إلى متى تبقى مقترحات مؤتمرات الجمعيات الفلاحية حبراً على ورق؟!
في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى مؤتمرات الهيئات العامة للجمعيات الفلاحية في ريف دمشق لتأمين الاحتياجات الأساسية ومتطلبات العملية الزراعية والإنتاج الزراعي، في ظل هذا الظرف الحرج الذي تنقطع فيه كل متطلبات الاستمرار بالزراعة بالنسبة لبعض الفلاحين، تبقى مؤتمرات الجمعيات مجرد مقترحات تراوح مكانها، ويبقى الفلاح رهينة الاستغلال، لا بل ثمة ما يؤكد من خلال تواصلنا مع رؤساء الروابط الفلاحية أن المؤتمرات التي عُقدت خلال الأيام الماضية كانت ساحة للنقاش والحوار الساخن، وطرحت قضايا عديدة وموضوعية، ولكن للأسف تبقى نتائجها كالعادة مقترحات ومطالب ورقية ينتظرها الفلاحون على أرض الواقع رغم تنوعها ما بين تأمين مستلزمات العمل الزراعي من أسمدة وغراس وأدوية زراعية وغيرها من المستلزمات، ومن الطروحات حفر مزيد من الآبار لتأمين السقاية، وأيضاً تأمين مادة المازوت وتوفيرها باستمرار، كما تطرقت بعض المؤتمرات إلى ضرورة شق مزيد من الطرقات الزراعية.
مطالب فلاحية
اجتماع الهيئة العامة للجمعية الفلاحية في الزبداني كان غنياً بالطروحات، وفق ما أكده لنا رئيس رابطة فلاحي الزبداني المهندس كمال الكويفي الذي أشار إلى أن أكثر المطالبات تركزت على زيادة كميات المازوت الزراعي، وتأمين الغراس وتعزيل السواقي والأنهار وتأمين الكهرباء لسهل الزبداني، وتركيب محولات جماعية للفلاحين ومراقبة الأدوية الزراعية، كما تمّت المطالبة بتسهيل القروض الزراعية من أجل إعادة تأهيل الأراضي الزراعية وإعادة تأهيل الآبار، وتأمين جرارات زراعية بقروض من المصرف بدون فائدة.
مطالب مشتركة
ولم يختلف ما دار في مؤتمر الجمعية الفلاحية في قرية الروضة وما طُرح من مطالب عن مجريات مؤتمر جمعية الزبداني، وكان أهمها تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي كالمازوت الزراعي وتأمين الغراس وتعبيد الطرقات الزراعية والأسمدة وترخيص الآبار وتأمين الآليات لاستصلاح الأراضي، والحال ذاتها في مؤتمر جديدة عرطوز، فقد تمّت المطالبة -وفق ماذكره طه طه رئيس الرابطة الفلاحية- بتأمين مستلزمات الإنتاج كالمحروقات والأعلاف والأسمدة وإصلاح قنوات الري، وتعزيل الأنهار المتفرعة من نهر الأعوج وتعزيل أقنية الصرف الصحي وغيرها. وخرج مؤتمر رابطة قطنا بمقترحات مهمّة قد تسهل عمل الفلاحين في منطقة قطنا في حال تمّ تنفيذها كاملة، وفي مقدمتها المطالبة بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي كالمحروقات والأعلاف والأسمدة وإصلاح قنوات الري وتعزيل الأنهار المتفرعة من نهر الأعوج وتعزيل أقنية الصرف الصحي وغيرها.
لم يعد مريحاً
الفلاحون أكدوا أن العمل الزراعي لم يعد مريحاً، وبات يرتب عليهم خسائر مادية كبيرة ولا ربح يغطي نفقاتهم، خاصة وأن التّجار يشترون المحصول من الفلاح بسعر بخس، ويباع في الأسواق بأسعار مرتفعة تعود بالنفع فقط عليهم، ورغم ذلك لا يزال فلاحو ريف دمشق يعملون على الإنتاج في ظل كل المعوقات، وخاصة التسويق السيئ واستغلال التجار.
رئيسُ اتحاد فلاحي دمشق وريفها محمد خلوف، قال: سيتمّ العمل على تنفيذ كل ماجاء في مؤتمرات الجمعيات الفلاحية، وذلك حسب الإمكانيات المتوفرة وسنسعى مع كافة الجهات لتذليل الصعوبات والمعوقات التي تعترض واقع عمل الفلاحين، معترفاً بوجود صعوبات يعاني منها الفلاحون في تأمين مستلزمات الزراعة كون أكثر المناطق تشهد إعادة تأهيل القطاع الزراعي بعد تحريرها من براثن الإرهاب، والفلاح ينتظر ما تؤول إليه هذه المؤتمرات من تنفيذ مطالبه وتحقيقها على أرض الواقع.
عبد الرحمن جاويش