أخبارصحيفة البعث

البرلمان العربي يندد بالصمت الدولي تجاه مجازر الكيان الصهيوني

القاهرة – أوتاوا – سانا   
ندد البرلمان العربي بالصمت الدولي حيال المجازر البشعة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن عدم اتخاذ موقف حازم يعد وصمة عار وخزي على الدول الكبرى، ودليلاً على ازدواجية المعايير وهو ما شجع استمرار الاحتلال في جرائمه.

وقال عادل العسومي رئيس البرلمان العربي في كلمته اليوم خلال اجتماع لجنة فلسطين بمقر البرلمان في القاهرة: إن الاحتلال يقوم بحرب إبادة شاملة ومجازر جماعية بحق الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن ما حدث بمستشفى المعمداني في غزة يعد إبادة جماعية وجريمة حرب وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والإنسانية.

وأشار العسومي إلى مخاطبة البرلمانات لإيقاف العدوان، وقال: “لقد حان الوقت لاتخاذ الإجراءات لوقف المجازر واتخاذ التدابير اللازمة لمعاقبة القائم عليها ونجدد مطالبنا للمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته، وأن نعمل على إقامة الدولة الفلسطينية فلا يعقل أن يتم تهجير صاحب الأرض ويحل محله مستوطن فيجب إعادة الحقوق المشروعة وإعادة اللاجئين.

وفي شأنٍ متصل، ووفقاً لبيانات أصدرتها المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال، فإنه منذ السابع من تشرين الأول الجاري وعلى مدى 13 يوماً حتى الآن قتل كيان الاحتلال الإسرائيلي طفلاً فلسطينياً كل 15 دقيقة، في أعنف عدوان عسكري يشنه على قطاع غزة المحاصر .

وقالت المنظمة في بيان: إن (إسرائيل) قتلت أكثر من ألف طفل فلسطيني في غزة منذ بدء عدوانها الجديد، فيما يعاني الأطفال الذين نجوا من الموت من آثار جسدية ونفسية لا يمكن وصفها أو تخيلها وهم يرزحون تحت القصف، ويرون عائلاتهم وآباءهم وأمهاتهم وهم يتحولون إلى أشلاء.

المنظمة أوضحت أن الأطفال الفلسطينيين الذين نجوا حتى الآن من القصف الإسرائيلي في أنحاء قطاع غزة يعانون من وضع إنساني كارثي يضاف إلى وضعهم النفسي والعقلي المحزن، بسبب الرعب من ويلات القصف وما سبقه من حصار جائر وشح في الغذاء والماء، كما أشارت إلى أن الصدمة التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون الناجون في غزة تتجاوز حد المعاناة الشخصية بأشواط، فرؤية أطفال غيرهم وهم يلفظون أنفاسهم تضيف إلى المأساة ندوباً لا تمحى، في حين أن عائلات بأكملها قضت بلمحة بصر.

وبينت بيانات الأمم المتحدة أن (إسرائيل) هجّرت أكثر من مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، ومنذ الـ 11 من تشرين الأول الجاري يشهد القطاع المحاصر انقطاعاً تاماً للكهرباء بعد أن قطعت سلطات الاحتلال التيار الكهربائي ومنعت وصول الوقود إلى الداخل، ما أدى إلى كارثة في المشافي التي يفصلها ساعات قليلة من التحول إلى مشارح للجثث فقط مع انقطاع الكهرباء والقصف المتواصل، وانتهاء مخزونات الأدوات الطبية والأدوية الإسعافية والعلاجية.

ولم يكف (إسرائيل) كل هذا الإجرام الجنوني بل قطعت أيضاً المياه منذ الـ 9 من تشرين الأول الجاري، ما جعل الأغلبية العظمى من سكان غزة عاجزة عن الوصول إلى مصادر مياه نظيفة، في حين اضطر بعضهم إلى اللجوء للشرب من آبار غير نظيفة، ما يثير مخاوف انتشار أوبئة خطيرة تضاف إلى ما يمكن أن ينتشر من أمراض وأوبئة مع تكدس الجثث في المشافي والشوارع، دون أن يكون هناك مكان أو مجال للدفن وسط القصف الإسرائيلي المتواصل.