مجلة البعث الأسبوعية

عام على انتخاب المكتب التنفيذي الجديد..  لا استقرار ولا نشاط في رياضتنا والتغييرات ليست للأفضل!!  

“البعث الأسبوعية” ــ ناصر النجار

عام على انتخاب المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد الرياضي العام؛ عام شابه الكثير من العقبات والعثرات، منها جائحة كورونا التي عطلت الكثير من المشاريع والنشاطات وساهمت بإضعاف الحركة الرياضية، دون أن ننسى تأثير العقوبات الخارجية على رياضتنا بشكل مباشر وغير مباشر.

لكن الملفت للنظر، والذي يمكن أن نتأمل فيه بإمعان، أن رياضتنا ما زالت تفتقر إلى الاستقرار، فما زال التغيير في الأندية والاتحادات سارياً، وربما لأسباب منطقية تفرضها الظروف، وربما لأسباب نجهلها، لكن هذا الأمر يؤخر خطوات العمل التي كنا نتمنى أن تتسارع بشكل أفضل، وأن نشهد برامج النشاط الرياضي وقد صُدرت وأعلنت وبدأت، وهذا الأمر لا ينفي الجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد الرياضي العام لتصحيح العمل في الاتحادات والأندية على حد سواء، وهي وجهة نظرهم علينا احترامها ونأمل منها الخير.

 

كرة الطاولة

تقدم ثلاثة أعضاء من اتحاد كرة الطاولة باستقالتهم، وهم: صباح شحادة ولارا الصدير وتحسين زيتون. وفي كتاب الاستقالة الذي وصلت إلى “البعث الأسبوعية” نسخة عنه، علل المستقيلون الأسباب بعدم الانسجام مع أداء وشخصية رئيس الاتحاد لتفرده بالعديد من القرارات التي لا يعلم بها هؤلاء الأعضاء، والعنجهية والتعالي والفوقية، وعدم منح أعضاء الاتحاد أي صلاحيات بالعمل.

الاتحاد الرياضي قبل الاستقالة، وأعاد تشكيل اتحاد كرة الطاولة من جديد بغياب المستقيلين، واستبدالهم بأعضاء جدد؛ وبغض النظر عن صوابية كلام المستقيلين من عدمه، وعن خبرتهم الطويلة في اللعبة، وعن مستوى البدلاء ، فإن الملاحظة الأهم في الموضوع وجود شكاوى متعددة حول موضوع الهيمنة وتهميش الأعضاء؛ وهذا الكلام لا يسري على اتحاد الطاولة فقط، بل – وللأسف – على بقية الاتحادات والعديد من الأندية، لدرجة أن البعض يتعامل مع أعضاء الاتحاد أو النادي وكأنهم موظفون عنده؛ والجميع يعلم أن الرياضة لا تتطور إلا ضمن بوتقة العمل الجماعي، فكل له مهامه ومسؤوليته، ولو لم يكن لأعضاء أي اتحاد دور لاكتفى الاتحاد الرياضي بالموظفين ليكونوا تحت إمرة رئيس الاتحاد أو النادي؛ ومع التبديلات العديدة في الاتحادات الرياضية، فإننا نأمل أن يكونوا خير خلف، وأن نسمع الأخبار السارة، وخصوصاً أن العديد من هذه الاتحادات يعيش في “سبات” طال نومه.

لكن السؤال المهم يخص اتحاد السلة: لماذا لم يتم تشكيل اتحاد أسوة ببقية الاتحادات؟ ولماذا الاقتصار على لجنة مؤقتة تدير العمل؟ ونحن هنا نسأل عن جدوى وجود عضو مكتب تنفيذي على رأس هذه اللجنة!! وكما نعلم، فإن المهام في المكتب التنفيذي جسيمة، والمهام في اتحاد كرة السلة كبيرة، والجمع بين المهمتين أمر بالغ الصعوبة، مع العلم أن إصدار قرار بهذا الشأن لا يكلف وقتاً، والدعوة لانتخابات لا تقصر عمراً، ولا توقف نشاطاً، ومع ذلك فإننا نشيد بعمل هذه اللجنة ونشاطها المتميز.

 

بناء الأجسام

تطورات كثيرة شهدتها هذه الرياضة في الفترة الأخيرة، أولها أن القيادة الرياضية فصلت رياضة القوة البدنية عن بناء الأجسام، فبعد أن كانت عبارة عن لجنة وهناك أعضاء ضمن الاتحاد اختصاصيون بالقوة البدنية، صار الفصل بالكامل، فاختير أشخاص لقيادة لعبة القوة البدنية كرياضة مستقلة، لها ما لها وعليها ما عليها، وبتنا ننتظر التعديل في اتحاد بناء الأجسام ليكون أعضاء اللعبة من جسمها، لكن الذي وجدناه أن اتحاد بناء الأجسام حافظ على أربعة أعضاء اختصاصهم قوة بدنية، وصرف أحد الأعضاء وهو اختصاص بناء أجسام، وبهذا نجد أن القوة البدنية صار لها اتحادان، لأن بناء الأجسام خسرت أغلب أعضائها ولم يبق في هذا الاتحاد إلا ثلاثة اختصاصيين باللعبة!

هنا نعود للمربع الأول الذي تكلمنا فيه عن الهيمنة والتهميش، لأنه بهذه الطريقة سينفرد رئيس الاتحاد بالقرار لعدم وجود اختصاصيين في اتحاده، وهذا الأمر ظاهر للعيان لا يحتاج إلى الكثير من النقاش والتفكير.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن جماعة ألعاب القوة البدنية في نادي الاتحاد يشتكون ويتوسلون لمن يخرجهم من واقعهم المأساوي بعد أن أدارت إدارة نادي الاتحاد ظهرها لهذه الألعاب، مع العلم أن النادي مملوء بأبطال هذه الألعاب.

والمشكلة الحقيقية أن إدارة النادي عينت بيان جمعة، عضو إدارة نادي الاتحاد، مسؤولة ألعاب القوة في النادي، أي أنها اختارت الشخص غير المناسب لقيادة هذه الألعاب؛ ونعتقد أن المشكلة ليست ببيان لأنها اختصاصية في السباحة، ولو وضعت في لعبتها لربما أبدعت، لكنها وضعت بمكان بعيد كل البعد عن الاختصاص، فتاهت هذه الألعاب، وخصوصاً أن غياب بيان عن إدارة النادي طويل بسبب ممارستها للسباحة واستعدادها المتواصل للبطولات، لذلك يعتقد البعض أن هذه العملية تشبه عملية إنهاء هذه الألعاب من النادي، فلا دعم ولا اهتمام، وفوقها لا مبالاة في التعامل؛ وإذا كانت هذه الألعاب تشكل عبئاً على النادي، فلا بأس بنقلها لغير أندية من باب التخصيص، وهذا أفضل بكثير من موت ألعاب كنا نتصدر بها البطولات العربية، ونباهي بأبطالها ونجومها وخبراتها كل العرب.

 

حرب النجوم

حرب النجوم تدور في نادي الوحدة، وكل شخص يريد أن يرجع الفضل إليه في عملية بيع عمر خريبين والأموال المحصلة التي بلغت أكثر من ثلاث مليارات ليرة سورية؛ وهذا يؤكد للعيان أننا نعمل لأنفسنا أولاً وأخيراً بغض النظر عن أي شيء آخر.. الإدارة القديمة تقول إن القضية التي كسبها نادي الوحدة رفعتها عام 2017، واليوم انتهت فصولها، والإدارة الجديدة تعتبر أنها هي من سعت وهرولت.. وغير ذلك!

الموضوع برمته لا يهمنا بقدر ما تهمنا العقلية التي تدير أنديتنا، ومنها أن الإدارة الجديدة لنادي الوحدة – مثلاً – تلصق كل تقصير وخطأ بمن سبقها؛ وإذا حدث أي إنجاز فهي من صنعته.

الكلام هذا مرفوض جملة وتفصيلاً، فكل له حسناته وسيئاته، والنادي يجب أن يكون في مقام الأولوية عند الأشخاص الذين يتولون قيادته والمؤتمنين عليه، لكن دعونا نلاحظ هذه المسألة: إدارة نادي الوحدة على خلاف مع الإدارة السابقة، وكذلك نادي الاتحاد، ومثله نادي المجد، وغيرهم كثير، والكل يحيك الدسائس والمؤامرات؛ وعلى سبيل المثال، كل مشكلة تقع في أي ناد يجب أن تكون وراءها الإدارة السابقة، فهي من تحرض وتعادي وإلى غير ذلك.

في الرياضة، دوماً هناك خاسر وفائز، ومثل ذلك في الانتخابات الرياضية، ولو أن الجدد مدوا أيديهم للقدامى لكان الوضع أفضل بكل المقاييس، ولو أن القدامى دعموا الجدد لرأينا أنديتنا تتطور بشكل أسرع مما هي عليه.

أنديتنا الكبيرة لن تتقدم، والسبب هذا الفكر الذي يسيطر على من يقودها.. همهم كيف ينالون من الآخرين، ولو أن هذا الهم والتفكير والتخطيط انصب في النادي لرأينا عملاً أفضل بكثير. والقضية التي لا يكترث لها أحد أن الأندية تهدر المال بلا طائل، دون أن يكون مقابله مردود رياضي، وقد فاقت نفقات أحد الأندية المليار ليرة، وهي عبارة عن ديون تحت اسم تبرعات، وبالتوازي لا نجد أثراً لهذا الإنفاق على أرض الملعب من خلال النتائج والأداء.

 

مرور الكرام

من الطبيعي أن نمرّ في كل عدد على قرارات اتحاد كرة القدم، ولو مرور الكرام، لأنها تحظى بشعبية جارفة، ولأن العديد من القرارات الصادرة باتت جدلية، وربما تؤثر سلباً أو إيجاباً على كرتنا وأنديتنا بشكل عام.

القرار المهم الذي أثار حفيظة فرقنا كلها تكثيف مباريات الدوري وضغط مراحله الخمس الأولى، بحيث تقام في 17 يوماً، وذلك من أجل معسكر المنتخب الوطني الذي سيقام في دمشق يوم الرابع والعشرين من الشهر الحالي، ومباراة المنتخب الاستعدادية مع الكويت في الرابع من الشهر القادم.

اعتراض فرقنا قد يكون له ما يبرره، وجاء بداعي الإرهاق والإصابات التي يمكن أن تحدث للاعبين مع أرضية ملاعب غير صالحة، لذلك قرر نادي تشرين ألا يرسل لاعبيه إلى معسكر المنتخب، وخصوصاً أن أيامه لا تتوافق مع أيام الفيفا.. أي – بصريح العبارة – لا شيء يجبر أي ناد على إرسال لاعبيه إلى المنتخب في هذه الأيام، وانضم آخرون إلى فريق تشرين في هذا القرار.

وحجة تشرين أنه يريد الحفاظ على سلامة لاعبيه من الجهد والإرهاق والإصابات، لأنه يحضّر فريقه لبطولة الدوري أولاً، ولبطولة كأس الاتحاد الآسيوي ثانياً، وأي أمر طارئ سيضر بالفريق خصوصاً مع عدم وجود البديل بعد إلغاء مشروع قرار الانتقالات الشتوية.

دوماً، المنتخب الوطني خط أحمر، ولا شك أن تشرين وغيره لن يمتنعوا عن إرسال لاعبيهم إلى المنتخب، لكنها صرخة عبرت بها الأندية عن الظلم والأذى الذي قد يلحق بها جراء ضغط الدوري، ولذلك فالأمل أن يتراجع اتحاد كرة القدم عن قراره.. وأن تتأخر نهاية الدوري أسبوعاً أو أسبوعين لهو أفضل من حالة الصدام الدائمة مع الأندية.

الحالة الجدلية الثانية تخص الميركاتو الشتوي، فبعد أن أصدر اتحاد كرة القدم قراره بالسماح بفترة انتقالات شتوية ضمن شروط محدودة، لكنه اشترط موافقة الأندية كلها – أي الإجماع – لم يصل القرار إلى الإجماع، فتعطل وخسرت الأندية هذه الانتقالات؛ وهذا الأمر أحزن بعض الأندية وأفرح البعض الآخر، والسبب في ذلك أن الأندية التي تملك القدرة المالية كانت تريد تعزيز صفوفها ببعض اللاعبين المميزين، وخصوصاً التي ستشارك ببطولة الاتحاد الآسيوي، إضافة لأندية أخرى تريد المنافسة على اللقب أو الهروب من شبح الهبوط.

في الحياد، نجد أن فترة الانتقالات الشتوية لها فوائدها ومضارها. ومن أهم الفوائد أن الأندية تصحح مسيرتها بلاعبين جدد لتقوي مراكزها وتعالج ثغراتها، ومن سلبياتها أنها تقف إلى جانب الغني على حساب الفقير، فالكثير من الأندية التي تعاني من الأزمات المالية غير قادرة على ضم أي لاعب جديد، وهذا يؤدي إلى إلغاء مبدأ العدالة والتكافؤ بين الأندية في منتصف الطريق.

لكنه في الوقت ذاته يشجع اللاعبين على التمرد على أنديتهم وصولاً إلى من يدفع أكثر وأكثر.. وهنا خراب كرة القدم!!