أكثم عبد الحميد: أعمالي قصائد لمعشوقتي سورية
تُعرض حالياً في صالة تجليات للفنون التشكيلية أعمال الفنان النحات أكثم عبد الحميد بعنوان: “مراحل إبداعية”، وهي بعض من نتاج كبير خلال سنوات طويلة تعود للعام 1993 وحتى هذا العام، هذه التجربة المحكومة بالبحث عبر خامات نبيلة جسّدت بعض أفكاره الجمالية ورؤيته في العمل النصبي والمجسمات، وهي جزء من رحلة طويلة مليئة بالمشاغل الفنية والإدارية وعشرات المعارض الفردية والجماعية والمشاركات في ملتقيات النحت المحلية والدولية، هذا الفنان الشغوف بالخشب أولاً بحكم بدايات ما اكتسب وتعرّف على مواطن للجمال في جذوع الزيتون والأشجار الأخرى، لم ينقصه حينها إلا بعض الأدوات وتتبع ذاته الخبيئة التي تحيط بحواسه النبيهة التي فعلت فعلها وأنتجت ما يجعل منه الفنان المتفرد في لطافة فنه، وقد قدّم تعريفاً لذات النحات في مقدمة هذا المعرض المسمّى “مراحل إبداعية”: (في تجليات تجربتي بواقع هذا المعرض تتبلور المراحل الإبداعية في المنظور الزمني متجولاً في ضفاف عدة خامات متنوعة كالخشب والرخام والبرونز والبازلت معبراً عن رؤيتي بقصائد لمعشوقتي سورية..).
من منبع الوجدان الإنساني يتشكل الفن في فناء حدود الذات ليكون اللمحة الوهاجة من عطاءات العقل، وفن النحت هو فن المجسمات الذي يلامس الواقع ويرتقي بالخامة الصمّاء إلى منطلق الخامة المعبّرة، فيتغيّر مفهوم الخامة من الناحية التعبيرية، ويبقى حضورها موجوداً كأحد العناصر الأساسية التي يتركب منها الشكل لاحتوائه على البعد الثالث الملموس والبعد الرابع الناشئة منه الأبعاد الثلاثة، ألا وهو عنصر الضوء الذي يتركب منه الحجم الضوئي مكوناً البعد الرابع في فن المجسمات، والنحت هو النتيجة الفعلية والحقيقية في مجال رؤيتنا للمجسمات بالواقع الحقيقي في منظور الجمال، فالخامات الطبيعية تحيط بنا من كل جانب والتي يكمن فيها المحتوى الفكري والجمالي، وما يتوجّب على الفنان فقط أن يغوص بداخلها مكتشفاً أسرارها وكينونتها لاكتشاف أبعادها الحقيقية مستخرجاً منها أشكالاً جديدة لا تبتعد عن الواقع وتفرض نفسها على واقع الحياة لتصبح جزءاً منه.
أكسم طلاع