ويستمر الصمود والتحدي
د. صابر فلحوط
سنة جديدة، وصمودٍ يتجدد ويتحدى السنوت العشر على صمود الشعب العربي السوري في أفظع وأبشع حرب في التاريخ شارك فيها أكثر من مئة دولة على وجه هذا الكوكب ضد سورية التي تهيئ نفسها للاحتفال القريب بالنصر الناجز في هذه الحرب الكونية التي تحالف فيها الصهيونية العالمية مع الغرب الاستعماري ونواطير النفط المحسوبين على الأمة العربية..
لقد كانت البطولات التي سجلها الجيش العقائدي في سورية العربية المبتدأ والخبر في تحقيق الانتصارات الأسطورية في هذه الحرب الظالمة والمركبة من جملة من التحالفات في الساحة الدولية لمواجهة سورية وداعميها في محور المقاومة..
ولأول مرة في التاريخ، قديمة وحديثة، يشهد العالم حرباً، تشارك فيه عشرات الدول من العالمين، قديمه وجديده، ضد بلد صغير نسبياً في حجمه الجغرافي والديمغرفي، وتصرف فيها الأرقام الفلكية من الدولارات كما تدمر فيها الأحجام الهائلة من مختلف أنواع الأسلحة وأرهبها ضد سورية العربية.
كما كانت الحرب الأولى في التاريخ التي يكون فيها الإعلام هو الجبهة الأكبر والأخطر في التاريخ، حيث استخدم الكذب، وتدمير الحقائق، وإطلاق النار الدعائية بكثافة غير مسبوقة على العقول والأعصاب والوجدانات والحقائق بهدف زعزعة الإيمان والاستيلاء على قناعات الجماهير
واستقلالها لصالح الغرب الاستعماري الأميركي والصهيونية العالمية.
لقد اكتشف الشعب العربي ذاته، وعزز إرادته عبر هذا الطوفان من الطغيان الصهيو أميركي المتحالف بل الصانع للإرهاب التكفيري الوهابي الرجعي لمواجهة سورية وجعلها أثراً بعد عين!!..
لقد أصبح كل بيت في الوطن أسطورة صمود وأنموذج تضحيات، وأمثولة صبر وعطاء وثبات خلف قيادة مفولذة الأعصاب، حكمة وبسالة وقدرة على اجتراح معجزتي امتلاك الإرادة الصلبة، وبراعة الإدارة الواثقة في ميداني السياسة والسلاح..
أما حكايات أمهات الشهداء، وآبائهم والزغاريد التي يستقبل بها الأبطال بُعيد صعودهم إلى دارة الخلود فستبقى نقل المجالس وحكايات الأجيال في مدن الوطن وأريافه إلى آلاف السنين القادمة على سلم الزمن العربي والعالمي.
ولا بد أن تذكر الأجيال بطولات جيش سورية وتضحيات شعبها العظيم بأحرف من نور في درسها الأول في المدارس والجامعات والأكاديميات التي تتحدث عن معاني الكرامة، وصلابة الإرادة، وسخاء التضحيات التي بذلها، وتمثلها شعبنا، والتي فاقت ما تعلمته الأجيال السابقة وعلمته ولقنته لأبنائها عن بطولات شعبنا في مقارعة الاستعمار العثماني والفرنسي والإرهاب التكفيري الوهابي، والذي ماثل في صلابته وتضحياته ما شهده التاريخ في حرب الجزائر وفيتنام وستالينغراد ضد الطغاة والغزاة وأعداء الشعوب وكرامتها وإصرارها على سيادتها وتقرير مصائرها.
إن انتصار سورية العربية في عشرية الصمود ضد الإرهاب وداعميه لا بد أن تفتح الطريق واسعةً لتحرير فلسطين والجولان وكل بقعة من أرض العروبة طال الزمن أم قصر..
وإن دماء شهداء الشعب العربي السوري في الحرب الكونية المنصرمة، لا بد أن تحدث التغيير بل الزلزال المنتظر على المستوى العالمي حيث تنتفض الشعوب لكرامتها الجريحة في مواجهة الإرهاب المندحر والاستكبار العالمي المهزوم، ومن يعش ير!!
* رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني