موضة الألعاب الجديدة
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
لا تكاد تخلو جلسة للمكتب التنفيذي من قرار يخص ما يسمى الألعاب حديثة العهد والتي لم نكن نسمع بها سابقاً، وهذه الألعاب التي يغلب عليها الجانب القتالي تنوعت وتفرعت حتى باتت لها لجان بعضها ملحق باتحادات ألعاب وبعضها الآخر بلجنة أعلى منها.
وهنا لا يمكن لنا إلا أن تحترم الشعبية التي تحظى بها بعض هذه الألعاب من قبيل المواي تاي لكن الملاحظة أن أغلبها لا تمتلك أي مقومات لتشكل لجنة أو أن تحظى بعدد ممارسين يرتقي لتنظيم بطولات خاصة بها، والأسوأ أن القائمين على مثل هذه النشاطات مقتنعون بأن وجود معجبين فيها أو محبين لها من الممكن أن يحملها لتنافس الرياضات التقليدية.
المشكلة الأكبر أن هذه الألعاب الوليدة أخذت تنظم دورات للمدربين وأغلبها برسوم مالية ولا ندري حقيقة ما هو مصير هؤلاء المدربين الجدد وأين من الممكن أن تستفيد رياضتنا منهم ومن لاعبيهم، كما لا يمكننا الجزم إن كانت هناك فائدة بالأساس لرياضة السور أو النسور مثلاً..!.
وبنظرة موضوعية للأمر من زاوية أخرى نجد أن بعض الألعاب المعترف بها أولمبياً تشكو من قلة الكوادر رغم عراقتها وإنجازاتها، إلى جانب شكواها الدائمة من قلة ذات اليد وعدم قدرتها على تمويل نشاطاتها ومتطلبات لاعبيها، فكيف لرياضتنا أن تتبنى ألعاباً مغمورة لا طائل منها وألعابها التقليدية تستمر بالمعاناة.
تحديد المسؤوليات في هذا الإطار ومعرفة الخطط المستقبلية يبدو صعباً للغاية، في خضم غياب تصور كامل وحقيقي عن مستقبل هذه الألعاب من القائمين عليها واقتناع بعض أعضاء المكتب التنفيذي بهذه الرياضات التي تعاني على قلة ممارسيها من خلافات على الأحقية في تولي المناصب.
كل ما سبق يجب أن يصب في اتجاه واحد ألا وهو أن يكون هناك إستراتيجية واضحة المعالم لرياضتنا، يتم وضعها من قبل رؤساء المكاتب في المكتب التنفيذي بدلاً من انتظار رئيس الاتحاد الرياضي لتوجيههم، وهذا سيتطلب منهم أن يعرفوا طريقة التعامل مع ألعابهم بشكل موضوعي وأن يحددوا بوصلة عملهم وهدفهم القريب والبعيد عوضاً عن توجيه جهودهم نحو ألعاب منسية في بلدان نشأتها.
ختاماً إذا كنا لمنا المكتب التنفيذي على نظرته لهذه الألعاب فإن المطلوب أن يبتعد المروجون لرياضات “الموضة” عن العمل تحت شعارات واهية، فالأكيد أن الرياضة وتطويرها لن يتم عبر هذه الاختصاصات الاستعراضية التي تستهلك ولا تنتج.