أهم وأعظم ما في هذه الحياة!
أكرم شريم
كل إنسان مهما كان كبيراً أو صغيراً، فقيراً أو مكتفياً أو غنياً، ابن عز وجاه ووجاهة، ينطلق من الحب، والطموح، حب الأم: هذه الأمومة الحلوة والعظيمة، التي تلدنا وتربينا ونبقى في قلبها مهما كبرنا وكبرت.. وثمّة أمر قد لا يفكر فيه كثيرون وهو عمل الأم بعد الولادة، وماذا تفعل لوليدها من تنظيف يدوم لأشهر وسنوات، وإرضاع، ونرجو أن تحرص كل أم على إطعام رضيعها من حليب الأم الذي خلقه الله في صدرها لرضيعها، وكل الأطباء المختصين يؤكدون على أهمية ذلك في الصحة العامة للرضيع ومستقبله.
هذه الأمومة الحلوة والحنونة والحريصة كل الحرص وبكل الحب على الجنين ليس في رحمها وحسب وإنما في قلبها أيضاً وطوال فترة الحمل لتسعة أشهر، وحرصها الشديد على صحته، ومعرفة ماذا يجب أن تفعل أو لا تفعل، وماذا يجب أن تأكل أو لا تأكل، فهل يمكن أن ننسى هذه الأمومة العزيزة أيضاً، وأهميتها في حياتنا جميعاً، والتي لولاها لما بقي إنسان واحد حياً على وجه الأرض، ولما تكاثرت ونمت وتوزعت هذه الشعوب وفي كل مكان، فحين نقول هذا شعب، فنحن نقول: هذا شعب الأمومة.
ومن خلال الأمومة وبعد الزواج طبعاً تتشكّل الأسرة، وهي الخلية الإنسانية الحيّة التي تتشكّل منها الشعوب وفي كل قرية أو مدينة أو عاصمة، فهل عرفنا الآن ما هي هذه الأمومة العظيمة، وماذا تفعل وتقدم؟.
بعد ذلك ننطلق للحديث عن الطموح، وهو الثاني بعد الحب، الذي يتشكّل منه الطريق الصحيح في هذه الحياة، والطموح هو الرغبة الأساسية التي يتشكّل منها ولها عقل الإنسان بعد سنّ الوعي للحياة والذي لم يحدّده أحد حتى الآن، لأن ما جرى تحديده هو سن الطفولة، حتى الثانية عشرة، وسن المراهقة بعد البلوغ وفي مرحلة الطفولة، أي حين يجتمع البلوغ مع الطفولة، والتي تنتهي بسن الرشد وهو بداية الثامنة عشرة من العمر، إذن فإن سنّ الوعي يتطوّر بالتدريج، وما أعظم الآباء والأمهات والمجتمعات التي تحترم وتساعد في نمو الطموح تماماً كما يريد صاحبه ومهما كان هذا الطموح، وطالما أنه إنساني ولا يتعارض لا مع القانون ولا مع الدين ولا مع الأخلاق!.
أيها الآباء، ما أصعب، أن نحرف الابن عن الطريق الذي يشكّل طموحه في هذه الحياة، وعن الاستمرار في هذا الطريق وما يحتاج وما يفعل فيه هذا الابن. إن أي عمل آخر، أو مهنة أخرى، يفرضها الأب على الابن بدل طموحه، فإن هذا الابن سيعيش طوال حياته تعيساً وضعيفاً وفاشلاً أيضاً في العمل الذي فرضه عليه الأب، وهذا يعني وبكل دقة وتأكيد أن الأب هو الذي فرض هذه التعاسة على ابنه أو ابنته، وفرض بالتالي على كل منهما الفشل في هذه الحياة!. ولو كنّا نعرف كيف يعيش من نمنعه من تحقيق طموحه لما فعلنا ذلك على الإطلاق لأنه يبدو وكأنه الطريق إلى جهنم بدل الجنة!.
وهكذا تكون النصيحة اليوم: إن أجمل وأعظم ما في هذه الحياة، إنما هو الحب والطموح، وفي كل شيء، وفي كل زمان ومكان ودائماً وباستمرار.