تواضع مخازين الخزن والتبريد في “السورية للتجارة” لا يخدم التدخل الإيجابي
طرطوس- وائل علي
ربما تفسّر أرقام تخزينات السورية للتجارة المتواضعة من منتجات الخضار والفواكه في وحدات الخزن والتبريد الثلاث التي تصل طاقتها التخزينية إلى 3000– 4000 طن حسب المادة المخزنة في (وحدة تبريد طرطوس- وحدة طرطوس الهال- وحدة المرفأ) التي تتبع لفرعها في طرطوس، ضعف قدرتها على التدخل الإيجابي في الأسواق، يضاف إلى ذلك أن صالات السورية للتجارة تشكّل سوقاً مضمونة وسهلة لتسويق بضائع ومنتجات التّجار عن طريق البيع بالأمانة أو عقود التراضي أو الشراء المباشر!. فيما تغيب -في مفارقة غريبة- الكثير من منتجات القطاع العام عن واجهاتها ورفوفها ومستودعاتها إلا ما ندر، مثل منتجات شركة الزيوت والأجبان والألبان ومشتقاتها ومنتجات منشآت الدواجن العامة كالبيض والفروج، ومنظفات الشركة العامة للمنظفات الكيميائية “سار” بأشكالها، ومنتجات معامل الأحذية وشركة وسيم للألبسة والمنتجات القطنية الداخلية، ومنتجات وحدات تصنيع السجاد الريفية.. إلخ!!.
وبالعودة لقدرات وحدات تخزين وتبريد طرطوس “كمثال”، سنجد أن تواضع مخازين الخضار والفواكه واستثمارها بغير غاية التدخل الإيجابي التي أنشئت لأجلها يفسّر ضعف قدرة السورية للتجارة على المناورة في ضبط الأسواق وهيجان التجار، لأن تأجير عشر غرف تبريد لمؤسسة إكثار البذار لتخزين مادة بذار البطاطا مثلاً لمدة شهرين، كما يقول محمود صقر مدير فرع السورية للتجارة بطرطوس -المكلف حديثاً- لن يغيّر في معادلات السوق شيئاً، رغم أن هناك مخزوناً من مادة البطاطا لمصلحة المؤسسة -كما يقول صقر- تمّ تسويقها وتخزينها من أجل التدخل الإيجابي لطرحها خلال الشهر القادم، وأن المؤسّسة لم تغب عن تسويق المنتجات الزراعية خلال مواسم الإنتاج وإرسالها لفروع المؤسسة، حيث قام فرع طرطوس خلال الموسم الحالي والماضي بتسويق أكثر من /١٠٠/ طن من الحمضيات وكميات من التفاح والخضار الباكورية وطرحها في الصالات والأسواق الشعبية، كما تمّ تخزين مادة الفروج المجمّد وبيعه في الصالات.
ويبرّر مدير فرع طرطوس تراجع التأجير للقطاع الخاص بسبب توقف حركة الاستيراد منذ أعوام، حيث كان يشكّل العامل الأكبر لتشغيل الوحدات واستثمارها من قبل القطاع الخاص، وأكد أن خط الفرز والتوضيب الذي تملكه المؤسسة لم يخرج عن الجاهزية، وأنه تمّ العمل عليه خلال مواسم ٢٠١٧-٢٠١٨-٢٠١٩ لفرز مادة الحمضيات، وهو جاهز لاستقبال المنتجين الذين يرغبون بفرز منتجاتهم لدى المؤسسة بأسعار رمزية. وحول نفقات الصيانة والتشغيل، فهي في حدودها الدنيا ويتمّ إصلاح الأعطال الطارئة بما يضمن استمرار جاهزية الوحدات، كما يتمّ القيام بعمليات الصيانة الدورية من قبل عناصر الورشة الفنية. ويختم مدير الفرع أن المؤسّسة تضع كافة إمكانياتها (آليات نقل- غرف تبريد- خط الفرز) وجميع كوادرها لتذليل كافة العقبات التي تعيق عمليات التسويق والتخزين خلال مواسم الإنتاج، وكشف أن فرع طرطوس انتهى من إجراءات التعاقد مع أحد المستثمرين في القطاع الخاص لتأمين وتوريد مادتي الفروج والبيض لتغذية صالات المؤسسة بهاتين المادتين تلبية لحاجات الزبائن.