كورونا يدخل عامه الثاني في سورية بأعلى حصيلة يومية
قبل عام من اليوم سجلت سورية أول حالة كورونا لفتاة قادمة من الخارج واليوم في حصيلتها الرسمية أكثر من 17 ألفاً و400 حالة و1163 وفاة وخلال سنة مرت البلاد بثلاثة منحنيات تصاعدية للجائحة فيما الإجراءات الوقائية اتخذت مساراً مكثفا في البداية شدته خفت تدريجياً مراعاة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وأعلنت وزارة الصحة عن أول حالة في الـ 22 من آذار 2020 لتسجل بين شهري تموز وآب وفي منتصف تشرين الأول من العام ذاته منحنيين تصاعديين وترصد منذ الربع الأخير لشباط الجاري زيادة في عدد الإصابات التي سجلت الأحد الحصيلة الأعلى منذ عام بواقع 171 حالة جديدة.
وكانت وزارة الصحة سبقت وصول الجائحة إلى البلاد عبر إعلان خطة وطنية للوقاية من الفيروس في شباط 2020 منها تطبيق إجراءات صحية مشددة على المعابر الحدودية وتطبيق حجر صحي لمدة 14 يوماً لكل القادمين من خارج البلاد تبعتها إجراءات حكومية في آذار متمثلة بتعليق الزيارات والرحلات بما فيها السياحة الدينية وتعليق الدوام في الجامعات والمدارس.
وبعد الإعلان عن أول حالة كورونا كثفت الحكومة إجراءاتها حيث أعلنت في الـ 24 من آذار 2020 عن منع تجول ضمن المحافظات وبينها وإغلاق كل الفعاليات التجارية والمحال خلال فترة الحظر وهذه الإجراءات رفعت تدريجياً مراعاة للوضع الاقتصادي والاجتماعي ولم يعد تطبيقها مرة أخرى.
ومع زيادة أعداد الإصابات خصصت وزارة الصحة مراكز حجر وعزل صحي في مختلف المحافظات وجهزت عدة مخابر للكشف عن الفيروس وفرضت العزل لبعض المناطق التي سجلت حالات إصابة مرتفعة مع وجود فرق تقصي لرصد الحالات المشتبهة في كل المناطق وأطلقت حملة لتعزيز إجراءات الحماية للكوادر الصحية بعد تزايد حالات الإصابة والوفاة بينها.
وتزامناً مع المنحنى التصاعدي الثاني في تشرين الأول الماضي وضعت وزارة الصحة مشفى طوارئ بصالة الفيحاء الرياضية بدمشق في الخدمة وغرفة إدارة طوارئ لتنظيم حركة سيارات الإسعاف التي تنقل مرضى كورونا.
وطبقت وزارة الصحة خطة الطوارئ في المشافي لمرتين الأولى في الثاني من كانون الأول حيث طلبت الوزارة إيقاف العمليات الباردة في المشافي واستمرار العمل بالنسبة للحالات الإسعافية والجراحية الخاصة بالأورام والتوسع ضمن أقسام المشفى لمصلحة مرضى كورونا كما طلبت في السادس من آذار الجاري من المشافي الاستعداد للانتقال إلى خطة الطوارئ في حال الحاجة وأعلنت في العشرين من الشهر الجاري إيقاف العمليات الباردة في عدد من مشافي دمشق وتجهيز مشفى دمر كمشفى تخصصي لمرضى كورونا.
وفي الأسبوع الأخير من شباط الماضي أعلنت وزارة الصحة عن بدء إعطاء اللقاح ضد فيروس كورونا للكوادر الصحية الأكثر تعرضاً للإصابة وهم العاملون في مراكز العزل مع أولوية للفئة العمرية الأكبر.
وحسب توزع خارطة الإصابات تأتي دمشق في المرتبة الأولى تليها اللاذقية ثم حلب وحمص وريف دمشق أما الوفيات فتسجل دمشق أعلى حالات وفاة تليها حمص ثم طرطوس واللاذقية وحلب.
إلى ذلك، قال رئيس شعبة الأمراض الإنتانية بمشفى المواساة بدمشق الدكتور وحيد رجب بك: إن ارتفاع منحنى إصابات فيروس كورونا محلياً “أمر طبيعي” في حالات الجائحات التي تشهد عادة عدداً من الارتدادات بين الفترة والأخرى.
وأوضح الدكتور رجب بك أن الارتداد الأول كان الأقوى فيما جاء الارتداد الثاني أخف وكان من المتوقع أن يكون الثالث أقل كما هو الوضع عادة في الجائحات إلا أنه جاء أشد من الثاني “ولا يوجد تفسير علمي مثبت لذلك” لكون الفيروس مستجداً وبحاجة إلى مزيد من الدراسات.
وأشار الدكتور رجب بك إلى أن قوة الارتداد الثالث تعود للطفرات التي طرأت على الفيروس وزيادة عدد المسحات التي تجرى للمرضى في المشافي والأشخاص بداعي السفر كاشفاً عن تسجيل حالات أصيبت للمرة الثانية بالفيروس معظمها مر على إصابتها الأولى أكثر من 3 أشهر.
ولفت الدكتور رجب بك إلى أن الحالات المعلن عنها رسمياً هي التي أثبتت إصابتها نتيجة اختبار الـ “PCR” فقط لكن يوجد الكثير من الحالات التي تراجع المشافي والعيادات الخاصة بأعراض مشتبهة ولا يجرى لها الاختبار لعدم توافر مستلزماته للجميع وبالتالي فإن الحصيلة المعلنة لا تعكس حجم انتشار المرض في البلاد.
ووفقاً لمشاهداته ذكر الاختصاصي أن 15 بالمئة من الإصابات هي حالات شديدة وحرجة تحتاج إلى قبول مشفى بينما 85 بالمئة حالات خفيفة إلى متوسطة وبعضها يمر دون أعراض.
وبينما رأى الدكتور رجب بك أنه لا جدوى من إغلاق المدارس أو فرض حظر جزئي ولا سيما بوجود إصابات لا عرضية أو مع أعراض خفيفة في المجتمع بين أن السيطرة على انتشار الفيروس تتطلب الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية لجهة ارتداء الكمامة والتباعد المكاني وتعقيم الأسطح التي تلمس بكثرة.
وذكر الدكتور رجب بك أن نسبة إشغال أسرة العناية المشددة بمرضى كورونا مئة بالمئة بمشافي دمشق الحكومية كما أن أقسام العزل شبه ممتلئة بالمرضى وأن مشفى المواساة افتتح مؤخراً قسماً إضافياً للعزل.
عضو مجلس إدارة الرابطة السورية لطب وجراحة الصدر الدكتور محسن شاهين بين أن أعداد مراجعي العيادات زادت من 15 إلى 20 مراجعاً يومياً ونعتمد في التشخيص على الأعراض السريرية وتحاليل مشعرات إنتانية غير نوعية وصورة أشعة للصدر.
وعن أسباب زيادة عدد الإصابات في الفترة الحالية رجح شاهين أن تكون تقلبات الجو وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية ولا سيما من قبل المصابين بأعراض خفيفة الذين لا يمتنعون عن الاختلاط وملاحظة زيادة الإصابات الأسرية والطفرة الجديدة التي طرأت على الفيروس الحالي.
وأكد شاهين أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية كارتداء الكمامة والتباعد المكاني وتقوية مناعة الجسم ولا سيما بغياب دواء شاف حتى الآن.