جدار الرعب وبايدن
تقرير إخباري: هيفاء علي
توقع مسؤول أمريكي رفيع وصول ما يزيد عن مليون مهاجر إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك على مدار العام الحالي، وهو ما يعتبر مؤشراً على التحدي المتزايد لـ بايدن على الحدود الجنوبية الغربية، خاصة وأنه وعد أثناء حملته الانتخابية بهدم ما تم بناؤه من الجدار.
تعود حرب الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة في جذورها إلى سنوات طوال تصل إلى الحرب الأمريكية-المكسيكية التي اندلعت في الفترة 1848-1846 نتيجة تراكم الخلافات بينهما لمدة عقدين من الزمن، وكان للولايات المتحدة هدفان من تلك الحرب: احتلال الأراضي التي طلبوا من المكسيك بيعها ورفضت، وغزو المكسيك لإرغامها على الاستسلام. وقد انتهت تلك الحرب بالسيطرة على نصف الأراضي المكسيكية بعدما وافقت المكسيك على بيعها، ومنها ولايتي تكساس وكاليفورنيا.
وكان ترامب قد أمر ببناء الجدار على الحدود مع المكسيك لمنع وصول المهاجرين، وسمي باسمه ” جدار ترامب” الذي لم تنته الأعمال فيه حتى الآن على الرغم من العمل به ليل نهار في المنطقة الصحراوية في منطقة” بويرتا بالوماس” وسط حدود تمتد على طول3142 كم. وهذا الجدار هو جزء من جدار حدودي يمتد على طول92 كم في قطاع الباسو، الذي يشكل ممر عبور للمهاجرين. وبحسب بيانات هيئة الجمارك، تم بناء حوالي 67 كم من الجدار في ظل رئاسة ترامب أي انه لم يف بوعده بإنهاء بنائه قبل رحيله.
لكن ارتفاع الجدار لن يثني المهاجرين عن محاولة العبور رغم أنهم رأوا أن أحلامهم بأرض الميعاد تتحطم عنده، وبحسب شهود عيان فإن العشرات من المهاجرين تعرضوا للضرب المبرح من قبل حرس الحدود الأمريكيين، وعدد كبير منهم تحطمت جماجمهم أو أيديهم وحتى أقدامهم، والبعض الآخر أصبح عاجزاً وعلى الكرسي المتحرك.
وكانت صحيفة ليبراسيون الفرنسية قد وصفت الوضع على هذه الحدود كالتالي: أطفالٌ فصلوا عن ذويهم وتم احتجازهم، في حين تم طرد أشخاص في حالة صحية حرجة، إجراءات قسرية تم توسيع نطاقها إلى أقصى الحدود… فمن أجل ردع أو التصدي للمهاجرين من أمريكا الجنوبية لم يعد هناك شيء يمكنه توقيف رعب إدارة ترامب، التي باتت تضع الخوف عند الحدود،، معتبرة أن موضوع احتجاز الأطفال المهاجرين عار على الإنسانية جمعاء.