المخرج فراس المقبل.. مسيرة نجاح وإنجاز
بعد حصول العرض المسرحي “بطيخة ونملة” لفرع درعا لطلائع البعث على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة طلائع البعث والتي انتهت فعالياتها مؤخراً في محافظة طرطوس، أكد المخرج فراس المقبل في تصريحه لـ”البعث” أن خصوصية عرض “بطيخة ونملة” تكمن في كونه نتاج عمل جماعي للفرقة بأكملها بعد أن كان كل ممثل أو فني فيه يعتبر نفسه مسؤولاً عنه، لذلك نجح في الحصول على هذه الجائزة بفضل الجهود التي بذلوها والمحبة التي جمعتهم، فأتت النتيجة عرضاً حاز على إعجاب الجمهور الذي استمتع به كثيراً لأنه يحمل رسائل قام بتمريرها بأسلوب كوميدي، وهو الأسلوب الذي لا يستطيع المقبل أن يستغني عنه في أي عمل. ورأى أن الجوائز التي حصل عليها في مسيرته كممثل ومخرج لم تكن نتيجة تعبه فقط بل لوجود ممثل موهوب ومنفذ إضاءة ومصمّم ديكور وموسيقي مبدعين ساهموا في أن ينال جوائز انطلاقاً من أن العمل المسرحي عمل متكامل ولا ينجح إلا بتضافر جهود كل من يعمل به.
لأول مرة
وبيَّن المقبل أن تألق الفرق في محافظة درعا يعود إلى المواهب الموجودة فيها، مع إشارته إلى أن ما يُقدّم لها من إمكانيات بسيط جداً، وأكثر الأعمال يتمّ إنجازها على حسابهم الشخصي، ومع هذا تكون الجوائز حليفها، وهذا ما يدفعها للعمل والجد أكثر على كل موهبة تأتي للعمل في مجال المسرح، منوهاً بأنه كان يشارك في كل مهرجان مسرحي يقام من قبل أية منظمة شعبية، ولكنه لأول مرة يشارك في مهرجان الطلائع الذي كان متميزاً على الصعيد الإعلامي، غير أنه كان بحاجة للتنظيم أكثر حيث لم يتح له مشاهدة عروض المحافظات الأخرى بسبب العروض الجماهيرية التي كانت موجودة، متمنياً أن تكون الحال أفضل في المهرجانات القادمة وأن يتاح فيها لجميع المشاركين مشاهدة كل العروض المشاركة للتعلّم من تجارب الآخرين، مع تأكيده أنه استمتع كثيراً بهذه التجربة الجديدة التي يخوضها لأول مرة، مشيراً إلى أنه بدأ ممثلاً في أواخر المرحلة الابتدائية وكان من الموهوبين فيه وكان للمسرح عشق خاص لديه منذ الصغر، وللفنان يوسف المقبل الدور الأهم في تنمية موهبته التي يفتخر بها، ورأى أنه اليوم وفي هذه المرحلة من مسيرته قطع أشواطاً في موهبة التمثيل حيث الفارق كبير بين بداياته وما وصل إليه اليوم.
عروض تلامس الواقع
مارس فراس المقبل الإخراج بسبب قلّة الذين يعملون في هذا الاختصاص في محافظته، مؤكداً أنه وفي أي عمل مسرحي يقوم بإخراجه لا بد أن يكون ممثلاً فيه لأنه لا يملّ الوقوف على خشبة المسرح، موضحاً أن الممثل يجب أن يركز على أدواته فقط، وأن يعمل على إيجاد حلول ولو بسيطة لأية شخصية يريد أن يتبناها. أما بالنسبة للمخرج فيقع على عاتقه كل ما يتعلّق بالعرض المسرحي من ديكور ولباس وإكسسوار وموسيقا وإضاءة، وهنا تكمن صعوبة الإخراج في التعامل مع الممثل وإيجاد الحلول لكل شخصية على حدة، وهو كمخرج يحاول أن يبحث دائماً عن العروض التي تلامس الواقع وتقديم ما يمكن تقديمه بشكل كوميدي رغبة في جذب الجمهور إلى المسرح الذي مازال المهتمون به قلائل في درعا، مؤكداً أن الواقع المسرحي في درعا ليس بخير بسبب ظروف الحرب التي أثرت على محاولة الارتقاء به، وأجهضت تجارب كانت على وشك النهوض به من خلال فرق فنية ذات مستوى راقٍ.
عمل مسرحي للصغار
وحول خصوصية مسرح الصغار لم يتردّد فراس المقبل بالقول إن العمل في هذا المسرح ليس سهلاً ويعالج في أكثر الأحيان فكرة واحدة، وهذا لا يقلّل من قيمته برأيه وإن كان مؤمناً أن الإبداع يكون أكبر وأعمق في نصوص الكبار، لأن المخرج يستطيع العمل على عدة أفكار في نص واحد، ومع هذا سيبدأ المقبل قريباً التحضير لعمل مسرحي للصغار يتناول فيه عدة مواضيع تهمهم إلى جانب تحضيره لعمل للشبيبة.
يُذكر أن فراس المقبل من مواليد القنيطرة، وقدّم على الخشبة أول أعماله عام 1990 عبر عرض “عودة راحل” تلته المشاركة في عدد من الأعمال المسرحيّة تمثيلاً وإخراجاً، ونال في مسيرته الفنّية جوائز عدّة، منها جائزة أفضل ممثل عن مسرحية “بابل سيمفونية مدينة” عام 2008 في مهرجان مدينة الثورة المسرحيّ، وجائزة أفضل مخرج عن مسرحيّة “هذيان” في مهرجان الشبيبة المسرحيّ في درعا عام 2010 إضافة إلى مشاركته في عدد من المهرجانات.
بطيخة ونملة
النص من إعداد زياد دمارة، تمثيل: عماد عوفان، نور معاني، أحمد العبود، رتاج المقبل، محمد المومني، فراس المقبل، يوسف أبو حمد، إضاءة فهد عقاب، مخرج مساعد محمد العبدالله، إشراف فرع درعا لطلائع البعث.
أمينة عباس