سلة العم جان تحكي يوميات المكان
حلب – غالية خوجة
قريباً من ساحة باب الفرج، رأيته، وكان الملفت في دراجته الهوائية تلك السلة المرسوم عليها علم سورية، وهو يضع فيها بعض الخضراوات وآخرها باقة بقدونس خضراء تفوح منها رائحة الأرض، استوقفته لحظة، وسألته عنها، فأجابني بابتسامة:
– جان عبدو أسطفان، عمري 70 عاماً، رياضي، أنهيت دوامي في كنيسة الروم الكاثوليك بساحة فرحات، وتسوّقت بعض الخضار للمنزل.
– هل تعلم لماذا ناديتك واستوقفتك؟ أريد أن أعرف سرّ هذه السلة؟.
فأجابني: علم وطني الذي نعتزّ به، والذي يجعلني متفائلاً دائماً، متفائلاً جداً وسعيداً، وأحبّ دراجتي الهوائية جداً وأشعرها تضاهي أية سيارة فخمة، فقط، لأنني أعيش في سورية، خصوصاً بعد الانتصار وعودة الهدوء والاستقرار.
من يرى أمثال هذا الرجل الحكيم ببسمته وطيبته ووجهه السموح، لا بد أن تزداد ثقته بعفوية الناس وثقتهم بوطنهم وتفاؤلهم الإيجابي الدائم.
أهل حلب طيبون لدرجة وضّاءة، وشغوفون بالحركة في مدينتهم، ويرفعون علم سورية عالياً بدءاً من قلوبهم، عبوراً بأماكنهم العتيقة، وصولاً إلى أعلى سارية ترفرف بعزة وكبرياء ونصر في ساحة سعد الله الجابري.