بعد عصر النفط ستزداد أهمية أرض العرب
“البعث الأسبوعية” د. مهدي دخل الله
قد لا يتجاوز الزمن المقدر لنضوب النفط في العالم سبعين عاماً فقط.. ثم ماذا بعد؟
الجواب في الطاقة المتجددة ، الشمس والرياح..
هذا يدفعنا لأن نفكر بأهمية أرضنا العربية بالنسبة للعالم. هل هي مقتصرة على النفط والغاز؟ أم أن مصادر الطاقة هذه لم تعط أرضنا سوى سبباً إضافياً لبروز أهميتها في هذا العصر؟..
تمتعت أرضنا بأهمية جيوسياسية مركزية قبل اكتشاف الطاقة واستخدامها في الاقتصاد العالمي. الاسكندر المكدوني عندما استولى على الرافدين والشام لم يكن بحاجة للنفط، وكذلك المغول والرومان والفرس والإنكليز وغيرهم. لا يمكن لأي قوة التفكير بإنشاء امبراطورية عالمية دون أن تسيطر على أرض العرب. هذه هي الجغرافيا التي تفرض نفسها فرضاً على العالم.
نحن في مركز العالم القديم ( آسيا وأفريقيا وأوروبا )، ولا يمكن لأحد أن يصل الأطراف ببعضها دون السيطرة على المركز.. هذا هو قدرنا.
ثم جاء النفط الذي أضاف إلى الأهمية الجغرافية أهمية اقتصادية. وبعد النفط هناك الطاقة الشمسية التي يملك منها العرب الكثير . فأوروبا ، التي تمتد من جبال الأورال في روسيا شرقاً حتى المحيط الأطلسي وبريطانيا غرباً ، أقرب مصادر الطاقة الشمسية لها قوس عربي مواز يمتد من الخليج شرقاً وحتى الأطلسي على شواطئ المغرب غرباً.
يملك هذا القوس الشمسي العربي ، أو الهلال الشمسي العربي ، كميات هائلة من الطاقة المتجددة التي سوف تكون المصدر الوحيد لأوروبا في القرن الثاني والعشرين.
تشير بعض الدراسات إلى أن جزءاً واحداً فقط من الصحراء الليبية فيه من الطاقة الشمسية ما يكفي لاستهلاك العالم بأكمله. فهل هناك من يتساءل: لماذا هذا الاهتمام الأمريكي المتزايد بالمنطقة ؟..
تعمل الولايات المتحدة اليوم للسيطرة على المنطقة العربية بكاملها من الخليج وحتى المغرب للتحكم بالطاقة الشمسية وابتزاز أوروبا عبرها ، وهي تريد حل الصراع العربي الاسرائيلي بغية خلق فضاء من التعاون والعلاقات السلمية بما يعزز سيطرتها على شمسنا ، وبالتالي السيطرة على أوروبا في القرن القادم..
وهذا الاهتمام الأمريكي المتزايد بالسيطرة على مصادر الطاقة المتجددة التي تحتاجها أوروبا يعوض ما ستخسره أمريكا في مجال السيطرة على طرق التجارة العالمية . فاليوم تعمل الولايات على تمتين سيطرتها على واحد من أهم طرق التجارة بين آسيا وأوروبا ، طريق باب المندب – قناة السويس ، لكن مشاريع إحياء طريق الحرير بين شنغهاي وأوروبا براً سيقلل من اهمية الطريق البحري في الاستراتيجية التجارية. بالمقابل فإن امتلاك مصادر الطاقة المتجددة سيعوض هذه الخسارة وسيعزز السيطرة الأمريكية على أوروبا المتعطشة للطاقة..