سورية تستضيف المؤتمر الدولي للتحول الرقمي وقريباً اطلاق “السيرت” والمشغل الثالث
دمشق – رامي سلوم
كشف وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب عن قرب انطلاق المشغل الثالث لخدمات الاتصالات في سورية، والانتهاء من إنجاز الإجراءات القانونية والإدارية المطلوبة، ما سيعزز كفاءة شبكة الاتصالات، وشمولها نحو 99% من أراضي الدولة.
تصريح الخطيب جاء خلال مؤتمر صحفي، أقيم في فندق الفورسيزن بدمشق، اليوم، للإعلان عن إطلاق فعاليات الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للتحول الرقمي، الذي تستضيفه سورية خلال الفترة بين 9 – 11 نيسان الجاري، في قصر المؤتمرات بدمشق.
ويستضيف المؤتمر، جهات محلية وعربية وأجنبية، وباحثين وأكاديميين، ومتخصصين، وصناع قرار وقيادات، في مجال الاتصالات والتحول الرقمي، من مختلف أنحاء العالم، ويهدف إلى تعزيز العلاقات مع الشركاء في المجال، وتبادل التجارب والخبرات، والاستفادة منها في التجربة المحلية.
وأشار الخطيب، إلى الجهود الجبارة التي تبذل للوقوف على إمكانيات التحول الرقمي، والاستفادة من ميزاته، لافتاً إلى أنه سيتم إطلاق مركز متخصص للاستجابة المعلوماتية، والمعروف باسم (سيرت)، وهو مركز للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي، وحماية ودعم البنية التحتية الرقمية للقطاعات الحيوية من المخاطر والهجمات السيبرانية، وبناء ثقافة آمنة للوقاية من جرائم تقنية المعلومات، وذلك بغرض تأمين خدمات رقمية آمنة وموثوقة للمستخدمين من الجمهور، والجهات المعنية على حد سواء، وحماية الفضاء الإلكتروني للدولة.
ووصف الخطيب، التحول الرقمي بأنه التغير التكتيكي والاستراتيجي، الذي يطال كافة أشكال الخدمات، والأعمال، واستفادتها من التسهيلات التي تحققها التكنولوجيا، ما يحقق التنمية المستدامة الحقيقية، خصوصا أن غالبية الأعمال والصناعات، باتت تعتمد على مخرجات التقانة مثل (الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي وغيرها)، مشيراً إلى أن التحول الرقمي سيكون طريقا للاستثمار التكنولوجي الحقيقي في سورية، وإتاحة العديد من الفرص الاستثمارية الجاذبة.
وأكد الخطيب، على أن التحول الرقمي، بات فريضة وضرورة حتمية، قائلاً:”إن كنا تأخرنا فلسنا السبب لكنه الإرهاب، وإذا عدنا سنعود بقوة”، لافتاً إلى أنه سيتم تسخير الجهود لتحسين أداء الجهات الحكومية والخدمية، وملاءمتها لمتطلبات التحول الرقمي.
واعتبر الخطيب، أن المؤتمر فرصة ثمينة للإضاءة على نقاط القوة، والمعوقات والتحديات، والتقاط الفرص، فضلاً عن تحديد الفجوات في القدرات الرقمية، كما أنه علامة فارقة للإشارة إلى رغبة السوريين المتجذرة في الحياة والتطور الدائم.
ولفت الوزير، إلى أنه في بداية العام الماضي 2020، أطلقت الوزارة استراتيجية التحول الرقمي في سورية، والتي تهدف لبناء الدولة، مع المجتمع الاقتصادي، والحياتي، ضمن إطار التحول الرقمي في الخدمات، والمعاملات، وتعزيز فكرة التحول الرقمي، وشموليتها، وزيادة قبولها من المتلقين، في المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، والمتعاملين، وغيرهم، والتي تمت الاستجابة لها كبداية من خلال مراكز خدمة المواطن، التي كانت تمارس أعمالها بالشراكة بين أربع وزارات، كما تم أخيرا ربط وزارة التعليم العالي، ووزارة التربية والتعليم ليشمل الربط ست وزارات حاليا.
وبخصوص جاهزية البنية التحتية لاستقبال المشروع، كشف الخطيب، عن أن 7.4 مليون مستخدم، يستفيد من خدمات الأنترنت على الهاتف المحمول، فضلا عن 1.5 مليون خط أنترنت منزلي، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد على جاهزية البنية التحتية، خصوصاً في المراحل الأولى، لاستقبال عملية التحول الرقمي، مبيناً أن نسبة من البنية التحتية جاهزة حالياً، وسيتم العمل على تجهيز ما يلزم.
وأكد الخطيب، على أن إمكانيات التحول الرقمي غير محدودة، وأن سنوات الحرب على سورية دمرت البنية التحتية وأضرت بها، غير أن السنوات السابقة شهدت توسعاً في التحول الرقمي، من خلال إطلاق الشركة السورية للمدفوعات الرقمية خدماتها في العام 2020، وتسديد الفواتير من خلال الخدمة الإلكترونية، كاشفاً عن إنشاء بنية متكاملة للدفع الإلكتروني سيتم إنجازها قريباً، والتي يعمل عليها مصرف سورية المركزي، فيما عدا إطلاق العديد من البنوك خدمات إلكترونية متنوعة لعملاءها.
واعتبر الخطيب، أن انطلاق عجلة التحول الرقمي، سيحفز بقية البنوك والشركات صاحبة العلاقة، لتطوير بنيتها التحتية، والدخول في هذا التحول، تحت طلب المتعاملين، مبيناً أن التحول الرقمي خطوة مهمة ومستمرة، سيتم تطوير أدواتها تباعاً، لزيادة كفاءتها وشموليتها.
وسيشمل التحول الرقمي كافة نواحي الحياة وفقا للخطيب، الذي أشار إلى أن البنية التحتية للتحول الرقمي ستشمل كامل الخدمات، الصحية والتعليمية، وغيرها، وستكون أداة حقيقية لمكافحة السلبيات الإدارية، وتأمين الخدمات المتكاملة بالطريقة الأمثل، وبسرعة وسهولة، وتقييمها، للعمل على تطويرها بشكل مستمر.
افتتاح مكتب اقليمي
ومن جانبه، قال رئيس الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية محمد فرعون، أن المؤتمر منصة لتبادل الخبرات والتواصل بين الدول، مشيراً إلى أن عملية التحول الرقمي مستمرة، بينما الأوضاع والصعوبات الحالية التي تنغص على المواطنين طارئة ومفتعلة من الخارج، لافتاً إلى أن سورية ستكون دولة عصرية، تؤمن خدمات رائدة لمواطنيها.
وكشف فرعون، عن افتتاح المكتب الإقليمي لاتحاد التجارة الإلكترونية، قبل موعد انطلاق المؤتمر في 9 نيسان الجاري.