أثقال نادي سلحب.. إنجازات تفوق الإمكانات ومطالب بدعم أكبر!!
“البعث الأسبوعية” ــ منير الأحمد
تعد لعبة رفع الأثقال من أهم الألعاب الرياضية في نادي سلحب الذي يملك سجلاً حافلاً بالألقاب والبطولات المحلية بمختلف الفئات العمرية، وله دور مهم في تطوير هذه اللعبة من خلال رفد المنتخبات الوطنية بلاعبين ولاعبات متميزين تألقوا في البطولات الخارجية؛ غير أن ذلك لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة الأجواء الإيجابية والمناخ الملائم الذي فرضه أبناؤها المخلصون لتتجاوز اللعبة من خلالها الصعوبات، ومعها كانت معادلة العمل الدائم الذي تعطي النتائج المؤكدة.
بداية واهتمام
للوقوف على واقع اللعبة والصعوبات التي تواجهها، التقت “البعث الأسبوعية” المدرب الوطني محمد رشا الذي تخرّجت على يديه نخبة من نجوم رفع الأثقال السوريين، حيث أكد أن محافظة حماة كان لها شرف تخريج عدد كبير من الرباعين والرباعات على الساحة المحلية والعربية والقارية والعالمية، وكل ذلك بمجهود بعض الخبرات المخلصة، مبيناً أن مركز سلحب “الصفا” أحد المراكز الريفية التي تقدم سنوياً العديد من الخبرات والخامات الشابة وترفد بها المنتخب الوطني، مشيراً إلى أنه يتدرب في النادي حالياً أكثر من 150 رباعاً و50 رباعة من مختلف الأعمار والفئات العمرية.
وتابع رشا: بدأت ممارسة اللعبة في النادي منذ العام 1985، حيث اقتصرت التدريبات وتمارين اللاعبين على دور السكن، سيما أنه في تلك الفترة لم تكن هناك صالة رياضية، واستمريت حتى عام 1993، حيث بدأ اللاعبون واللاعبات المشاركة في بطولات الجمهورية، وبقي الوضع على حاله حتى افتتاح الصالة الرياضية المتخصصة في نادي سلحب، عام 2007.
وأوضح أن سبب استمرار تألق هذه اللعبة في نادي سلحب يعود إلى أمرين مهمين: الأول، الاهتمام بالقواعد لأنها أساس النجاح أو الفشل في أي لعبة رياضية، إذ يستقبل النادي أطفالاً صغاراً من عمر 7 سنوات فما فوق، يتم إخضاعهم للتدريبات والتمارين الخفيفة وتقنية الحركة مع إتباع كل الوسائل والأساليب التي تنمي موهبتهم وتزرع في نفوسهم حب اللعبة قبل إشراكهم في بطولات الجمهورية، والثاني بيئة مدينة سلحب الجبلية التي أعطت القوة لساكنيها ما دفعهم إلى التدريب على ألعاب القوة كرفع الأثقال والكاراتيه والمصارعة، ويضاف إلى ذلك امتلاك النادي مدربين على مستوى عالٍ يشرفون على تدريب اللاعبين دون أي مقابل مادي.
نتائج متميزة
ولفت المدرب المخضرم إلى أن أبرز النتائج التي حققها النادي في الفترة الماضية هي إحرازه جميع البطولات المحلية، سواءً في فئات الذكور أم الإناث، ولكن أبرز إنجازاته كانت عام 2007، عندما أحرز بطولة الأندية الآسيوية التي أقيمت في دمشق، بمشاركة 14 نادياً بكافة الفئات – الشابات والسيدات والشباب والرجال – كما أنه لم يغب عن منصات التتويج في أي بطولة عربية وآسيوية طيلة السنوات العشرين الماضية، إضافة إلى مشاركاته الناجحة في بطولات التضامن الإسلامي والمتوسط وحتى العالم. وأضاف: إنجازات الرباع العالمي عهد جغيلي خير دليل على تفوقنا بهذه اللعبة، حيث أحرز 5 ذهبيات وفضية واحدة في بطولة العرب في سورية 2003، وبرونزية بطولة آسيا 2004 في كازاخستان، و2 ذهب وفضية واحدة في الدورة العربية في الجزائر 2004، وبرونزية وفضية بدورة المتوسط في إسبانيا 2005، وذهبية الدورة الآسيوية بقطر 2006، وثلاث ذهبيات في الدورة العربية في مصر 2007، وذهبيتان وفضية ببطولة آسيا في الصين 2007، وثلاث ذهبيات في بطولة الأندية الآسيوية في سورية 2007، وذهبيتان بدورة المتوسط في إيطاليا 2009، وثلاث ذهبيات ببطولة العرب بالعراق 2010، وذهبية وفضية وبرونزية في بطولة آسيا بالصين 2011، وثلاث برونزيات في كأس الرؤساء الروسي 2011، وفضيتان بدورة المتوسط 2013 في تركيا، وذهبية دورة التضامن الإسلامي في أندونيسيا، وثلاث فضيات ببطولة آسيا في تايلاند 2015.
أجيال متلاحقة
وأشار مدرب منتخبنا الوطني إلى أن النادي يتميز عن غيره من الأندية التي تمارس اللعبة بوجود أجيال متلاحقة تعشق هذه الرياضة وترغب بممارستها حتى أننا نجد أفراد عائلات بأكملها، ذكوراً وإناثاً، يتوافدون إلى مركز صفا التدريبي في نادي سلحب لممارسة اللعبة، رغبة منهم في تعلمها والمشاركة في البطولات المحلية والخارجية، لافتاً إلى أن جميع اللاعبين واللاعبات الذين يرغبون بممارسة اللعبة وتعلم فنونها، في بداية الأمر، يكون طموحهم لاحقاً تمثيل المنتخبات الوطنية في البطولات الخارجية لأن معظم لاعبي ولاعبات النادي يشاركون خارجياً ما ينمي روح المنافسة فيما بينهم.
صعوبات وضرورات
وحول الصعوبات التي تواجه رياضة رفع الأثقال في النادي، بين رشا أنها تتمثل في عدم توافر السيولة المالية الكافية لممارسة اللعبة بالشكل الأمثل، حيث لا يتقاضى المدربون، ولا اللاعبون، في النادي أي رواتب مالية، كما أن مكافآت إحراز مراكز متقدمة في البطولات المحلية قليلة، ولا تتناسب مع الإنجازات والتكاليف الباهظة للتدريبات، فضلاً عن أن المكملات الغذائية التي يحتاجها الرباع للمحافظة على لياقته لا تكفي، ويضطر الرباع أحياناً إلى دفعها من جيبه الخاص نظراً لمحبته الكبيرة للعبة ورغبته بالمشاركة في البطولات الخارجية، والأدوات والتجهيزات اللازمة لممارسة اللعبة في مركز صفا التدريبي باتت قديمة وبحاجة إلى تحديث ولا تتناسب مع تطور اللعبة المتزايد، حيث أصبحت الطارات والديسكات بالية قديمة ومهترئة وتحتاج إلى صيانة وتبديل، فضلاً عن حاجة المركز إلى تأهيل وصيانة الطبليات الخشبية وتنجيد المقاعد وصيانة الأبواب والمرافق.
مواهب واعدة
من جانبها، أشارت ختام ساعود، مدربة الفئات الأنثوية في النادي، إلى الإقبال الكبير من قبل الصغيرات على تعلم رياضة رفع الأثقال، رغم أنها لعبة شاقة ومكلفة، ما يبعث على الأمل والتفاؤل بتطوير هذه اللعبة في النادي، سيما مع وجود أعداد كبيرة من الخامات والمواهب الواعدة، مبينة ضرورة دعم هذه الرياضة بشكل أفضل لأنها الرافد الأساسي للمنتخبات الوطنية التي حققت مراكز متقدمة في البطولات الخارجية، وكان آخرها للاعبتنا ماري جغيلي التي أحرزت المركز الرابع في بطولة آسيا لفئة الناشئات، إضافة إلى إحراز منتخب حماة للشابات والسيدات العديد من الميداليات المتنوعة في آخر بطولتين عربيتين.
بدوره، لفت لاعب منتخبنا الوطني وبطل العرب وآسيا، ليث الحكيم، إلى أنه تعلم مبادئ وأساسيات رياضة رفع الأثقال في نادي سلحب، مشدداً على أن حب اللعبة والرغبة بالتفوق يشكلان أبرز عوامل النجاح في هذا النادي العريق، داعياً إلى ضرورة دعم النادي أكثر بجميع الوسائل الممكنة ليتابع مهمته في إعداد الأبطال والبطلات للمنتخبات الوطنية بكافة الفئات العمرية، وبالتالي رفع علم الوطن عالياً في المحافل القارية والدولية.