مجلة البعث الأسبوعية

أيهما أفضل صباحاً: القهوة أم الشاي؟

عندما تستيقظ صباحاً، هل تشتهي الحموضة مع فنجان من القهوة الطازجة؟ وهل تفضل الحرارة الدافئة والكافيين الأقل عبر كوب ساخن من الشاي؟ المعركة الأزلية بين مُحبي القهوة والشاي لم تستطع أن تحسم الأمر.

يعود تفضيل الإنسان لأي من الخيارين إلى تفاعل الجسم مع كل مشروب منهما، إلى جانب الذوق الشخصي، فالكافيين المستهلك في المشروبين هو السبب الرئيس لاستهلاك البشر كل هذه الأكواب اليومية، علماً أن الكافيين أكثر العقاقير ذات التأثير النفسي استهلاكاً في العالم.

 

لماذا يتم استهلاك كل هذا الكافيين؟

تختلف نسبة الكافيين بين الشاي والقهوة؛ إذ أن كوباً واحداً من القهوة الأمريكية مثلاً يحتوي على 95 ملليغراماً من الكافيين، بينما الكمية نفسها من الشاي تحتوي على 48 ملليغراماً، أما الكوب الواحد من الشاي الأخضر فيحتوي على 29 ملليغراماً. ومن المفيد التذكير أن قهوة الإسبرسو، أُم القهوة التركية، تحتوي على 63 ملليغراماً، أما قهوة النسكافيه سريعة الذوبان فتحتوي ملعقة صغيرة منها على نحو 70 ملليغراماً من الكافيين. وبطبيعة الحال، فإنَّ تفاوت الكافيين بين هذه المشروبات الساخنة هو أهم أسباب استهلاك بعضها دون الأخرى.

ويؤكد علماء البيولوجيا أن “الإنسان يهضم الكافيين في الكبد، وبعض الناس لديهم طفرات جينية تجعلهم أسرع أو أبطأ في عملية التمثيل الغذائي للكافيين”. ويتم استقلاب الكافيين بواسطة إنزيم في الكبد يتم ترميزه بواسطة جينCYP1A2 .

 

القهوة أم الشاي

ويمتلك نحو نصف سكان العالم نوعاً مختلفاً من هذا الجين يؤدي إلى بطء معالجة المنشط، ومن الصعب اختباره وراثياً. لذا، فإن أفضل طريقة لمعرفة تفاعل الجسم مع الكافيين هي عبر تجربته؛ وإذا لاقيت صعوبة في النوم بعد تناوله، أو لاحظت تسارع دقات القلب، فهذا يعني أنه يجب الابتعاد عن الجرعات العالية من الكافيين قدر المستطاع.

ومن سيئات استهلاك الكافيين في الصباح أن هورمون الكورتيزول يكون مرتفعاً بالفعل، ويزيد الكافيين منه أيضاً، لذلك يمكن أن ينتج عنه القلق والعصبية في الصباح، ما قد يؤدي إلى إهدار بقية اليوم. وعليه، فإن إحدى طرق منع هذا التفاعل هي شرب الكافيين مع الطعام وليس مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم.

وبشكل عام، يؤثر الكافيين على الجهاز العصبي المركزي بعدة طرق:

من ناحية، يزيد الطاقة في كل أجزاء الدماغ، ولكنه يقلل أيضاً من تدفق الدم في المخ، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم نسبياً. ومن ناحية أخرى، فإنه ينشط الخلايا العصبية “نورادرينالين”، وكذلك الإفراز المحلي للدوبامين، مما يؤدي أيضاً إلى اليقظة.

 

.. هنا تتفوق القهوة

وجدت بعض الأبحاث القائمة على الملاحظة، أن القهوة يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مختلفة، من ضمنها مرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، ويمكن أن تعزز عملية التمثيل الغذائي.

ومن فوائدها الصحية الأخرى المستويات العالية من مضادات الأكسدة؛ إذ يحتوي فنجان واحد من القهوة على مضادات أكسدة أكثر من كوب شاي واحد (200 إلى 550 ملليغرام لكل فنجان قهوة، مقابل 150 إلى 400 ملليغرام لكل كوب شاي أخضر أو أسود).

وتتفوق القهوة أيضاً على الشاي في كمية البوليفينول، وهي عبارة عن مغذيات دقيقة مليئة بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تحسن الهضم، وتساعد على الوقاية من أمراض التنكس العصبي وأمراض القلب والأوعية الدموية، بل تساعد في إدارة الوزن.

 

.. وهنا يتفوق الشاي

تتشابه مزايا الشاي مع مزايا القهوة، وإن كانت أقل، إذ يحتوي كوب واحد من الشاي عادةً على كمية أقل من الكافيين في الحصة الواحدة، مقارنة بفنجان القهوة، كما أن مادة البوليفينول ليست سمته الطاغية.

وهنا يربح الشاي نقاطاً إضافية، لأنه عكس القهوة يمكن العثور على الشاي الذي يتميز بوظيفة معينة مرغوبة. وهناك أنواع عشبية لا تحتوي على الكافيين إطلاقاً.

والآن أيهما أفضل: القهوة أم الشاي؟

للأسف، لا توجد إجابة واحدة وحاسمة لهذا السؤال، يعتمد الأمر على الشارب نفسه! فبعض الأجسام حساسة تجاه الكافيين واستقلابه، والبعض الآخر يستطيع إخراجه من جهازه بطريقة أسرع فلا يؤثر على منامه، لذلك ينبغي لك التجربة والاختبار قبل أن تحسم الأمر وتقرر العبور إلى الضفة الأخرى.