البسطات.. وكيف تفرض نفسها كأمر واقع رغم أنف الأسواق النظامية؟
بغياب دور الأجهزة الرقابية تنتشر في الأسواق البسطات العشوائية التي تعرض وتبيع مواد ما هبّ ودبّ، كالمنظفات والمعلبات والأجهزة الكهربائية والمواد المختلفة، ومعظم هذه المواد، إما مغشوشة أو منتهية الصلاحية، وأضحت هذه المواد المباعة على الأرصفة والطرقات بديلة عن الأسواق، كونها تباع أرخص من المحلات ولو بقليل، وأحياناً تُباع السلعة بلا تجريب أو لا تُعاد ولا تُستبدل، واليوم ترى البضائع تفترش الأرصفة إن كان على البسطات أو أمام المحلات، وكل ما يخطر على البال من مواد غذائية استهلاكية أو منظفات فرط وأدوات كهربائية ومواد تجميل وقرطاسية، هذا الواقع ليس غريباً، ولكن ازداد بعد الأزمة بشكل لا يتصوره عقل، فالبسطات تقطع الأرصفة وتعيق الحركة والمرور!.
وبرأي الكثير من المواطنين فإن البسطات تعدّ ملاذهم الوحيد من أسعار المحلات المرتفعة، في ظل الظروف المعيشية الحالية، حيث يجدون فيها سلعاً بأرخص الأسعار إلى حدّ ما قياساً للأسواق، في وقت يجد فيها أصحاب البسطات فرص عمل، ولاسيما لذوي الدخل المحدود، حتى لو اعترض الكثير من أصحاب المحلات على وجود البسطات والبيع العشوائي والرخيص.
“البعث” استطلعت آراء عدد من المواطنين الذين يشترون سلعهم من البسطات والأكشاك، فكانت بعض الإجابات مقنعة، وبعضها مبالغ فيه والبعض غير راضٍ عن وجود البسطات، وآخرون لا يهمهم البسطة أو غيرها، المهمّ أن يشتري سلعة تناسب راتبه الشهري أو وضعه المادي، مع أنه غير مقتنع بأن الألبسة على البسطة من الألبسة نفسها في المحلات، حتى مواد التنظيف لا يمكن أن تتساوى مع العبوات الجاهزة في السوبر ماركت أو المحل، إذ تقول مواطنة إن مواد الغسيل التي تشتريها من البسطات تسبّب أمراضاً جلدية ولا تنظف أحياناً، وهي تبحث عن الجودة ولكن حسب وضعها المادي لا تجدها عند صاحب البسطة إنما تجدها في المحل، ولكن يوجد فرق بسعرها المضاعف.
مواطن آخر قال: أنا بصراحة لا أثق بالشراء من البسطات، فأكثر المواد لديهم منتهية الصلاحية أو مجدّدة، وهي في الغالب سيئة وأسعارها مناسبة، ولكن لا نثق بها.
موظفة تشير إلى ضرورة وجود البسطات نظراً لارتفاع الأسعار الكبير في الأسواق، خاصة وأننا نجد كل ما نطلبه من سلع، رغم أننا نعرف أن بضائعها مقلدة وغير صحية، ومعرضة للهواء والشمس والغبار.
شخصٌ آخر يقول: مهما انخفضت الأسعار في هذه البسطات، لا أفكر أبداً بشراء أية سلعة غذائية، أو غيرها لأني غير مقتنع بالمواد الموجودة على هذه البسطات، ونتمنى قمع هذه الظاهرة، وإن كان لابد من وجودها، فيجب مراقبتها، وتحديد أماكن مخصّصة لها بدلاً من إشغالها الأرصفة، وانتشارها بشكل عشوائي، وإعاقتها لحركة المارة، لأن كل ما يباع غير صالح.
هذا ما قاله المواطنون وأصحاب البسطات، فماذا تقول حماية المستهلك؟
مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية علي الخطيب يوضح لــ”البعث” أن ضبوطاً كثيرة نُظمت بحق البسطات والبيع العشوائي ومصادرة المواد منتهية الصلاحية، وعملنا على مصادرة كل المواد وإتلافها، وكذلك تابعنا حركة البسطات اليومية بالتنسيق مع المحافظة للتأكد من الرخص، ولكن للأسف هذه الظاهرة لا يمكن القضاء عليها وقمعها بشكل نهائي، لأن أصحاب البسطات يتنقلون من مكانهم بشكل سريع، وهناك من يعمل بشكل نظامي، لأنه يهتمّ بسمعته لكسب الزبائن.
ولدى سؤاله عن الأسعار وسبب انخفاضها أجاب الخطيب: بعض الأشخاص يكتفون بالربح القليل حتى يعمل بشكل أكبر، أيضاً أصحاب البسطات لا يدفعون الضرائب، ولا أي رسوم أو كهرباء خلافاً للمحال التي تحسب كل هذا من ثمن القطعة، ونتوجّه إلى المواطنين وننصحهم بعدم الشراء من هذه البسطات، لأن موادها مغشوشة ومزورة ومقلدة للبضائع النظامية.
عبد الرحمن جاويش