مجلة البعث الأسبوعية

نبض رياضي .. آفة العنف الرياضي

“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش

موسم استثنائي تعيشه كرتنا بكل تفاصيله الفنية والإدارية وحتى اللوجستية حتى وصل الأمر بأن يتمنى المحايدون بأن يصل لنهايته في أسرع وقت ودون خسائر، وهذا الكلام لا يشمل الدوري الممتاز فقط بل يمتد لمختلف الدرجات وللجنسين في ضوء تكرار الحوادث التي تسيء لكرة القدم كرياضة تحتل صدارة الاهتمام والدعم والجماهيرية.

آخر الإشكالات كانت تعرض حكم مباراة النبك والمعضمية في دوري الدرجة الأولى للضرب من قبل أحد اللاعبين، لتضاف سلسلة من التصرفات الغريبة عن ملاعبنا والتي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة على نطاق واسع مترافقة مع موضوع الشغب الجماهيري.

وهنا نحن لسنا في صدد التهويل والمبالغة حول حجم هذه الظاهرة لكن الأكيد أن معالجتها باتت ضرورة قصوى، وهذه المعالجة ليست اختصاص جهة واحدة بل إنها تحتاج لمشروع شامل يمتد بين عدة جهات رياضية وقانونية واجتماعية حتى، فالتشخيص الدقيق للأسباب سيؤدي لعلاج ناجع وفعال وفي مدى قصير زمنياً.

ففي السياق الرياضي نجد أن لوائح اتحاد كرة القدم والعقوبات التي تتضمنها في حوادث الشغب التي تخص اللاعبين والجماهير ما تزال غير مواكبة للواقع، فالمطلوب هو التشدد في النص والتطبيق والابتعاد عن روح القانون الذي جعل العقوبات شكلية وغير مؤثرة، كما أن هنالك حاجة ملحة للتفكير بطرق جديدة تجعل اللاعب المشاغب يفكر ألف مرة قبل أن يرتكب أي حماقة من قبيل منع أي حكم من إسقاط حقه الشخصي وجعل الملاحقة تتعدى الجانب الرياضي لتكون جنائية وقانونية.

وإذا كان اتحاد الكرة ملاماً لقلة حزمه وتسامحه مع الكثير من الحوادث دون عقوبات رادعة لاعتبارات غير مفهومة، فإن الأندية هي الأخرى مسؤولة بشكل مباشر عن ظاهرة شغب اللاعبين مع وقوفها في أغلب الأحيان في صف لاعبها المخطئ فتسعى مع شتى الجهات للعفو عنه أو تقليل مدة عقوبته ، دون التفات للأخلاق الرياضية أو مبدأ الروح الرياضية الذي لم تسمع به بعض إدارات الأندية التي يفترض أن تعاقب لاعبها قبل أن يعاقبه الاتحاد!.

وبالانتقال إلى الشغب الجماهيري نجد أن علاجها يتخطى البيانات والشعارات ليكون فعلاً على أرض الواقع بالتشارك بين المنظومة الرياضية والجهات المعنية كوزارة الداخلية مثلاً، فالوقت مناسب للغاية حالياً لتشريح هذه الظاهرة كون المباريات تجري دون جمهور.

من واقع تجربة شخصية فإن مسببات الشغب تبدأ من لحظة الدخول للملعب من باب واحد والتدافع والمشادات والتعامل غير الحضاري أحياناً من القائمين على التفتيش عند الأبواب وصولاً للجهل بقوانين اللعبة وأخطاء التحكيم التي تكمل الحلقة لتكون شرارة الشغب جاهزة للاشتعال.

العنف الرياضي وعلاجه ليس شعاراً أو فكرة فضفاضة يمكن لحظها في خطة خمسية أو سنوية بل هو أمر قد يؤدي التباطؤ فيه إلى نتائج لا تحمد عقباها، وعندها لن ينفع الندم ولا سوق الأعذار.