نقابة المعلمين.. احتضان للحقوق النقابية وخدمات اجتماعية وثقافية؟!
كانت مهنة التعليم ومازالت المحرك الأساسي في تطوير الحضارات، وأنبل المهن التي تتجلى فيها كل المعاني والقيم الإنسانية الأصيلة، فالمعلمون هم بناة أجيال قادرة على بناء المجتمع، والسعي به نحو الأفضل، وهم أصحاب رسالة يدركون عظمتها ويؤمنون بأهميتها، وبالتالي يقومون بمهمتهم على أتم وجه ليمسحوا ظلمات الجهل، لذا كان من الضروري أن نفيهم حقهم، وأن نكرّمهم في عيدهم، ولطالما كانت نقابة المعلمين حاضرة دوماً بين المعلمين، وظلت على مدى عقود مركزاً للتعريف بحقوق المعلم والمحافظة عليها، الأمر الذي تطلب منا في عيد بناة الأجيال تسليط الضوء على نقابتهم لما لها من دور كبير ورديف لوزارة التربية في تطوير التعليم، وحل مشاكل المعلمين.
علاقة تشاركية
نقيب المعلمين في سورية وحيد الزعل أكد أن نقابة المعلمين شريك أساسي في العملية التربوية والتعليمية، مشيراً إلى التواصل والتعاون المستمر مع وزارة التربية، فالنقابة ممثّلة بجميع اللجان المنبثقة عن وزارة التربية تنظمها صيغة العلاقة التشاركية وقانون نقابة المعلمين ونظامها الداخلي، كما تسعى النقابة دائماً لتطوير المناهج التربوية لتكون متلائمة مع الواقع، ونصبح قادرين من خلالها على الوصول إلى الإنسان القادر على تطوير وطنه والتضحية في سبيله.
التأمين الصحي
وفيما يتعلق بواقع الضمان الصحي والصناديق النقابية، أوضح الزعل أن المعلمين القائمين على رأس عملهم يدفعون مبلغ 500 ليرة سورية شهرياً، أي
بمعدل 6000 ليرة سورية سنوياً، وتغطي الوزارة مبلغ 9000 ليرة سورية، كذلك تقوم نقابة المعلمين بتغطية كل الحالات التي يعتذر التأمين عن تغطيتها، بالإضافة إلى مساهمة النقابة بعلاج زوجة المعلم، إضافة إلى الخدمات الطبية التي تقدم للمعلمين في مراكزنا الطبية، منوّهاً إلى معاناتهم من عدم امتلاك بعض الزملاء ثقافة تأمين صحيحة، ناهيك عن الشكاوى الكثيرة التي ترد إلى النقابة حول أداء شركات التأمين التي تتم متابعتها عبر مكاتب الفروع النقابية، أما واقع المعلمين المتقاعدين فقد تم تشميلهم بعقد تأميني سنوي اختياري مع شركة تأمين، بحيث يغطي هذا العقد العمليات الجراحية بسقف 650000 ليرة سورية سنوياً، ويتحمّل المعلم 20% من قيمة الأدوية، و25% من قيمة الأدوية المزمنة، و10% من قيمة التحاليل والأشعة، ولا يتحمّل أية تكلفة للمعاينة الطبية، كذلك تم إحداث صندوق خزانة التقاعد في 2016 يستفيد منه المعلمون المتقاعدون الذين بلغوا سن الستين، والمسرّحون صحياً شريطة أن يكونوا مشتركين بالصندوق لمدة 25 سنة، ومن لم يحقق منهم شرط سنوات الاشتراك يمكن له شراء تلك السنوات للاستفادة من الراتب التقاعدي، علماً أن الراتب التقاعدي يورث لمدة سبع سنوات لورثة المعلم، وتستثمر أموال هذا الصندوق بالمشاريع النقابية الموزعة على أكثر من محافظة، ويعمل المكتب التنفيذي دائماً لإيجاد مشاريع نوعية جديدة لرفد هذا الصندوق، كما يمكن لأي معلم الحصول على قرض من هذا الصندوق بقيمة 500000 ليرة سورية، علماً أن قيمة القرض كانت سابقاً 200000 ليرة سورية.
سعي للارتقاء
ارتقت مهنة التعليم إلى أداء الرسالة، فالمعلم رسول يربي، وينشر العلم، ويبدد ظلام التخلف، وقد عانى المعلم السوري في الظروف الصعبة التي مر بها وطننا، فصمد في المدرسة والجامعة، وكانت للمعلمين رعاية دائمة وكريمة من سيد الوطن، إذ صدرت مكرمات خاصة بدعم مسيرة المعلمين التربوية والتعليمية، وتسعى النقابة جاهدة لتقديم الأفضل ضمن الظروف المتاحة التي نعيشها اليوم، كما تسعى جاهدة للحد من الدروس الخصوصية، وحرصاً على مصلحة أبنائنا الطلاب تقيم نقابة المعلمين في كافة فروعها دورات تعليمية تحقق الفائدة للمعلم أيضاً من خلال أسعار مقبولة، والمساهمة بنفقات التعليم المفتوح والموازي للمعلمين وأبنائهم من خلال الحسم البالغ 25% من القسط السنوي، إضافة إلى تقديم حسومات خاصة لأبناء المعلمين في رياض الأطفال والمدارس والجامعات الخاصة، وفي كافة المنشآت الترفيهية والخدمية التابعة للنقابة، كما تم تعديل سلفة السكن بحيث أصبحت أربع شرائح، تبدأ بمئة ألف ليرة سورية، وتنتهي بمليون ليرة سورية، وفيما يتعلق بالصناديق النقابية، أشار النقيب إلى وجود قسمين: إلزامي واختياري، حيث تتضمن الصناديق الإلزامية صندوق نهاية الخدمة الذي يدفع فيه المعلم 1% من راتبه المقطوع لصالح هذا الصندوق مقابل أن يمنح عند التقاعد أو الاستقالة أو الوفاة تعويضاً بمبلغ 7000 ليرة سورية عن كل سنة اشتراك للعشرين سنة الأولى، و9000 ليرة سورية عن كل سنة بعد العشرين، إضافة إلى صندوق التكافل الاجتماعي الذي يدفع فيه المعلم 1% من راتبه لصالح هذا الصندوق يعود منها 85% لصالح التكافل الذي يغطي من خلاله الأدوية والتحاليل والعمليات الجراحية ضمن المشافي، و15% لصالح صندوق النقابة، إضافة إلى خزانة التقاعد، أما الصناديق الاختيارية فتتضمن صندوق المساعدة الفورية عند الوفاة الذي تم تعديله وتطويره أكثر من مرة ليصبح سقف المساعدة عند الوفاة مليون ليرة سورية، وصندوق الإحالة عند المعاش، إضافة إلى صندوق تسليف سكن المعلمين الذي كان يمنح قروضاً دون فائدة على أربع شرائح، ليعدل بعد ذلك بقرار من المجلس المركزي ويصبح على شريحتين: 500 ألف ليرة سورية، ومليون ليرة سورية تمنح للمعلم بعد 33 شهراً من تاريخ الاشتراك.
رمزية الاحتفال
استطاعت نقابة المعلمين عبر كيانها النقابي تقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية للمعلمين التي يستفيدون منها أثناء خدمتهم وبعد تقاعدهم، كما تستفيد منها أسرهم من بعدهم، لتحظى بثقة أبنائها المعلمين، واليوم يتزامن عيد المعلم مع انتصارات جيشنا الباسل على مساحات الوطن، ليكون المعلم السوري اليوم الرديف الحقيقي لهذا الجيش، واحتفال عيد المعلم من محافظة ادلب ومن مدارس خان شيخون يحمل رسالة حقيقية للقاصي والداني بأن مسيرة التعليم مستمرة لبناء جيل محصّن بالوطنية والعلم لغد واعد ومستقبل مشرق ينير سورية المنتصرة.
ميس بركات