صحيفة البعثمحليات

وجوده بمدجنة شهرين أدّى لـ320 حبة لشمانيا على جسده

دمشق – لينا عدرة

عانى طفل  من وجود 320 حبة لشمانيا نتيجة اضطراره للبقاء مدة شهرين مع أهله في مدجنةٍ في ريف حلب، هرباً من الإرهاب، تمكّن بعدها طبيبه من علاجه، ليتم الشفاء نهائياً.

وأكد الدكتور ربيع قطاع وهو الطبيب المعالج “الاستشاري بالأمراض الجلدية والباحث والمحاضر في أمراض اللشمانيا وعلاجها منذ عام 1998” أنه وعلى الرغم من صعوبة الحالة السابقة، إلا أن هناك حالاتٍ نادرةٍ ومشوّهة أكثر صعوبة، كان للحرب والدمار وما خلفته من حصار، في ظل الظروف الجائرة، دورٌ كبير في ارتفاع نسبتها، مضيفاً: تراجعنا يومياً مئات الحالات منها البسيطة، ومنها المنتشرة كحالة الطفل السابق الذكر، والحالات النادرة المشوهة التي تردنا، تكون أكثر على الوجه، وتحديداً على الأنف والأذن، وخاصةً عند المسنين، أو عند ناقصي المناعة، ولهذه الحالات الاستثنائية تدابير خاصة.

حبة حلب؟!

وجود اللشمانيا الجلدية، أو ما كان يعرف بحبة حلب أمرٌ قديم، نتيجة لاستيطانها فيها عهوداً طويلةً، حسبما أوضح الدكتور قطاع في حديثه لـ”البعث”، ويعود لفترةٍ بعيدةٍ، حيث تم ذكرها في كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب عام 1850،للمؤرخ الحلبي كامل الغزي، ولكن وبسبب الهجرة والنزوح انتشرت في كل المناطق السورية، وربما تعدَّت ذلك لتنتشر في مناطق أخرى من العالم، والحشرة المسؤولة في نقل اللشمانيا من إنسان أو حيوان مصاب إلى إنسان سليم، هي ذبابة الرمل، ومن الضروري الإشارة إلى أن العدوى لا تتم عن طريق الملامسة، وتنشط ذبابة الرمل المسؤول الأساسي عن الإصابة ليلاً في فصل الصيف، وهي تشبه البرغش، ولكنها صغيرة الحجم جداً، ولدغتها مؤلمة، ولا تستطيع التحليق عالياً، لذلك الطوابق السفلية أكثر عرضة للإصابة من الطوابق العلوية.

   المُقلد الأكبر…

يمكن للشمانيا أن تأخذ عدة أشكالٍ سريرية، وأن تقلّد الكثير من الأمراض الجلدية، لذلك تدعى حالياً المقلد الأكبر، حسب الدكتور قطاع، الذي شدّد على مراجعة الطبيب أو أقرب مركز صحي، عند استمرار ظهور أي حبة لأكثر من عشرين يوماً دون أن تشفى على المطهرات والصادات الحيوية، عندها فقط يتوجب التفكير بأنها قد تكون لشمانيا، والحالات البسيطة والمكتشفة بسرعة يتم شفاؤها بسهولة وبشكلٍ تام، ومن دون أن تترك ندباً، بينما تحتاج الحالات المنتشرة والمعقدة إلى وقت أكبر، يبدأ من الحقن العضلي، بعد إجراء التحاليل اللازمة للتأكد من سلامة الكبد والكلية، إضافة إلى تخطيط القلب الكهربائي، لتحتاج بعض الحالات إلى حلولٍ أخرى، مثل الكي البارد بالآزوت السائل! مؤكداً أن الأدوية متوفرة في أغلب المحافظات، بينما تحوّل الحالات المعقدة والمنتشرة إلى المراكز التخصصية باللشمانيا، مثل مركز الفرقان في حلب الذي يعمل به الدكتور قطاع، والذي عالج فيه الكثير من الحالات النادرة والمعقدة.

وفي النهاية لابد للجهات المعنية من إيلاء هذا المرض اهتماماً أكبر، للحدِّ من انتشاره، وخاصةً مع ازدياد عدد الحالات وبشكلٍ ملحوظ، واتساع رقعة انتشاره، أضف إلى ذلك ما يخلِّفه هذا المرض من أثرٍ نفسيٍ سيّئ جداً على كل الفئات العمرية التي يصيبها، وبشكلٍ خاص على الأطفال، وبشكلٍ أدق عند تركه لندبٍ مكان الإصابة!، فهل يكفي فقط رش المبيدات الحشرية في الأماكن الموبوءة واستخدام الناموسيات؟؟ أم نحتاج إلى وقايةٍ بطرقٍ أكثر فعالية؟؟..