442 برلمانياً أوروبياً يطالبون بوقف الأعمال الاستيطانية الاسرائيلية
وجه مئات البرلمانيين الأوروبيين رسالة إلى حكومات بلدانهم يطالبون فيها باتخاذ إجراءات صارمة والضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرسالة التي حملت توقيع 442 نائباً وعضواً في مجالس الشيوخ في عشرين بلداً أوروبياً وتم توجيهها مساء أمس إلى وزارات خارجية دول أوروبية مختلفة تندد بمحاولات كيان الاحتلال قضم المزيد من أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية وإقامة المستوطنات عليها.
وكتب البرلمانيون، ومن بينهم النائب البريطاني جيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال والفرنسي جان لوك ميلانشون، “من الواضح أن التطورات على الأرض تميل نحو واقع سريع التقدم لضم بحكم الأمر الواقع للضفة الغربية وخصوصاً مع توسيع المستوطنات وهدم المباني الفلسطينية”.
وتابعوا “رغم جائحة كوفيد 19 شهد العام الماضي أكبر عدد من عمليات هدم منازل الفلسطينيين ومبانيهم في أربع سنوات”.
وكانت الأمم المتحدة والأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن الدولي طالبوا في بيان يوم الجمعة الماضي كيان الاحتلال الإسرائيلي بوقف هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية ومصادرة ممتلكات بينها منشآت ممولة من الاتحاد الأوروبي والجهات المانحة في حمصة البقيع في غور الأردن.
في الاثناء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة عشر فلسطينياً في الضفة الغربية. وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة الخليل وبلدتي بيت كاحل وبيت أمر شمالها ومخيم شعفاط وبلدة العيسوية في القدس المحتلة وقريتي عرقة وسيلة الحارثية في جنين واعتقلت ثلاثة عشر فلسطينياً.
كما اقتحم الاحتلال بلدة العيسوية بعدد من الجرافات في مدينة القدس المحتلة وهدمت منزلاً
بدورها حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من تدهور الحالة الصحية للأسير الفلسطيني ضرغام جبارين جراء ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية بحقه وفي مقدمتها الإهمال الطبي المتعمد.
ونقلت وكالة معاً عن الهيئة قولها في بيان اليوم إن الأسير جبارين المعتقل منذ عام 2018 يعاني من مرض شلل الأطفال ومن كسر في رجله ويحتاج لرعاية خاصة وجلسات علاج طبيعي وجهاز خاص لمساعدته على المشي والتنقل لكن سلطات الاحتلال تمتنع عن تقديم العلاج له.
في سياق متصل، شارك عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر اليوم في وقفة تضامنية مع الأسرى في معتقلات الاحتلال مطالبين المجتمع الدولي بالضغط للإفراج عن الأسير المصاب بسرطان الأمعاء أحمد عبيد وعن جميع الأسرى.
وذكرت وكالة معاً أن المشاركين في الوقفة أمام مبنى الصليب الأحمر في القطاع رفعوا صور الأسير عبيد الذي يتهدده خطر الموت وتمنع سلطات الاحتلال أهله من زيارته منذ ثلاث سنوات مطالبين المؤسسات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم إزاء ما يتعرض له الأسرى الذين يعانون من سياسة الإهمال الطبي المتعمد والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنه وعن جميع الأسرى.
في السياق ذاته كشف التقرير الشهري الصادر عن وكالة وفا حول انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني عن استشهاد 3 فلسطينيين واصابة 66 واعتقال 317 آخرون خلال شباط الماضي .
وكشف التقرير نفسه أن فلسطينياً استشهد برصاص مستوطنين في قرية رأس كركر غرب رام الله بينما استشهد اثنان آخران دهساً من مستوطنين في قريتي كفل حارس في سلفيت وعين البيضا في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى أن 66 فلسطينياً أصيبوا بجروح والمئات بحالات اختناق بينما اعتقل 316 آخرون بينهم 16 طفلاً خلال اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه مدن وبلدات الضفة الغربية لافتاً إلى أن معظم الاعتقالات تركزت في القدس المحتلة وجنين والخليل.
وبين التقرير أن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينياً على أطراف قطاع غزة المحاصر ونفذت 20 اعتداء على الصيادين والمزارعين الفلسطينيين بالرصاص وقذائف المدفعية وجرفت مساحات من أراضي الفلسطينيين وأغرقت مئات الدونمات الزراعية بالمياه ما أدى لتكبد خسائر فادحة.
ولفت التقرير إلى أن قوات الاحتلال استولت على 212 دونماً من أراضي الفلسطينيين في قلقيلية ورام الله والبيرة لتوسيع عمليات الاستيطان واقتلعت 1200 شجرة زيتون في الخليل وبيت لحم وطوباس وهدمت 206 منازل ومنشآت زراعية وتجارية معظمها في القدس المحتلة والأغوار الشمالية وهدمت للمرة السادسة على التوالي الخيام التي أقامها الفلسطينيون في خربة حمصة بالأغوار للسكن بعد هدم الاحتلال منازلهم في تشرين الثاني الماضي بهدف تهجيرهم كما سلمت إخطارات بهدم 63 منزلاً ومنشأة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكر التقرير أن الاحتلال يواصل انتهاكاته بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية حيث يوفر الحماية للمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف ويعرقل وصول الفلسطينيين إليهما مشيراً إلى أن مستوطنين اقتحموا مقبرة باب الرحمة في مدينة القدس المحتلة وانتهكوا حرمة القبور كما اعتدوا على الكنيسة الرومانية الأرثوذكسية في منطقة المصرارة وسط المدينة وحطموا قفل أحد أبوابها.
سياسيا، جددت وزارة الخارجية الفلسطينية تأكيدها أن استمرار اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم بحماية قوات الاحتلال إرهاب منظم مشيرة إلى أن اللامبالاة الدولية تجاه جرائم الاحتلال ترتقي إلى مستوى التواطؤ.
وأوضحت الخارجية في بيان اليوم نقلته وكالة وفا أن مستوطنين اقتحموا أمس عقبة الخالدية وباب العامود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وتل الرميدة في الخليل واعتدوا على منازل وممتلكات الفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال لافتة إلى أن الصمت الدولي المريب وتخاذل المؤسسات الأممية وتخليها عن تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال يشجعه على التمادي فيها.
وأشارت الخارجية إلى أن هذه اللامبالاة الدولية ترتقي إلى مستوى التواطؤ مع الاحتلال وجرائمه التي باتت تشكل الواقع اليومي لحياة الفلسطينيين مشددة على أن المحكمة الجنائية الدولية مطالبة بالإسراع في الإعلان عن فتح تحقيق رسمي بجرائم الاحتلال.