الطاقات النظيفة.. مشاريع بيئية لاستدامة الموارد وجهود مكثفة لتوسيع الاستخدامات
تمكّنت وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء من تنفيذ خططتها بدعم التحوّل نحو استخدام الطاقات المتجدّدة لتوليد الطاقة. وضمن هذا الإطار تقوم الوزارة بتنفيذ عدد من مشاريع الطاقات المتجدّدة في كافة محافظات القطر، حيث تمّ تركيب أكثر من 7000 جهاز إنارة تعمل بالطاقة الشمسية لإنارة الشوارع الرئيسية موزعة على محافظات ريف دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس وحماة وحمص ودرعا والحسكة والرقة ودير الزور، بإجمالي استطاعة مركبة 18061 كيلو واط، وهذا يوفر 699 طن مكافئ نفطي سنوياً و2163 طناً من غاز ثاني أكسيد الكربون، هذا إضافة إلى العمل على الانتهاء من تركيب 16000 جهاز إنارة حتى نهاية هذا العام في كافة المحافظات، كما تعمل الوزارة على تنفيذ مشاريع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في المدن الصناعية لكافة المحافظات ومراكز المدن والقرى والبلدات، وذلك لتخفيف الطلب على التيار الكهربائي، كما تعمل على تزويد مراكز خدمة المواطن بمنظومات كهروضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية لاستمرارية عمل هذه المراكز دون انقطاع.
استدامة الموارد
مديرة السلامة البيئية في وزارة الإدارة المحلية رويدا نهار أكدت ضرورة تعزيز الوعي لدى كافة شرائح المجتمع حول ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة لما له من أثر إيجابي في الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها، وقد أضحى البحث في استثمار الطاقة النظيفة للمحافظة على البيئة إلى جانب دورها الفعّال في التنمية المستدامة من أهم التوجهات العالمية، وجاء التركيز على استثمار الطاقات المتجدّدة تجسيداً عملياً لهذه التوجهات، فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية وطاقة المياه هي طاقات نظيفة ذات آثار بيئية إيجابية واستخدامات مفيدة متعدّدة، يمكن أن تزوّد بها مناطق ريفية بعيدة بكلفة أقل، مع المحافظة على البيئة، ومع أن هذه الطاقات تعتبر فرصاً متاحة لا تنضب إلا أنها لا تُستغل بشكل فعّال وعلى نطاق واسع، وهنا يكمن دور الوزارة في تحقيق التوازن بين تأمين حاجات المجتمع وتطوره وبين الحفاظ على الموارد الطبيعية.
تغذية الأراضي
وأشارت نهار إلى أن الوزارة تعمل على تنفيذ مشاريع ضخ مياه الآبار الجماعية بالطاقة الشمسية، حيث تمّ تنفيذ العديد من هذه المشاريع، على سبيل المثال: معلولا وصحنايا والزبداني والحميرة وحلا ورأس العين وعين التينة والنبك في محافظة ريف دمشق، كذلك بئر الكفرون في محافظة طرطوس.. وغيرها.
وتضيف نهار: تعمل هذه الآبار على إرواء آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية المشجرة بالأشجار المثمرة، إضافة إلى تنفيذ مشاريع ضخ مياه للآبار في باقي المحافظات والتي تبلغ نحو 100 بئر زراعية وشرب جماعي ومحطات ضخ حتى نهاية هذا العام، بهدف ري آلاف الهكتارات الزراعية لأكثر من 300000 مزارع.
أما في مجال مشاريع ضخ مياه الآبار بالطاقة الشمسية فقد نفّذت الوزارة ضمن هذا الإطار عدداً من المشاريع في ريف دمشق، منها مشروع ضخ مياه بئر معلولا ويخدم نحو 600-700 دونم زراعية مملوكة لـ600 فلاح وتضمّ 15000 شجرة مثمرة من أصناف اللوزيات، بما فيها أشجار الفستق الحلبي وبعض الأنواع الأخرى كالرمان والمشمش والتوت الشامي المهدّد بالانقراض، وتمّ تركيب مضخة كهربائية باستطاعة 11 كيلو واط مع التمديدات والتجهيزات الكهربائية ولوحة تحكم كهربائية، وتتألف المنظومة الشمسية من 90 لاقطاً باستطاعة 200 واط لكل لاقط وخزان مياه أوكسفام بسعة 100 متر مكعب، وتمّ تشغيل أكثر من 100 عامل من منطقة معلولا نفسها ضمن المشروع كعمالة محلية، وينتج هذا النظام سنوياً نحو 27900 كيلو واط ساعي.
مضخات كهربائية
وبيّنت نهار أن حماية الأشجار والزراعة تأخذ الأولوية في الوزارة، حيث تمّ تنفيذ مشروع لضخ مياه بئر قرية الحميرة الزراعي التابعة لمدينة النبك بالطاقة الشمسية ويروي نحو 4000 دونم زراعية مملوكة من قبل 159 فلاحاً، وتستخدم لري أشجار مثمرة مثل المشمش نحو 9400 شجرة وخضراوات مثل الثوم والبطاطا. وتتابع نهار: تمّ تركيب مضخة كهربائية باستطاعة 18 كيلو واط مع التمديدات والتجهيزات الكهربائية ولوحة تحكم كهربائية، وتتألف المنظومة الشمسية من 75 لاقطاً باستطاعة 310 واط لكل لاقط، وينتج هذا النظام نحو 36000 كيلو واط ساعي من الكهرباء سنوياً، وتمّ الانتهاء من تنفيذ مشروع ضخ مياه بئر قرية حلا الزراعي بالطاقة الشمسية وتروي هذه البئر نحو 110 هكتارات و1100 دونم مستملكة من قبل 208 فلاحين، وتستخدم لري 25 ألف شجرة زيتون ولوزيات وجوز وخضراوات باستخدام شبكات الري بالتنقيط، وتمّ استبدال المضخة القديمة للبئر بمضخة جديدة وتشغيلها عن طريق الخلايا الشمسية، حيث تمّ تركيب ألواح شمسية باستطاعة 18600 واط ومعرج شمسي لتشغيل المضخة وخزان مياه تجميعي، وينتج هذا النظام سنوياً مايعادل 28830 كيلو واط ساعي من الكهرباء.
سلامة المياه
وتكمل الوزارة تنفيذ مشروع المراقبة والإدارة البيئية المتكاملة لحوض السن بالتعاون مع الشركة العامة للدراسات الهندسية فرع الدراسات المائية بحمص. ويبيّن مدير دائرة سلامة المياه محمد ضاهر أن المشروع يهدف للوصول إلى مسطحات ومجاري مائية نظيفة في سورية، حيث تمّ وضع برنامج وطني مبنيّ على خطط تخفيض التلوث على مستوى أحواض المجاري المائية الرئيسية في سورية، وتُبنى هذه الخطط على نهج الإدارة البيئية المتكاملة للموارد المائية من خلال تنفيذ مشاريع المراقبة والإدارة البيئية للأنهار الرئيسية وبحيراتها في سورية، وقد تمّ البدء بنهري الكبير الشمالي والأبرش، ويتمّ العمل حالياً على حوض نهر السن، إضافة إلى إتمام التقرير النهائي لأعمال مشروع المراقبة والإدارة البيئية المتكاملة لحوضي نهري الكبير الشمالي والأبرش المرحلة الثانية والثالثة، حيث تمّ فيه إجراء مراقبة دورية شهرية لمياه نهري الكبير الشمالي والأبرش لمجموعة من مؤشرات التلوث في نقاط اعتيان محدّدة مسبقاً.
توزع الطاقة
وفي تقرير الوزارة بيّنت الانتهاء من تنفيذ مشروع ضخ مياه بئر صحنايا الزراعي بالطاقة الشمسية كون هذه البئر هي الوحيدة في المنطقة حالياً وتبعد عن أقرب شبكة كهربائية 2 كم ويحتاج ربطها مع الشبكة لوجود مركز تحويل قريب وهذا غير متوفر حالياً، وتبلغ قيمة ربطها مع الشبكة العامة 20 مليون ليرة على أقل تقدير وستروي البئر نحو 7000 دونم، حيث تستخدم لري 35000 ألف شجرة زيتون معمرة يصل عمر بعضها إلى 400 سنة، إضافة إلى مزروعات أخرى مثل الخضراوات بأنواعها، وتمّ تشغيل المضخة الجديدة الموجودة في البئر عن طريق الخلايا الشمسية، حيث تمّ تركيب ألواح شمسية باستطاعة 12300 واط ومعرج شمسي لتشغيل المضخة وخزان مياه تجميعي، وينتج هذا النظام سنوياً ما يعادل 19000 كيلو واط ساعي من الكهرباء، إضافة إلى تنفيذ مشروع ضخ مياه بئر رأس العين الزراعي بالطاقة الشمسية في ريف دمشق ويخدم مشروع البئر نحو 2500 دونم مستملكة من قبل نحو 500 فلاح ويستخدم لري أشجار مثمرة ولوزيات وجوز وخضراوات، وقد تمّ استبدال المضخة القديمة للبئر بمضخة جديدة وتشغيلها عن طريق الخلايا الشمسية بتركيب ألواح شمسية باستطاعة 20 كيلو واط ومعرج شمسي لتشغيل المضخة وخزان مياه تجميعي، وينتج هذا النظام سنوياً ما يعادل 31 كيلو واط ساعي من الكهرباء، كما تمّ تنفيذ مشروع ضخ مياه بئر عين التينة الزراعي بالطاقة الشمسية في ريف دمشق، ويخدم مشروع البئر نحو 2200 دونم زراعي مستملكة من قبل 450 فلاحاً ويستخدم لري أشجار مثمرة ولوزيات وجوز وخضراوات عن طريق تركيب ألواح شمسية باستطاعة 20 كيلو واط ومعرج شمسي لتشغيل المضخة وخزان مياه تجميعي، وينتج هذا النظام سنوياً ما يعادل 31 كيلو واط ساعي من الكهرباء، إضافة إلى تنفيذ مشروع ضخ مياه بئر النبك الزراعي بالطاقة الشمسية، ويخدم هذا المشروع نحو 3300 دونم من الأراضي الزراعية، حيث تمّ تركيب مضخة باستطاعة 30 كيلو واط وبلغت استطاعة الألواح الشمسية المركبة 41 كيلو واط، وتركيب معرج شمسي باستطاعة 37 كيلو واط مع منظومة حماية من الصواعق ومنظومة التأريض مع كافة ملحقاتها.
معرج شمسي
ويؤكد التقرير تنفيذ مشروع ضخ مياه بئر الكفرون الزراعي بالطاقة الشمسية في محافظة طرطوس، ويخدم نحو 240 دونماً، ويبلغ عدد الفلاحين المستفيدين 1500 فلاح، وتمّ تركيب منظومة كهروضوئية باستطاعة 33 كيلو واط، وتركيب معرج شمسي باستطاعة 30 كيلو واط مع لوحة تحكم مع كافة ملحقاتها، إضافة لتركيب نظام حماية من الصواعق ومنظومة تأريض مع كافة ملحقاتها، هذا فضلاً عن مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة الشمسية على أسطح مراكز الإيواء ومراكز الشؤون الاجتماعية لغرض الإنارة في محافظات دمشق– طرطوس– القنيطرة، حيث تقدّر الاستطاعة المركبة في هذه المراكز بـ/37/ كيلو واط سنوياً، وتنفيذ البرنامج التدريبي التخصّصي في مجال الإشراف وتنفيذ مشاريع الأنظمة الكهروضوئية والعزل الحراري للمهندسين المختصين في كافة المحافظات، وبلغ عدد المستفيدين منه /200/ مهندس، وتمّ الانتهاء من إعداد الدراسات الفنية والمالية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية على أسطح مباني مراكز خدمة المواطن في المحافظات البالغة نحو /40/ مركزاً، ويتمّ العمل حالياً على تجهيز التمويل اللازم والبدء بالتنفيذ.
وفي إطار آخر تقوم الوزارة حالياً بالعمل على تنفيذ مشروع إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية، وتستهدف كافة المحافظات السورية خلال الفترة القريبة القادمة، حيث سيتمّ تركيب آلاف الأجهزة وفق أحدث المواصفات العالمية.
مواجهة المناخ
تسعى الوزارة حالياً للاستفادة من صناديق المناخ العالمية: صندوق المناخ الأخضر، وصندوق التكيف، عبر تقديم عدد من المشاريع التي تحقق الفائدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ومنها مشروع تعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة تغيّر المناخ من خلال الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية في الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق، حيث سيتمّ تنفيذه خلال هذا العام في بلدات زبدين- دير العصافير-المليحة- مرج السلطان، ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرة المجتمع المحلي على الاستفادة من الموارد الطبيعية، وتحسين الوضع البيئي من خلال تقديم الدعم اللازم له، وتأهيل شبكات الصرف الصحي وتنفيذ محطة معالجة مكانية، وتأهيل قنوات الري وتقديم الدعم الزراعي وتأهيل الآبار الزراعية وضخ مياهها بالطاقة الشمسية.
ميادة حسن