرّياتنا الفرديّة، ولن تمضي مئتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود، على حين يطلّ اليهوديّ في البيوتات الماليّة يفركون أيديهم مغتبطين، (مملكة الشيطان – وديع بشور ط 1 – 2005)

* يُذكَر أن نحو عشرين رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية هم من الماسون، هكذا نسجوا شبكة مُحكَمة بين الانتماء للماسونيّة، والجنسيّة الأمريكيّة، وتقدّم فيها الانتماء للماسونيّة، بسيطرتها المُحكمة فكريّا وماليّا وعقائديا، وليس مهمّا في الظاهر مَن يحكم مَن ما دامت المياه كلّها تصبّ في تلك الطاحون.

* هذه حقائق ثابتة، فماذا عن المنطقة، ولا سيّما العربيّة، في المواجهة؟

لن أعود للمواجهات السابقة، بسلْبها وإيجابها، بل أبدأ من معطيات الآن، ودون تضخيم، يمكن القول أنّ مقاومة المشرع الصهيوني الماسوني تبدو في أحسن أحوالها، رغم التفوّق الذي تملكه إسرائيل، بمَن وراءها من رؤساء أمريكا، فهي (إسرائيل) غير قادرة على الحسم العسكري، وترفض أيّة تسوية، بل تصرّ على عنادها، وهي تُدرك أنّ انضمام إيران، بما هي عليه من قوّة يُحسَب لها ألف حساب في المنطقة، كما أنّ أية تسوية عادلة، في فلسطين،.. تعني نهاية المشروع الصهيوني الذي أُقيمت من أجله، وهزيمة المشروع هو هزيمة لواشنطن، فهل نشهد بداية انهيار الهيكل الجديد قبل بنائه؟…

aaalnaem@gmail.com