دراساتصحيفة البعث

سلطان المرتزقة أردوغان يدفع بالإرهابيين إلى اليمن

د. معن منيف سليمان

يواصلُ رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان محاولات التدخّل في اليمن عن طريق إرسال مرتزقته من الإرهابيين، وذلك في محاولته لإنقاذ جماعة “الإخوان المسلمين” هناك، بعد سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية على مأرب، وتأمين موطئ قدم لبلاده على الضفة الشرقية للبحر الأحمر وفي خليج عدن.

يسعى أردوغان لتطبيق السيناريو الليبي في اليمن، حيث يدعم ميليشيا الإصلاح، والمتابع لسياسة تركيا التوسعية يلاحظ وجود تشابه إلى حدٍّ كبيرٍ بين الدور التركي في اليمن والدور الذي تشغله أنقرة في ليبيا أو سورية، وهو دور ينطلق من وهم استعادة الإمبراطورية العثمانية التي احتلت الكثير من البلدان العربية.

إن ميليشيا حزب الإصلاح، التابعة “للإخوان المسلمين”، الحليف الأيديولوجي والسياسي لأردوغان، تقاتل بالفعل في المحافظات الجنوبية لليمن، ولاسيما في أبين وشبوة. وكانت أنقرة قد أرسلت العشرات من ضباط الاستخبارات إلى اليمن تحت شعار “هيئة الإغاثة الإنسانية” التركية، ووصل بعضهم إلى مأرب وشبوة عن طريق منفذ “شحن” الحدودي في محافظة المهرة بعد أن حصلوا على تسهيلات من مقر الجوازات اليمنية في محافظات مأرب وتعز والمهرة بتواطؤ مع بعض المسؤولين في حكومة هادي، مثل وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري ومحافظ المهرة السابق راجح باكريت.

وتُعدّ المعسكرات، المموّلة من قبل مشيخة قطر في اليمن، والتي يؤسّسها تنظيم الإخوان الإرهابي، كما هي حال معسكرات تعز التي يقودها حمود المخلافي، امتداداً لتأثير النظام التركي المتنامي في اليمن من خلال أدواته وعملائه المحليين، الذين يسعون للسيطرة على السواحل اليمنية وباب المندب. ذلك إلى جانب قيام نظام أردوغان بتدريب المئات من المقاتلين اليمنيين في تركيا وفي المخيمات المؤقتة داخل اليمن، كما أن تركيا جنّدت مرتزقة ليبيين وسوريين للقتال في اليمن متعهدة بدفع رواتب كبيرة للقتال في المناطق الجنوبية وعلى طول الساحل الغربي لليمن.

وتتناغم الزيارات التي يقوم بها الضباط الأتراك لبعض المحافظات التي يسيطر عليها إخوان اليمن، مع تصريحات أطلقها بعض المسؤولين في الحكومة الموالين لقطر، والذين عبّروا صراحة عن انحيازهم لمصلحة إنشاء تحالف جديد في اليمن مناهض لتحالف آل سعود، والتلويح بتمكين أنقرة من بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الموانئ والمطارات والنفط والغاز.

وبالتوازي مع ذلك، تحوّلت تركيا إلى وجهة مفضّلة للقنوات الإعلامية المموّلة من مشيخة قطر لإرباك المشهد اليمني، ولكن بعد سلسلة الهجمات بالطائرات المسيّرة وعمليات إطلاق الصواريخ التي شنّتها حركة أنصار الله على مملكة آل سعود، والتقدم نحو مأرب الغنية بالنفط والغاز، حيث تشكل السيطرة عليها ضربة كبيرة للحكومة اليمنية وحليفتها السعودية، يبدو أن ذلك دفع الأخيرة إلى إجراء تفاهمات مع تركيا وطلب المساعدة العسكرية في حرب اليمن وفي معركة مأرب، ومن المرجّح أن أنقرة وافقت بحماسة للدخول على خط المعارك، خاصة وأن المعركة يشارك فيها حزب الإصلاح الإخواني. وقد تحركت تركيا سريعاً لتلقف الطلب السعودي وشرعت بتجهيز مقاتلين سوريين “مرتزقة” لإرسالهم إلى جبهات اليمن على غرار ما جرى في ليبيا وإقليم ناغوني كرباخ، ووفق التقارير فإن الاستخبارات التركية بدأت إعداد قوائم للمقاتلين الراغبين بالانتقال إلى اليمن مع تحديد مرتبات عالية جداً لهم.

وتتزايد المعلومات عن بدء تعاون عسكري تركي سعودي في اليمن، وتزويد أنقرة الرياض بطائرات مسيرة من طراز “كارايل”، وذهبت مصادر متعدّدة إلى الإشارة بأن تركيا بدأت فعلياً بشحن طائرات مسيرة مقاتلة من نوع “بيرقدار” للسعودية، كتعويض عن وقف الولايات المتحدة تزويد الرياض بالأسلحة الهجومية بعد قرار الرئيس بايدن وقف دعم حرب اليمن ومطالبته بوقفها.

ويدعمُ هذه المعلومات أن المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية يحيى سريع، كان قد أعلن عن إسقاط طائرة مسيرة تجسسيّة تركية الصنع من طراز “كارايل” تابعة للقوات السعودية في أجواء محافظة الجوف. وقال سريع: “إن الطائرة كانت تقوم بمهام عدائية في أجواء منطقة المرازيق في محافظة الجوف”.

إن الدور التركي في اليمن هو جزء من مشروع يقوم على الاصطفاف في خندق المشروع الذي يهدف إلى تدمير اليمن وتقسيمه وسرقة ثرواته النفطية، وهذا المشروع يرتكز على دول حاملة له بشكل رئيسي هي أمريكا و”إسرائيل” والتحالف العدواني السعودي، أما أدواته في الداخل فهي جماعة “الإخوان المسلمين” المدعمة بالمرتزقة الموجودين في سورية.